ندوة دولية لإيجاد حل سلمي وسط تعنت الجيش السوداني برفضه مبادرات الاتحاد الإفريقي

متابعة

اعتبرت شخصيات دولية في أشغال ندوة رفيعة المستوى حول السودان؛ والتي أقيمت في العاصمة الكينية نيروبي، أن الجيش السوداني والمجموعات الإسلامية المتطرفة التي تقاتل إلى جانبه تخلت عن جميع المساعي السلمية، والتعبير عن مواقف متشددة بالسير في الحل العسكري.

واختتمت، اليوم الخميس، بنيروبي أعمال الندوة رفيعة المستوى حول السودان والتي نظمتها مؤسسة “كوفي عنان” ومنظمة “أمينة لايف” و”المركز المغاربي الإفريقي” والتي تهدف من خلالها لإطلاق عملية سلام جديدة برعاية الاتحاد الإفريقي لجمع الأطراف السودانية قصد بناء عملية سلام مستدام وإيقاف الحرب في السودان. وفق ما ذكرته تقارير إعلامية متطابقة.

وقد تفاقم الوضع في السودان مؤخراً؛ في ظل رفض الجيش لأي مبادرة سلام في وقت استخدم فيه كل صنوف “الأسلحة المحرمة دولياً”، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه بسبب ذلك.

وحيال ذلك، افتتحت الندوة الدولية بكلمة من رئيسة منظمة “أمنية لايف” أمينة محمد، وزيرة خارجية كينيا السابقة، ومنجي حامدي وزير الخارجية التونسي الأسبق، ورئيس بعثة  الأمم المتحدة السابق إلى مالي، وبحضورٍ كبير من ممثلي البعثات الدبلوماسية وممثلي عن دول: كينيا والولايات المتحدة وكندا وموزمبيق وبوتسوانا ومالي والبرتغال وممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية توابيا جومو مسؤول مكتب الاتصال والمعلومات، إضافةً إلى وفدٍ من التحالف الديمقراطي “صمود”، برئاسة الأمين العام للتحالف صديق الصادق المهدي، وعضو الأمانة العامة خالد عمر يوسف، وبكري الجاك الناطق الرسمي.

واتفق المؤتمرون على ضرورة إيجاد حلٍ سلمي في السودان لأن الحلول العسكرية لن تنهي الصراع الدامي المستمر منذ سنتين ونصف، وحملوا الجيش السوداني مسؤولية إفشال مبادرات السلام والتفاوض والتي بدأت منذ منبر جدة في مايو – يونيو 2023، ومفاوضات المنامة في نهاية نفس العام وعدم الاستجابة إلى محادثات جنيف في مطلع العام الحالي 2025 والتعاطي معها بإيجابية، وحمل المؤتمرون أيضاً طرفا الحرب والأطراف التي تقاتل إلى جانبهما مسؤولية الانتهاكات تجاه المدنيين وضرورة حمايتهم وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليهم .

وفي هذا الصدد، قالت وزير الخارجية السابقة أمينة محمد، إن الحرب الجارية في السودان منذ سنة 2023 أدت إلى أوضاعٍ إنسانية كارثية وأسهمت في نزوح ولجوء ملايين السودانيين إلى الدول المجاورة.

وأشارت أمينة إلى أهمية دعم جهود السلام وحث الأطراف السودانية على الحوار وأيضاً تعريف المجتمع الدولي بحقيقة الصراع الجاري في السودان لدعم الحلول السلمية، وكيفية التوصل إلى حوارٍ بناء ينهي الحرب.

وحذرت المتحدثة من تأثير الجماعات المتطرفة ودورها في الحرب الجارية في السودان، وتحدثت أيضاً عن تفعيل الدور الإفريقي لإنهاء الحرب وأن تكون إفريقيا هي المنبر الذي يُوجد الحل للأزمة السودانية.

ودعت أمينة إلى أهمية جهود الأمم المتحدة ووكالاتها في تقديم المساعدات الإنسانية وأيضاً دعم الجهود الدبلوماسية لإيجاد حلٍ سلمي والضغط على الأطراف الرافضة للحوار، وأشارت إلى أهمية سير عملية تقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق عملية للسلام بالتوازي .

بدوره، قال وزير الخارجية التونسي الأسبق، وممثل الأمم المتحدة لمالي المنجي حامدي، خلال الندوة أن الحرب في السودان منسيةٌ في الإعلام الدولي وهو ما يجعلها غائبةً بصورة كبيرة، وذكر حامدي أن الصراع الدامي أدى إلى نزوح الملايين داخلياً وخارجياً، محذراً من خطر تنامي المليشيات المسلحة والمتطرفة في السودان والتي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني وأيضاً المليشيات التي جاءت من دول مجاورةٍ إلى السودان مثل أثيوبيا وتشاد وأن دخول جماعاتٍ متطرفة يزيد من الخطر الداخلي والإقليمي.

وأضاف قائلا: “هذه الجماعات المسلحة تشكل خطراً كبيراً على أفق الحل السلمي حيث لا يمكن تحقيق حل عسكري لهذا الصراع، وأشار إلى الحلول السياسية والسلمية والتي طرحت في مفاوضات المنامة في نهاية 2023 ومحادثات جنيف في مطلع العام 2025 والتي رفضها الجيش السوداني، ما أدى إلى تفاقم الصراع والحرب.

وأشار حامدي إلى تدخل جماعاتٍ ومليشياتٍ متطرفة في القتال إلى جانب الجيش السوداني إضافةً إلى مليشيا التيغراي. لافتاً أن تعدد المليشيات التي تقاتل إلى جانب الجيش يهدد الأمن الإقليمي ويحول منطقة القرن الإفريقي إلى بؤرة صراعٍ.

وأضاف: من الممكن أن تأتي الجماعات المتطرفة مثل “داعش” والجماعات الإسلامية المتشددة من سوريا والعراق ومالي والساحل وشمال إفريقيا إلى السودان لأنها تمثل بيئةً مثالية لها. وتطرق حامدي في حديثه إلى الاتهامات باستخدام الجيش السوداني أسلحةً كيميائية وأن هذا الأمر يتطلب تحقيقاً دولياً جدياً لمعرفة المتورطين في ذلك.

من جهته، ذكر مسؤول الاتصال والمعلومات وممثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية توابيا جومو، في الندوة الرفيعة حول السودان، أن الصراع في هذا البلد  أدى إلى هجرة 10 ملايين شخص منذ بداية الصراع إلى خارج السودان، وأن الصراع المسلح أدى إلى نقصٍ حادٍ في الغذاء والصحة، وأن استمرار المعارك في كردفان ودارفور أثر على أكثر من 500 ألف شخص في معسكرات النازحين بإقليم دارفور.

وأشار في كلمته إلى إطلاقهم دعواتٍ مستمرة لإيقاف الهجمات على المدنيين وأن هناك 75% من النساء تعرضن إلى مخاطر صحية وإنسانية بسبب الحرب في السودان.

السكرتير السابق للإيغاد، محبوب المعلم، حذر من خطورة الأوضاع الإنسانية في السودان وتداعياتها الخطيرة على مستقبل البلاد وتأثيراتها الإقليمية الخطيرة والتي تجعل السودان يعيش حالة فوضى مستمرة، واستمرار تدفقات اللاجئين السودانيين إلى دول الجوار بحثاً عن الأمان.

وأشار محبوب إلى أهمية العمل على جميع المبادرات الإقليمية السابقة منذ منبر جدة والمنامة وجنيف وأن يتم العمل على مبادرةٍ يدعمها الاتحاد الإفريقي والإيقاد لتخرج بالسودان من نفق الحرب .

وزير خارجية جنوب السودان الأسبق، برنابا بنجامين، أشار أيضاً في حديثه خلال الندوة ولوسائل الإعلام أن الصراع الذي يعيشه السودان لم يكن حصراً على هذا البلد، وأنه سيكون ذو تأثير خطير على المحيط الإقليمي وفي ظل تنامي الجماعات والمليشيات المسلحة.

وأشار المتحدث إلى دور الحركة الإسلامية والمليشيات المتطرفة في إطالة أمد الصراع واستمراره وأيضاً تعنت الجيش السوداني في أوقاتٍ سابقة، واعتبر أن وصول الأزمة في السودان إلى وجود حكومتين سوف يعقد الأمور كثيراً ولكن نتطلع إلى دورٍ إفريقي يساهم في إنهاء الأزمة .

بدوره، حمّل الناطق الرسمي باسم التحالف الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” بكري الجاك، الإسلاميين والحركة الإسلامية في السودان استمرار الصراع والحرب في السودان والوصول بالوضع في البلاد إلى انقسامٍ اجتماعي وسياسي خطير يهدد وحدته.

واعتبر بكري أن مسألة انهاء الحرب في السودان عبر حلٍ عسكري ليس منطقياً وستتولد عنه حروب جديدة.

وذكر الجاك أن توصيف الحرب أنها تمرد لقوات الدعم السريع هو توصيف غير دقيق لأن أسبابها معروفة وأشعلها الإسلاميون وهم الذين يقفون الآن ضد إيقاف الحرب ويعبرون عن مواقف متشددة، مضيفاً: “الغالبية العظمى من السودانيين لا يرون في الحرب خيراً لهم”.

واستطرد: “الإسلاميون الموجودون داخل الجيش السوداني وجهاز المخابرات العامة ومفاصل الدولة مثل وزارة الخارجية يعملون منذ سنتين لإعاقة أي تفاوضٍ ينهي الحرب منذ منبر جدة والمنامة وحتى محادثات جنيف”  على حد تعبيره.

وشدد على أن هذه المبادرة التي نظمت في نيروبي هي محاولة مهمة لإعادة الملف السوداني ليكون جزء من القضية الإفريقية.

اقرأ أيضا

00

المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يعلن أسماء الفائزين بجوائز “ورشات الأطلس” في نسختها الثامنة

أعلن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، يوم أمس الخميس بالمدينة الحمراء، عن المتوجين برسم الدورة السابعة …

Saad

حكم استئنافي بمراكش يعيد الاعتبار لصناع “إنتي باغية واحد”… والرفاعي يعلق: نصر مستحق

أعاد حكم صادر عن محكمة الاستئناف بمدينة مراكش، أمس الخميس، الاعتبار لكل من الملحن محمد …

المنتخب الوطني الرديف

كأس العرب.. المغرب يواجه سلطنة عمان بمعنويات مرتفعة

يواجه المنتخب الوطني الرديف منتخب سلطنة عمان في الرابعة والنصف عصر اليوم الجمهة بملعب "المدينة التعليمية"، ضمن منافسات الجولة الثانية بالمجموعة الثانية، في بطولة كأس العرب 2025 المقامة حاليا في دولة قطر.