توفي، صباح اليوم الثلاثاء، الممثل المغربي القدير مصطفى الزعري، عن عمر يناهز 79 عاما، بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء والإبداع.
وعانى مصطفى الزعري، قيد حياته، من مرض سرطان البروستات، الذي ألم به وأدخله المستشفى منذ عدة أشهر، بعد تدهور حالته الصحية، حيث كان يخضع لحصص العلاج الكيميائي.
وقد خلفت وفاة الزعري حزنا عميقا في الوسط الفني المغربي وبين محبيه، الذين استذكروا إسهاماته في النهوض بالأعمال المغربية وأدواره التي تركت أثرا لا يُنسى.
ونعى الممثل محمد الشوبي، عبر حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، الراحل حيث كتب: “الله أكبر الرحمة والمغفرة من رب كريم.. رحم لله الفنان مصطفى الزعري”.
وعلق الممثل محمد الخياري على خبر وفاة الزعري، عبر صفحته بمنصة تبادل الصور والفيديوهات “إنستغرام”، قائلا: “غادرنا إلى جوار ربه اللحظة رائد وقيدوم الفكاهيين المغاربة مصطفى الزعري تغمده الله برحمته”.
ويُعد الراحل من أبرز الوجوه الفنية التي طبعت ذاكرة المشاهد المغربي، واشتهر بإبداعاته الكوميدية وأدواره المميزة التي طبعت المسرح والتلفزيون المغربي لعقود.
وبدأت مسيرة الزعري في عام 1963 خلال عمله كمرب ومدرب في المخيمات الصيفية التابعة للشبيبة والرياضة، قبل أن ينطلق في عالم المسرح عبر مسرحية “النواقسية” مع الأستاذ عبد القادر البدوي، والتي كانت أول عمل مسرحي يُبث مباشرة على شاشة التلفزة المغربية في 17 أكتوبر 1967.
وكان يميل الزعري، واسمه الحقيقي جمال الدين مصطفى، إلى السخرية والدعابة، ما دفعه للانضمام إلى فرقة الأخوة العربية بقيادة عبد العظيم الشناوي، ثم التحق بالمعهد البلدي ليطور مهاراته تحت إشراف أساتذة كبار مثل الطيب الصديقي وعبد الكريم لعلج.
وشارك مصطفى الزعري في العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، منها “بنت الخراز”، و”حلوف كرموس”، و”ستة من ستين”، و”شبح الماضي”، وكان آخر عمل له عرض على شاشة الأولى مسلسل “رحلة العمر”.
وبرحيله، تفقد الساحة المغربية أحد رموزها الفنية، لكن إرث مصطفى الزعري الإبداعي سيظل خالدا في ذاكرة الجمهور.