بريزنسكي
زبيغنيو بريزنسكي

زبيغنيو بريزنسكي يدعو لإعادة رسم تحالفات النظام العالمي

في مقاله المنشور بموقع مجلة The American Interest، انطلق أحد أبرز المنظرين للسياسة الخارجية في تاريخ الولايات المتحدة، زبيغنيو بريزنسكي ، من 5 حقائق عن النظام العالمي الحالي.

الحقيقة الأولى، كما وردت في مقال بريزنسكي المعنون “Toward a Global Realignment” (نحو إعادة رسم التحالفات الدولية) وهي أن الولايات المتحدة ما تزال هي الكيان الدولي الاقتصادي والسياسي والعسكري الأقوى.

الحقيقة الثانية، هي إن روسيا دخلت المراحل الأخيرة للمخاض العسير لتحللها، من خلال علاقات التوتر التي تجمعها اليوم بشعوبها السابقة في الجمهوريات الإسلامية أو حلفائها السابقين مثل أوكرانيا وجورجيا وروسيا البيضاء ودول البلطيق.

الحقيقة الثالثة، هي الصعود الحثيث للصين مؤخرا، بحيث ستصير ندا للولايات المتحدة وإن كانت حريصة على أن لا تشكل أي تحد ظاهر لها في الوقت الحالي.

الحقيقة الرابعة، حسب بريزينسكي هي أوروبا بعيدة عن أن تصبح قوة عالمية، لكنها تحتفظ بدور بناء في أخذ المبادرة في ما يخص بعض المخاطر العابرة للحدود التي تهدد البشرية.

إقرأ أيضا: الخارجية الأمريكية: لن نقبل بالأسد وعواقب وخيمة بانتظاره
الحقيقة الخامسة كما قدمها منظر السياسية الخارجية الأمريكية تقول بأن العنف السائد في العالم الإسلامي هو ردة فعل عنيفة من جهة على الإحساس المتراكم بالقمع، الممزوج بالشعور الديني، إبان الفترة الكولونيالية على يد الأوروبين، ومن جهة أخرى هو تجسيد للانقسام الطائفي داخل الإسلام الذي لا علاقة له بالغرب.

هذه الحقائق مجتمعة تقول ما يجب أن تقوم به الولايات المتحدة لإعادة رسم التحالفات الدولية من أجل الحيلولة دون أن يتسبب العنف القادم من العالم الإسلامي وربما مناطق أخرى من العالم الثالث في المستقبل، في تدمير النظام العالمي.

لضمان تعاط فعال للولايات المتحدة مع الشرق الأوسط، يدعو بريزنسكي لتحالف بلاده مع روسيا والصين، وهو أمر رهين باكتمال تحول روسيا إلى “دولة أمة”، تحترم جيرانها وتعي بأن مستقبلها ضمن الحاضرة الأوروبية، ومرتبط أيضا باقتناع الصين بضرورة التوقف عن سلبيتها بشأن العمل على احتواء الفوضى الدولية، كما هو الحال في الشرق الأوسط.

عودة الاستقرار للمنطقة لن تتم إلا من خلال تحالف ثلاثي مماثل، يفسح المجال أمام “الاستعمال المسؤول للقوة” من طرف الدول الأكثر رسوخا، وهي إسرائيل وتركيا ومصر وإيران، مع دعم أوروبي، في حين استبعد بريزينسكي السعودية التي اعتبر أن إصرارها على رعاية “الوهابية” يطرح التساؤلات بخصوص قدرتها على لعب دور بناء في المنطقة.

الانسحاب الأمريكي من العالم الإسلامي، وإن كان مطلبا “للانعزاليين” الأمريكيين، سيساهم في نظر زبيغنيو بريزنسكي في خلخلة النظام العالمي إما بنشوب حروب إقليمية مثل إسرائيل ضد إيران أو السعودية ضد إيران، أو أنه سيصب في مصلحة روسيا والصين، كما أنه قد يدفع دول أوروبا الخائفة إلى البحث عن تحالفات غير موحدة مع إحدى القوى الثلاث، أي الولايات المتحدة والصين وروسيا.