الحايك أو الملايا زي تقليدي جزائري ترتديه المرأة وتتميز به كل منطقة على أخرى سواء في نوعيته وطريقة ارتدائه وتفضله على الموضة المعاصرة.
نظمت جمعية (الموحدية) للمحافظة على التراث التاريخي والثقافي لمدينة (ندرومة) في ولاية تلمسان غربي العاصمة الجزائرية ندوة حول (الحايك والجلابة والملايا كألبسة تقليدية من الضروري الحفاظ عليها) حضرها عدد كبير من المتخصصين بالأزياء الشعبية.
واشار المحاضرون الى ان “الملايا” او العباءة التي ترتديها المرأة في ولايات الشرق الجزائري وخصوصا في ولايات قسنطينة وميلة وسكيكدة وعنابة وهو مرتبط بالذاكرة الشعبية للجزائريين في المنطقة.
وقال أستاذ التاريخ الشعبي الجزائري بجامعة قسنيطنة بوعروج السعيد ان الملايا ثوب أسود يغطي كامل الجسد مع وضع نقاب ابيض يسمى “العجار”،واوضح أنها ظهرت في القرن السابع عشر في عام 1792 في مدينة قسنطينة بعد ان ارتدتها المراة الجزائرية تعبيرا عن الحزن لمقتل حاكم قسنطينة العثماني (صالح باي).
وذكر أن “الملايا” أخذت بعدا اجتماعيا وثقافيا في المنطقة ككل حيث ترمز للوقار.
وبالنسبة ل”الحايك” فيرى أستاذ علم الاجتماع الثقافي بجامعة وهران غربي العاصمة الجزائرية محمد سواقي أنه “ظاهرة اجتماعية من أجل السترة والزينة في آن واحد ولونه أبيض تغطي به المرأة جسدها الا العينين فقط وأحيانا تغطي عينا واحدة فقط”.
وأكد سواقي أن “الحايك” كثيرا ما ترتديه نساء وسط الجزائر في العاصمة الجزائرية وولايتي البليدة وبومرداس وحتى في منطقة القبائل.
وبين الباحث عبدالحكيم مزوار من جامعة بسكرة شرقي العاصمة في تصريح مماثل ل(كونا) ان “الحايك” يصنع من قماش فاخر لترتديه النساء في المناسبات الاحتفالية وأهمها مواسم الأفراح.
وقال ان “الحايك” يسمى ايضا باسم “اللباس” في لهجة بعض المدن الجزائرية وقد ينسج بألوان مختلفة في بعض المناطق على عكس “الحايك” المعروف بلونه الأبيض.
ورأى أن الحايك أو الملايا لا يقتصر على منطقة جزائرية معينة لكنه يختلف في الشكل واللون والتسمية مشيرا الى انه مثل كل الموروثات الشعبية بدأ يختفي في المدن خصوصا.
وذكر ان هذا الزي الجميل ألهم الفنانين والرسامين حيث ارتبط بالمرأة الجزائرية وأصبح لصيقا بها في شتى الولايات كما تغنى به عدد من الشعراء في قصائدهم المرتبطة بفن (المالوف) في قسنطينة والفن (الشعبي) في ولايات وسط الجزائر والفن (الأندلسي) في الغرب الجزائري وفن (التندي) في الجنوب.