اعتبر العديدون أن العالم يشهد عودة إلى التدين سواء تعلق الأمر بالإسلام أو المسيحية، وهو ما يعد ردا على مقولة الأديب والسياسي الفرنسي الكبير أندري مارلو، الذي قال إن “القرن 21 سيكون دينيا أو لا يكون”.
صحيفة L’Orient le Jour اللبنانية الناطقة بالفرنسية تحدثت عن الموضوع من خلال القول بأن القرن الحالي دخل التاريخ من بوابة حدث هجمات 11 سبتمبر، والذي أعقبه تطور واضح للتيارات الأصولية والراديكالية والهوياتية والتي تقوم أفكاره على مسألة نهاية العالم.
هذه المظاهر تجد تجلياتها في حركات مثل “داعش” والتيارات الإنجيلية في الولايات المتحدة والخطاب الهوياتي الممزوج بالدين في أوروبا والهند وروسيا.
الصحيفة اللبنانية طرحت السؤال حول الموضوع على الباحث الفرنسي المعروف أوليفيي روا، الأستاذ بالمعهد الأوروبي الجامعي بإيطاليا والمعروف بأبحاثه حول الإسلام، والذي كان رأي مغاير.
بالنسبة لمؤلف “الإسلام المعلوم” لا يمكن القول إنه العالم يعرف عودة إلى التدين لأنه لا يمكن الرجوع إلى حالة سابقة. ما يقع حسب روا هو تحولات للتدين، الذي ينسلخ أكثر فأكثر من طابع الثقافي ويصبح معلوما أكثر.
هذا الوضع جعل التدين أكثر بروزا، خصوصا وأن عملية التحرر الثقافي هاته تقود إلى انتشار المظاهر الأصولية للتدين.
“الناس لا يتوجهون اليوم صوب ديانات مندمجة اجتماعية ومتجذرة ثقافيا، بل إنهم يريدون دينا متصلبا تجاه مجتمع لائكي، لا يرفضون بالضرورة لكنهم يريدون تغييره”، يقول أوليفيي روا.