قررت الصحفية الأسترالية تانيا سمارت أن تضع نفسها مكان النساء المسلمات اللواتي يرتدين النقاب من أجل رصد ردود فعل الشارع الأسترالي تجاههم يوميا.
الصحفية عرضت تجربتها من خلال مقال منشور بجريدة “دايلي تلغراف” الأسترالية، والتي لم تخلو من مضايقات من طرف بعض الأشخاص.
“هل أنت متأكدة أنك لا تحملين قنبلة تحت هذا اللباس”، سؤال بادرها به أحد المارة. هذا بعض مما تعانيه المسلمات كل يوم في شوارع سيدني، تعلق تانيا سمارت.
الصحفية الأسترالية لم تخفي انزاعجها داخل النقاب، والذي اعتبرت أنه يمنعها من إظهار مشاعرها للناس، فقد كان بعض المارة يبتسمون في وجهها، بداعي التعاطف أم الخوف، لم تكن تدري، لكن أسوأ ما في الأمر عدم تمكنها من الابتسامة في وجوههم بدورها، تقول الصحفية.
تانيا أكدت أنها أقدمت على خوض التجربة من أجل تنوير الرأي العام أكثر حول لباس ينقسم الناس بشأنه.
تواجدها كان يشعر عدد من المارة بعدم الارتياح، حيث كان البعض منهم يشيح بنظره عنها بمجرد ما تقع أعينهم عليها، في حين كان البعض يحدقون فيها لوقت أطول وكأنهم لا يصدقون ما يشاهدونه.
“شعرت بأنني مكروهة وغريبة عن بقية العالم من حولي، وكأنني مختبئة عنهم ووحيدة”، تقول تانيا، مضيفة، “كنت قد بدأت التعود على هوية الجديدة لكن ثقتي بنفسي سرعان ما تزعزعت بعد أن صرخ رجل في وجهي “دين وسخ”. بدأ الجميع ينظر إلي. أحسست بالخوف والظلم”.
بانتقالها إلى أحد المتاجر من أجل شراء علبة علكة، “قام عامل المتجر بتجاهلي وبدأ يتعامل مع زبون تجاوزني في الصف”، تضيف الصحفية. “آسفة، ولكنني أعتقد أنني هنا قبلك”، وهنا تدخلت إحدى السيدات لتسأل، “هل أنت بخير عزيزتي”، تقول تانيا، مضيفة “لقد كان مجرد استفسار عادي من مواطنة أسترالية تجاه أسترالية أخرى. منحني ذلك شعورا بالأمل”.
بضاحية لاكمبا غرب مدينة سيدني، حيث يتواجد العديد من المسلمين، لم تشعر تانيا سمارت بنفس الإحساس بالغربة. “لم أعد أشعر أنني منبوذة”، تقول الصحفية الأسترالية.
داخل أحد المتاجر التقت تانيا بزهرة، فتاة مسلمة عمرها 18 سنة وترتدي الحجاب. سألتها عن ردود فعل الناس تجاهها. “صراحة، أحيانا قد يأتي طفل صغير وينظر إليك بأسوأ طريقة ممكنة، وحينها تتدخل والدته لتقول له “لا تتكلم معها”. “إنه حقا أمر سيء”، تقول زهرة، قبل أن تضيف، “يجب أن تتعلمي كيف تضعين هاته الأمور جانبا..كل هاته الأمور التي تقع على يد “داعش، هؤلاء ليسوا مسلمين حقا. يجعلوننا جميعا نبدو كأشرار…”.
مع نهاية التجربة، قالت الصحفية الأسترالية إن الأمر كان “مثيرا للاهتمام” بالنسبة لها، لكنها لا تعرف بماذا تشعر النساء اللواتي يتردين النقاب طوال الوقت.