أظهرت الأبحاث التي يجريها علماء آثار في إحدى المناطق الواقعة شمال ألمانيا، وجود مقبرة جماعية تعود إلى العصر البرونزي والتي من شأنها أن تفتح الباب لدراسة مستوى التطور الاجتماعي لدى ساكنة أوروبا خلال العصر البرونزي.
ووفق ما أفادت به مجلة Science، عثر علماء الآثار على مقبرة جماعية في منطقة تبعد بنحو 120 كلم عن العاصمة برلين، والتي يعود تاريخها إلى ما يناهز 3.2 ألف سنة، مشيرة إلى أن المقبرة تضم رفات آلاف الجنود.
وأوضحت الصحيفة المختصة في العلوم، أن المقبرة ضمت رفات آلاف الجنود من قبيلتين متعاديتين كانوا مسلحين برماح وسهام وهراوات من الحجر والبرونز، والتي على ما يبدو كانت مسرحا لمعركة في تلك الحقبة الزمنية.
وقال تاماس تيربيرغير، عضو من فريق البحث من مركز سكسونيا السفلى للتراث الثقافي، أن اكتشاف مقبرة بهذا الحجم هو الأول من نوعه في أوروبا، مشيرا إلى أنه وفي حال تثبت فرضية انتماء جميع القطع الأثرية لحدث تاريخي واحد، فإن المقبرة تحيل على آثار صراع مسلح كبير.
واسترسل الباحث قائلا “في حال اتضح انتماء كل القطع لمعركة واحدة، فسنكون أمام آثر أول حرب عالمية في نطاق أوروبا القديمة”.
وكان اكتشاف المقبرة الجماعية بمثابة مفاجئة لفريق البحث، حيث أن نطاق القتال الواسع وكذا الرفات الذي يعود لآلاف الجنود يتعارض وبشدة مع الاعتقاد الذي ساد في الوسط العلمي بخصوص الكثافة السكانية المنخفضة في أوروبا، إضافة إلى انعدام وجود دولة وتطور اقتصادي وسياسي في المنطقة خلال تلك الحقبة جعل من مثل هذه الأحداث شبه مستحيلة.
وأظهرت الأبحاث التي جرت على المقبرة البرونزية وجود مجموعة من الفوارق في تركيبة نظائر العظام والأسنان المتبقية، والتي تحيل إلى أن جمودا كثيرين قاموا بقطع مئات الكيلومترات للوصول إلى أرض المعركة، في وقت لا تزال عظام ثلث الجنود تحمل آثار الجروح القديمة التي أصيبوا بها خلال المعارك السابقة.
هذا ويرجح فريق الباحثين تشكل فئة من المحاربين المرتزقة في تلك الحقبة الزمنية.
إقرأ أيضا:فكيك. اكتشاف عظام وآثار أقدام ديناصورات