بعد حوار شاق وطويل وبين الاطراف الليبية المتنازعة على السلطة دام البرنامج المفضل أكثر من سنة وبعد رحلات مكوكية بين غدامس وجنيف والصخيرات إلى أن رأى هذا الاتفاق النور في الصخيرات المغربية وبمساعدة الأمم والمتحدة، اتفق المتنازعون على حكومة الوفاق الوطني بقيادة السيد فايز السراج. وبدعم دولي كبير وصل السراج وأعضاء حكومته إلى هو العاصمة الليبية طرابلس عبر البحر بعد ما سدت في وجهه جميع الطرق تحت حماية أمنية مشددة فاتخذ فايز السراج القاعدة البحرية أبو ستة مقر مؤقتة لأقامت حكومته إلى إن يستلم المقرات الحكومية من رئيس الوزراء خليفة الغويل.
لقيت حكومة الوفاق ترحيب كبير من الشارع الليبي خاصة في الجهة الغربية من البلاد حيث ينتظر المواطنون حلا سريعا لمشاكلهم المتفاقمة ويرون إن حكومة الوفاق هي طوق نجاة بنسبة لهم لأن أغلب الليبيين يعانون من نقص في السيولة وعدم توفر مرتباتهم وغلاء كبير في السلع الأساسية وعدم توفر الكثير من الأدوية والتطعيمات وانعدام الأمن في العديد من المناطق. وينتظر الليبيون من هذه الحكومة إن توفر لهم كل ما يحتاجونه من ضروريات الحياة اليومية.
إقرأ أيضا: بعد المصادقة عليها..هل تستطيع حكومة الوفاق الليبية الصمود؟
وتعتبر حكومة الوفاق حاليا هي الحكومة المعترف بها دوليا ولقد لقيت دعم كبير من الدول الكبرى من زيارة لمسؤولين غربيين من فرنسا وإيطاليا واسبانيا وألمانيا وتركيا. فهذه الدول هي دول فاعلة في المنطقة ولها تأثير قوي داخل الساحة الليبية وتستطيع هذه الدول إن أرادت ذلك إن توقف الصراع الليبي بدعمها الكبير لحكومة الوفاق من خلال الإفراج عن الأموال الليبية المجمدة لديها ومكافحة الهجرة غير الشرعية بدعم السلطات الليبية من تدريب العناصر الأمنية ومد حكومة الوفاق بالمال وبالمعدات حتى تستطيع السلطات الليبية وقف الهجرة غير الشرعية إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا لأن ليبيا تضررت كثيرة من الهجرة غير الشرعية ومن أعداد المهاجرين الكبيرة التي تدخل ليبيا يوميا عبر جميع حدودها البرية. وعلى هذه الحكومات الأوروبية والعربية إعادة فتح سفارتها للعمل في طرابلس وإعادة فتح أجوائها ومطاراتها للطائرات الليبية.
نعلم إن هذه الحكومة ليست حكومة كفوءة وخالية من العيوب ولا من هم في الحكومة أناس أكفاء لكن ليس لدينا حل والوضع لا يتحمل ومن الصعب أن نجد حكومة ترضي جميع الليبيين والأطراف المتنازعة.
ونعلم جيدا إن هذه الحكومة لم تجلب معها المصباح السحري حتى تطلب من المارد إن يحل هذه المشاكل المتراكمة والمتزايدة منذ سنوات ولا تستطيع هذه الحكومة لوحدها حل هذه المشاكل دون مساعدة الليبيين أنفسهم لنهوض بدولتهم من جديد وما يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم من عيوب وسلبيات. يجب أن نعمل معا ونقف صفا واحدا لأن الوضع لا يتحمل وكل يوم هو أسوأ من قبله من الأيام ومعاناتنا تزداد ومشاكلنا تكبر ونحن الليبيين من يدفع الثمن الباهظ بسبب الأخطاء المتكررة في المشهد السياسي الليبي الذي يتميز بعدم كفاءة الفاعلين فيه وعدم اكتراثهم بإيجاد حلول دائمة للصراع من أجل ضمان مستقبل مستقر للبلاد.
إذا على المسؤولين والسياسيين الليبيين ومن يملكون القوة والسلاح والمواطنين العاديين دعم هذه الحكومة حتى يعود الاستقرار للبلاد لأن هذه الحكومة تعتبر هي الفرصة الأخيرة حتى لا تنهار ليبيا بكامل وبعدها نبكي كالنساء على دولة لم نحافظ عليها كما يحافظ الرجال.
كاتب وناشط ليبي/”ميدل ايست أونلاين”