من بين الأنواع الكثيرة من العطور، نجد أن العطور الخضراء يتم عادة تصنيفها بحيث تكون مميزة بلونها الأخضر الذي يجعلها مختلفة من حيث الشكل عن بقية العطور الأخرى. ويمكن القول بأن اللون يلعب دورا هاما في نظرتنا نحو العطر، فالعطر الذي يحمل اللون الأسود يعبر ضمناً عن الشعور بالخطر والقوة، وعادة ما نجد العطور الشرقية في علب لونها بني أو حمراء من أجل الإشارة إلى المواد التي يتم تحضيرها منها. وتأتي العطور البحرية في زجاجات زرقاء تدل على لون البحر الأزرق.
وتعتبر العطور الخضراء تصنيفاً في حد ذاتها لأن رائحتها تتوافق بشكل كبير مع لونها أكثر من أي نوع آخر، فجميعها تنبعث منها رائحة النباتات الطازجة التي تأتي من الطبيعة الساحرة، كما أنها مفعمة بالحياة وتعطي شعوراً بالنقاء. ونجد أن هناك شيئاً ما في الروائح الخضراء يجعل سكان المدن يتشوقون لنداء الطبيعة والمساحات المفتوحة وحرية الإنسان الذي يعيش في انسجام مع الطبيعة.
ويمكن القول بأن الروائح الخضراء تناسب الرجال والنساء على حد سواء، على الرغم من أن بعض النساء يعتبرنها مناسبة أكثر للرجال، ولكن هناك العديد من العطور التي تنتمي لهذه الفئة لاقت رواجا كبيرا لدى العديد من النساء حول العالم. وتوجد فئات فرعية من العطور الخضراء، فهناك العطور المستخرجة من الأزهار والحمضيات والفواكه والأعشاب العطرية والطحالب،كما يتم أيضا استخراج العطور الخضراء من الأوراق الخضراء وأوراق الشاي والعشب الطازج وبعض النباتات البحرية والعديد من النباتات العطرية مثل الروزماري والريحان والنعناع، والزهور مثل زنبق الوادي وأوراق البنفسج، وقشور الحمضيات مثل البرتقال والليمون وعادة ما تستخدم هذه الروائح في العطور الرياضية والعطور الصيفية.
ويؤكد خبير العطور العالمي “مايكل إدواردز” أن العطور الخضراء ليست مفضلة للعديد من الأشخاص، حيث يقول: “إن العطور الخضراء غير مفضلة لدى النساء لأنهن يرون أن رائحتها تشبه رائحة العشب. وعلى الرغم من أنها روائح تنبض بالحياة، فإن العديد من الأشخاص يجدون أنها خفيفة وغير مناسبة بالنسبة لهم.”
وللأسف، لا يتفق الجميع على الشكل الذي يكون عليه العطر الجيد حيث هناك من يفضل أنواعا من العطور قد تكون غير محببة لآخرين، كما يمكن لبعض العطور أن تسبب تهيجاً وأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو، ولذلك يلجأ العديد من الأشخاص إلى العطور المستخرجة من مواد طبيعية من أجل تفادي هذه المخاطر الصحية.
وبعيداً عن هذه المخاوف الصحية، نجد أن بعض العطور لها تأثير ضار بالبيئة، فالمسك الصناعي المستخدم في العطور يثير قلقاً كبيراً لأن العديد من المركبات المستخدمة تكون ثابتة في البيئة وتسبب التراكم البيولوجي في الأنسجة الدهنية للكائنات المائية، حيث وُجدت مستويات من المسك الصناعي في الأسماك في البحيرات الكبرى.
والمشكلة الرئيسية التي يواجهها المستهلك عند التعامل مع العطور أو المنتجات العطرية هي أنه ليست هناك طريقة محددة يمكن من خلالها معرفة النوع المناسب الذي يمكن شراؤه، فكلمة “العطر” هي مصطلح شامل لآلاف من المركبات الضارة التي يتم استخدامها كعامل اخفاء، أي أنها تغطي الروائح الكيميائية غير المرغوب فيها في تصنيع هذه العطور حيث هناك عدة طرق في مجتمعنا الحديث لتحسين الروائح التي نستنشقها.
وعلى الرغم من ذلك، ومع قليل من البحث، يمكنك سيدتي العثور على منتج مناسب لاحتياجاتك. وهناك قائمة طويلة من العطور الخضراء التي يمكنك الاختيار من بينها، والتي ستعطيك شعورا بالنشاط والنقاء والعودة للطبيعة الساحرة، دون أن تسبب لك أي نوع من المشاكل الصحية أو أن تكون ضارة بالبيئة.