كانت حركة الصخور عبر رقعة معزولة في منطقة “وادي الموت” بكاليفورنيا لغزا حير العلماء لفترة طويلة، لأن الآثار التي تخلفها حركة الصخور وتغير اتجاهها فجأة عبر منطقة تعرف باسم ريستراك بلايا كانت قد بقيت دون إجابة علمية منذ زمن بعيد. عالم الأحياء القديمة ريتشارد نوريس من مؤسسة سكريبس لعلوم المحيطات كان قد أشرف على هذه دراسة حول حركة الصخور وشاهد بنفسه هذه الظاهرة النادرة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي عندما كان يرافقه ابن عمه المهندس جيمس نوريس في ذاك الموقع.
ونشر نوريس وابن عمه نتائج دراستهما يوم الخميس الماضي 25 أغسطس الماضي في دورية (بلوس وان) العلمية وأوضحا فيها بأنه ورغم أن الصخور يمكنها أن تظل دون حراك في مكانها عشر سنوات أو أكثر، إلا أنها تقوم في ظروف معينة برحلة بطيئة تنتج عن تركيبة غريبة من الجليد والرياح في منطقة تعرف عادة بدرجة حرارتها المرتفعة.
وقال نوريس إن هذه الحركة تنشأ عندما تتجمد الصخور في قاع البحيرة الجافة وتتكون طبقة رقيقة من الجليد تتفتت مع مرور رياح خفيفة عليها لتنطلق منها ألواح كبيرة من الجليد نحو الصخور وبقوة كافية لتحريكها بسرعة بضعة ياردات في الدقيقة الواحدة. وأضاف أنه نظرا لإمكانية تحرك ألواح الجليد الكبيرة بفعل الرياح يساعدها في ذلك تدفق المياه في الطبقات السفلية فان الصخور التي يصل وزنها إلى 318 كيلوجراما تندفع على نحو لا يمكن أن ينجم عن قوة الرياح بمفردها.
وتشير نظرية علمية ترجع إلى خمسينات القرن الماضي إلى أن الطبقات السميكة من الجليد علاوة على الرياح القوية يمكن أن تسهم في حركة الصخور، إلا أن الدراسة التي نشرت يوم الخميس الماضي توصلت إلى أن الجليد كان أقل سمكا بكثير فيما كانت الرياح أقل قوة مما كان يعتقد من قبل. أما النظريات العامة الشائعة لتفسير حركة الصخور فتراوحت من الميل المفاجئ لكوكب الأرض إلى فعل مغناطيسات عملاقة تحت سطح الأرض. واستعان الفريق البحثي لنوريس بوحدات النظام العالمي لتحديد المواقع التي تم تركيبها داخل الصخور وأيضا كاميرات لتوثيق هذه الظاهرة خلال استعداداتهم لنشر نتائج دراستهم.