تعد المملكة المغربية من الوجهات السياحية المعروفة عالمية و التي تستقطب كل سنة ملايين السياح الأجانب والعرب، و ذلك لتنوعها المناخي و الثقافي الذي تعكسه ألوان مدنها المتنوعة من طنجة إلى الكويرة.
ومن بين أشهر المدن المغربية، نجد مدينة أصيلة العريقة، المعروفة بأرزيلا أو أصيلا، والتي تعتبر من أقدم المدن التاريخية التي تم تحصينها في منطقة الشمال الغربي على الساحل الأطلسي في المغرب، و يعود تاريخ إنشائها إلى 1500 قبل الميلاد.
وعرفت مدينة أصيلة التاريخية تطورات تاريخية مهمة، ابتدأت مع تعميرها من طرف القبائل الأمازيغية قبل أن يستولي عليها الفينيقيون والقرطاجنيون، لتتحول فيما بعد إلى قلعة رومانية حملت اسم زيليس، و في سنة 1471 احتلتها البرتغال لتتخلى عنها في سنة 1549 نتيجة أزمة إقتصادية، و بعد قرن و نصف، أصبحت مدينة أصيلة مدينة مغربية تحت إمارة المولى إسماعيلأ إلا أن الاحتلال الاسباني الذي عرفه شمال المغرب منذ سنة 1912، حيث ظلت هذه المدينة الساحلية تحت الاحتلال إلى غاية سنة 1956، لتصبح مغربية من جديد.
و تعرف مدينة أصيلة التاريخية بكونها أهم المزارات السياحية في المغرب، نظرا لإطلالتها الرائعة على المحيط الأطلسي، إضافة إلى الطابع المعماري التاريخي الذي يطغى على شوارعها و منازلها ذات اللون الأبيض و الأزرق، كما أن جدرانها تمثل لوحات لأفضل الرسامين مختلف الأجيال والمدارس والجنسيات، والذين يزورونها خلال تظاهرة الرسم التي تنظمها كل سنة.
وتتوفر مدينة أصيلة ثلاث أبواب رئيسية وهي باب القصبة وباب الحومر وباب البحر، كما يوجد بالمدينة قصر الريسوني، الذي أصبح يعرف بقصر الثقافة، و يعد هذا الأخير من أهم المعالم السياحية للمدينة، كما يتميز بنقوشه ومعماره الإسلامي الأصيل.
هذا وتشهد مدينة أصيلة تنظيم مجموعة من المهرجانات السنوية والتي تشكل مناسبة لإعادة تلوين جدران منازل وأزقة المدينة باللون الأبيض لتحتفظ دائمًا بلونها البهي.