محمد الفيتوري.. قصيدة الرياح

رُبَّمَا لمْ تَزَلْ تلكم الأرض

تسكن صورتها الفلكية

لكن شيئاً على سطحها قدْ تكسَّر

رُبَّمَا ظل بستانُ صيفك

أبْيضَ في العواصف

لكنَّ بْرقَ العواصف

خلف سياجكَ أحْمر

رُبَّمَا كانَ طقسُك ، ناراً مُجوسِيَّةً

في شتاءِ النعاس الذي لا يُفَسَّرْ

رُبَّما كُنْتَ أَصغر

ممَّا رَأَتْ فيكَ تلك النبواءتُ

أَو كنتَ أكْبَرْ

غير أنك تجهل أَنَّك شَاهِدُ عَصْرٍ عتيقْ

وأن نَيازِكَ مِنْ بشرٍ تتحدَّى السماء

وأن مَدَارَ النجوم تغير!!

هَاقَدْ انطفأتْ شرفاتُ السِّنين

المشِعَّةُ بالسِّحْرِ واللُّؤْلؤ الأَزليِّ

وَأَسْدَلَ قصْرُ الملائكة المنشِدينَ سَتائِرِهُ

وكأنَّ يَداً ضَخْمَةً نسجت

أُفقاً مِنْ شرايينها

في الفضَاءِ السَّدِيمىّ

هَا قَدْ تداخَلَتْ اللُّغَةُ الْمُستحِيلةُ

في جَدَل الشمْسِ وَالظُّلمَات

كأنَّ أصابعَ مِنْ ذَهبٍ تَتَلَمَّسُ

عبر ثقوب التضاريس

إيقَاعَهَا

تَلِْكُمْ الكائِنَاتُ التي تتضوَّعُ في صَمِتَها

لم تُغَادِرُ بَكاراتَها في الصَّبَاح

وَلَمْ تشتعل كرة الثَّلْجُ بَعْد…!

فَأَيَّةُ مُعْجِزَةٍ في يَدَيْك

وَأَيَّةُ عَاصَفَةٍ في نَهَارِكْ

((إنِّي رأيتُ سُقُوطَ الآله

الذي كانَ في بُخارِسْت

كما لوْ بُرْجُ إيفل في ذات يَوْمٍ

كما لوْ طغَى نَهْرُ السِّين

فوْقَ حوائطِ باريسْ

كانَ حَرِيقُ الإله الذي

مَاتَ في بُوخَارِسْتَ عَظيماً

وَكانَ الرَّمادُ عَظِيماً

وَسَالَ دَم’’ بَارد’’ في التُّرَابْ

وَأُوصِدَ بَابْ

وَوُرِبَ بَابْ

وَلكنَّ ثَمَّةَ في بوخارِسْت بلادي أنَا

لا تزولُ الطَّواغِيتْ

أَقْنِعَة’’ تشرِكُ الله في خَلقه

فهي ليستْ تشيخ

وليْسَتْ تَمُوتْ!

وَقَائمةُ هي ، باسم القضيَّة

وَْأَنْظِمةِ الخطب المِنْبَريَّة

وَحَامِلة’’ هى ، سِرَّ الرِّسَالةُ

وَشَمْسَ العدالةْ

وَقَادِرة’’ هي ، تَمْسَخُ رُوحَ الجمالْ

ولا تعرف الحقَّ

أو تعرف العدل

أوْ تَعرِفُ الاسِتقَاله

وفي بوخارسْت بلادي

أَزْمِنَة تكنِزُ الفَقْرَ خَلفَ خَزَائِنِها

وَسُكون’’ جَرِيحْ

وَأَشبَاحُ مَوْتَى مِنَ الجُوع

تخضرُّ سيقانهم في الرمالْ

وتَيْبَسُ ثُمَّ تقِيحْ!

وَمَجْد’’ من الكبرياءِ الذليلة

وَالْكذِب العربيِّ الفصيحْ

((كأنّك لمْ تأتِ إلاَّ لِكيْ تُشعِلَ النَّارَ

في حطب الشَّرقِ وَحْدك

في حطب الشرقِ وَحْدَكَ

تَأْتِي..

وَشَمْسُكَ زَيُتُونَة’’

وَالبَنَفْسَجُ إكليلُ غَارك

ولا شيء في كُتبِ الغَيْبِ غَيرُ قَرَارِكْ))

((إنِّي رَأيتُ رِجَالاً

بَنَوْا مِنْ حِجَارة تارِيِخهِمْ وطناً

فَوْقَ حائِط بَرْلين

وَانْحَفَرُوا فيه

ثم تَوَارَواْ وَرَاءَ السِّنين

لكيْ لا يُنَكِّس رَايَتَهُ المَجْدُ يوماً

على قُبَبِ الميِتِّينْ

وكيلاَ تَدُورَ على الأَرْضِ

نَافَورَةُ الدم والياسمين!))

وفي بُوخَارِسْتَ التي

سَكَبَتْ رُوحَهَا فيك

وَازْدَهَرَتْ في نُقوش إزارِكْ

في بُوخارِسْتَ انتظَارِكْ

سماء’’ تكادُ تَسيل احْمِرَاراً

وَأيدٍ مُقَوِّسَة’’ تَتَعانَقُ خَلْفَ الغيومْ

وَآجُرَّةُ مِنْ تُرابِ النُّجُومْ

تَظَل تُبعثِرُهَا الرِّيحُ

خَلْفَ مَدَارِكْ!

اقرأ أيضا

mehdi-qotbi1

للمرة الأولى.. معهد العالم العربي يحتفي بإبداع مهدي قطبي في معرض استعادي بباريس

يخصص معهد العالم العربي، للمرة الأولى، معرضا استعاديا للفنان الفرنسي-المغربي المعاصر مهدي قطبي، احتفاء بإبداعاته. …

منصف بوجا يهدي المغرب أول ميدالية ذهبية ببارالمبياد باريس

أحرز العداء منصف بوجا، اليوم الخميس، ميدالية ذهبية في دورة الألعاب البارالمبية المقامة حاليا بباريس، بعد فوزه بسباق 400 متر لفئة (ت 12).

بنموسى: الرياضيون المغاربة تحدوهم رغبة أكيدة لتحقيق نتائج متميزة ببارالمبياد باريس

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، اليوم الخميس بباريس، أن الرياضيين والرياضيات المغاربة تحدوهم رغبة أكيدة لتحقيق نتائج متميزة في الألعاب البارالمبية الـ17 بباريس.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *