قالت “ليبراسيون” إن نظام الرئيس التونسي قيس سعيد يسخر من الدبلوماسيين والمنتخبين الأوروبيين الذين يضطرون إلى تنحية احترام حقوق الإنسان جانبا لضمان تعاون تونس في مسائل الهجرة، خاصة أن السفارات الأوروبية ترفض الكشف عن محتوى الاجتماعات التي تستند إليها التهم الموجهة لبعض المتهمين بالتآمر مع الخارج لزعزعة أمن الدولة.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية -بتقرير لمراسلها في تونس ماتيو غالتييه- أن ما يثير استياء الزعماء الأوروبيين أن سعيد يلعب بشكل مثالي على الخصومات داخل مؤسسات المجتمع لخنق أي انتقاد لنظامه الاستبدادي، وقد منعت حكومته، اللحظة الأخيرة، وصول وفد من 5 أعضاء بالبرلمان الأوروبي، مما أوصل الازدراء للدبلوماسية الأوروبية حدا لم تشهده من قبل، ومع ذلك اكتفى المتحدث باسم الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بالتعبير عن “المفاجأة والأسف”.
والظاهر -كما تتصور ليبراسيون- أن قوة سعيد وضعف أوروبا ناجمان عن موضوع الهجرة، لأن الرئيس التونسي يعرف كيف يكسب المسؤولين الأوروبيين، وخاصة وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، عندما يقدم لهما رؤية يمينية لموضوع الهجرة، ولذلك يرى عضو البرلمان الأوروبي منير ساتوري أن السلطة التنفيذية الأوروبية ترعى مصالحها الخاصة، وتضع قضية الهجرة، فوق احترام القيم الديمقراطية في تونس.