قالت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيدة امباركة بوعيدة، اليوم الثلاثاء بالرباط، إن المرأة المغربية حظيت، في السنين الأخيرة، بمكانة مميزة بفضل المشروع المجتمعي الحداثي الذي تبناه صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي آمن بقدرات النساء.
وأكدت السيدة بوعيدة، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية الثالثة لمسلسل شمال – جنوب لتعزيز دور النساء، أن المكتسبات التي تحققت في مجال النهوض بوضعية النساء المغربيات تأتي لتتوج “الجهود التي تبذلها منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والمجتمع المدني لاسيما الجمعيات النسائية”.
وسجلت، في هذا الصدد، أن المغرب باشر، منذ عقود، مجموعة من الإصلاحات الجوهرية في مجال حماية والنهوض بحقوق النساء، سواء على المستوى المعياري أو المؤسساتي، كما هو الشأن بالنسبة للمصادقة على مدونة الأسرة والمكتسبات التي جاء بها دستور 2011.
وأوضحت الوزيرة، أمام حوالي مائة من النساء اللواتي قدمن من ضفتي المتوسط للمشاركة في هذه الندوة التي تنظم، يومي 17 و18 يونيو الجاري بالرباط، تحت شعار “مشاركة النساء في الحياة السياسية في بلدان جنوب وشرق المتوسط .. التحديات والفرص”، أن “هذا التقدم تعكسه مشاركة النساء في الحياة السياسية والعامة سواء على مستوى التمثيليات الوطنية أو الحكومة”.
وذكرت بأن الحضور المكثف خلال هذه الندوة، التي تندرج في إطار استمرارية ندوتي روما (2011) وإسطنبول (2012)، يتيح إطارا مناسبا لنسج روابط ثقافية وإحداث شبكات للتضامن وتعزيز التفاهم الإقليمي.
من جهتها، عبرت السيدة جيزيلا وورم، رئيسة لجنة المساواة وعدم التهميش بالجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، عن إرادة الجمعية في تعزيز علاقات التعاون الوثيق مع المغرب ومجموع بلدان المنطقة المتوسطية.
وذكرت بأن الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا منحت صفة شريك من أجل الديمقراطية للبرلمان المغربي، وهي أول مؤسسة تشريعية تحظى بهذا الوضع الذي أحدثته الجمعية سنة 2010، مشيرة إلى أن الجمعية ستواصل تقديم دعمها للبلدان المتوسطية من أجل تعزيز استقلالية المرأة على جميع المستويات وتعزيز تمثيليتها ومشاركتها في الحياة السياسية.
من جهته، أكد السيد فريديريكو ليدوفيس، المدير التنفيذي لمركز شمال – جنوب التابع لمجلس أوروبا، أن المساواة بين النساء والرجال تمر عبر المساواة بينهم على مستوى الاستقلالية والمسؤولية والمشاركة في كافة مجالات الحياة العامة والخاصة.
وأضاف، في هذا الصدد، أن مركز شمال – جنوب التابع لمجلس أوروبا يهدف إلى تعزيز دور النساء ومشاركتهن في الحياة السياسية ببلدان جنوب وشرق المتوسط، من أجل الإسهام في مسلسل ترسيخ الديمقراطية ببلدان جوار مجلس أوروبا وتعزيز تقاسم نفس القيم الكونية على أساس مبادئ الحوار والتعاون والتضامن.
وتم خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة عرض تقرير الورشات الوطنية لمسلسل شمال – جنوب من أجل تعزيز دور النساء التي نظمت بكل من تونس وتطوان.
وبهذه المناسبة، ذكرت السيدة كريمة بنيعيش، رئيسة جمعية أصوات نسائية بتطوان، بأن المغرب انخرط، بشكل تام، في إستراتيجية وطنية تروم الحد من الفوارق بين الجنسين في مجال الحقوق والولوج إلى الموارد والفرص الاقتصادية أو في ما يتعلق بالحضور والتمثيلية السياسية.
وأضافت أن ورشة تطوان، التي انعقدت في شهر مارس الماضي تحت شعار “تعزيز ولوج النساء للحياة السياسية بالمتوسط .. التحديات والفرص .. المغرب نموذجا”، أبرزت الطابع الاستعجالي لتفعيل مبدأ المناصفة كما هو منصوص عليها في الدستور الجديد، مضيفة أن هذه المكتسبات يجب أن تتم مواكبتها بإدماج المرأة في الحياة النشيطة ومحاربة التهميش الاقتصادي.
يذكر أن الندوة الدولية الثالثة لمسلسل شمال – جنوب من أجل تعزيز دور النساء، ينظمها بصفة مشتركة مركز شمال جنوب التابع لمجلس أوروبا ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون، بشراكة مع الجمعية البرلمانية ومجلس المنتخبين المحليين والإقليميين التابع لمجلس أوروبا.
وتهدف هذه الندوة، بالخصوص، إلى تحليل التحديات والفرص التي تواجه النساء في منطقة جنوب وشرق المتوسط في مجال المشاركة في الحياة السياسية وتقاسم التجارب مع الفاعلين المؤسساتيين وغير الحكوميين لباقي دول شمال وجنوب المتوسط.