أثارت زيارة جيرار لارشيه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي إلى الصحراء المغربية – وهي الأولى من نوعها – حنق النظام العسكري الجزائري، حيث أعلن مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان في الجزائر)، مساء اليوم الأربعاء، تعليق علاقاته بشكل فوري مع مجلس الشيوخ الفرنسي.
وقال مجلس الأمة الجزائري في بيان لمكتبه، إنه قرر تعليق علاقاته بشكل فوري مع مجلس الشيوخ الفرنسي، بما في ذلك برتوكول التعاون البرلماني الموقع بين المجلسين في 8 شتنبر 2015.
العبارات المُتشنجة التي تم الاعتماد عليها في صياغة البلاغ؛ تؤكد مرة أخرى مسؤولية الجزائر في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وشجب مكتب مجلس الأمة الجزائري هذه الزيارة “التاريخية”؛ معربا عن تنديده بها وبمبرراتها وغاياتها. على حد تعبيره.
وقام رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، الذي كان مرفوقا بوفد رفيع المستوى، يضم على الخصوص، رئيس مجموعة الصداقة فرنسا-المغرب، كريستيان كامبون، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ، سيدريك بيران، وسفير فرنسا المعتمد بالرباط، كريستوف لوكورتيي، قبل أيام بزيارة إلى مدينة العيون في الصحراء المغربية.
وأكد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرارد لارشيه، في تصريحات صحفية، أن دعم فرنسا لسيادة المغرب على صحرائه “لا جدال فيه”، مشيدا بمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب، والذي يشكل “أفقا لبناء حاضر ومستقبل هذه الجهة من المملكة”.
وشكّل تطوير الشراكة الفرنسية المغربية بالأقاليم الجنوبية للمملكة محور سلسلة مباحثات أجراها، الثلاثاء بالعيون، رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشيه، مع عدد من المسؤولين المحليين.
وأجرى لارشيه، الذي يقود وفدا برلمانيا هاما، محادثات مع والي جهة العيون الساقية الحمراء، عامل إقليم العيون، عبد السلام بكرات، ورئيس مجلس الجهة، سيدي حمدي ولد الرشيد، ورئيس المجلس البلدي للعيون، مولاي حمدي ولد الرشيد، بحضور سفير فرنسا بالرباط، كريستوف لوكورتيي.
وخلال هذه اللقاءات، اطلع أعضاء الوفد الفرنسي على التقدم والمحطات التي قطعها المغرب في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذا الإجراءات المتخذة في مجال التنمية، في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015.