إنجاز كبير حققه سعداني سياسيا، فقد استطاع أن يحوّل الأفالان من حزب في الحكم إلى جبهة مساندة لبرنامج الرئيس، الذي عمليا لم يعد موجودا لانتهاء مدة إنجازه.
سعداني لا يعرف من السياسة سوى تكوين لجان المساندة، فبلجان المساندة مارس السياسة، وبها وصل إلى ما وصل إليه من المناصب في الماضي وفي الحاضر.
الغريب في الأمر أن التجمع أو الجبهة التي أنشأها سعداني هي جبهة مؤهلة لجمع كل الشيّاتين، وبذلك استحقت لقب الجبهة الوطنية للشيّاتين (F.N.C) وقد حضر هذا الاجتماع كل من أراد أن يكون في لجنة مساندة الرئيس الذي سيعيّنه الرئيس لخلافته!
الظاهر أيضا في هذا الاجتماع أن السلطة كانت غائبة عنه، ولذلك حضرت الفوضى العارمة في تنظيمه. ولعل جماعة الرئيس أرادت من هذا الاجتماع أن يكون اجتماعا كاشفا لكل الانتهازيين الذين قد لا يعوّل عليهم الرئيس وجماعة الرئيس في تعيين الرئيس القادم للجزائر، إذا ما سحبت هذه المسألة من المؤسسة العسكرية وأسندت للرئيس وجماعته… أي إذا انتصر الرئيس في معركة سحب الحق من الجيش في تعيين الرؤساء هذه المرة وإسناد المهمة لغير الجيش.
إقرأ أيضا: سياسي جزائري يطالب بوتفليقة بإلقاء خطاب لمدة 5 دقائق!!
أحد الذين خرجوا من الاجتماع قال لي: “.. الآن ولدت جبهة الصمود والتصدي”! ولست أدري صمود ضد من والتصدي لمن؟! هل الصمود ضد توفيق أم ضد بلعياط، أم التصدي لمن؟! لعله التصدي لأويحيى والويزة حنون وبن فليس؟! أم هي فعلا عبارة عن ميلاد جبهة للتردي؟!
جبهة تنشئ جبهة، هو فعلا قمة العبث السياسي الذي وصلت إليه البلاد! والمصيبة أن هذه الجبهة المشكّلة من الانتهازيين ورجال ونساء الرداءة السياسية تطلب دعم الرئيس لها لتكتسب قوتها السياسة.. وبعد ذلك تستخدم هذه القوة في دعم برنامج الرئيس! أي أن الرئيس هو الذي يدعم من يدعم برنامجه؟!
الصورة التي ظهر عليها المشاركون في الاجتماع، وأعناقهم تشرئب للظهور في عدسات الكاميرات، تشير إلى المستوى (السياسي) الذي وصلت إليه الكائنات السياسية التي تعتاش على حكاية تأييد برنامج الرئيس!
والسؤال الذي يطرح على هؤلاء هو: هل لو أن الرئيس استقال أو غادر الحكم فجأة، هل سيبقى هؤلاء أوفياء لبرنامج الرئيس في تطبيقه؟! أم سيسارعون إلى تأييد برنامج الرئيس الذي يشغل بعده الكرسي… الرئيس يعرف جيدا هذه القضية.
*صحفي جزائري/”الخبر”