كشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أن أكثر من 50 ألف مهاجر من جنوب الصحراء الكبرى، يقيمون في مخيمات بشمال مدينة صفاقس التونسية في انتظار العبور إلى أوروبا، ويعيشون مثل الحيوانات في ظلال أشجار الزيتون، تحت رحمة المهربين التونسيين وهجمات الحرس الوطني الممول من المفوضية الأوروبية، ويشعرون بأنهم محاصرون، وبات البعض منهم يرغبون في العودة إلى ديارهم.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية، في مقال تحت عنوان “مخيمات العار”، أن هؤلاء المهاجرين الأفارقة الذين يقيمون اليوم في خيام “العار” بتونس، ظنوا أن الحلم الأوروبي أصبح في متناول أيديهم بوصولهم إلى شمال تونس، لكنهم يرتجفون اليوم من الخوف أكثر من ارتجافهم خشية من قوارب الموت.
وشددت “لوفيغارو” على أن 50 ألف مهاجر الذين يقبعون منذ عامين في هذه المخيمات بتونس، يزعجون أولئك الذين يعلمون بوجودهم. ولم تتمكن المنظمات الإنسانية ولا وكالات الأمم المتحدة، ولا عدد قليل جدا من الصحافيين، من الوصول إلى هذه المخيمات. حتى أن الحكومة منعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من الدخول.
في ظل هذه الظروف، أصبحت هناك حالة من القلق على الصعيد الأوروبي إزاء قصص الانتهاكات والاغتصاب والضرب بالهراوات التي يقوم بها الحرس الوطني التونسي في حق المهاجرين الأفارقة، مع الإفلات التام من العقاب، بما في ذلك بفضل ضرائب دافعي الضرائب الأوروبيين، توضح “لوفيغارو”.