إبان الحربين العالمية الثانية، لم تكن النازية تجيش فقط ترسانتها من الأسلحة، بل كانت توظف آلتها الدعائية كذلك.
والغريب في الأمر أن تكون مؤسسة إخبارية من إحدى أهم دول الحلفاء عنصرا من عناصر الآلة الدعائية للنظام النازي.
هذا ما كشفت عنه باحثة ألمانية تدعى هارييت شارنبرغ، والتي اتهمت وكالة “أسوسييتد برس” الإخبارية الأمريكية بأنها كانت تتعاون مع النازية.
وأوضحت المؤرخة الألمانية أن الوكالة الأمريكية نشرت سلسلة من المقالات مستوحاة من العقيدة القومية الاشتراكية التي تبنتها نظام أدولف هتلر.
إقرأ أيضا: نجاح كبير يلاقيه كتاب هتلر “كفاحي” بعد إعادة نشره
وأضافت الباحثة التي درست أرشيف “أسوسييتد برس” ما بين 1935 و1941 أنها نشرت دعوات تحريضية ضد اليهود، وأنه تم تحريرها تحت إشراف مصالح وزارة البروباغاندا التي كان يرأسها جوزيف غوبلز.
وأكدت هارييت شارنبرغ أنه خلال هذه الفترة كانت “أسوسييتد برس” هي الوسيلة الإعلامية الأجنبية الوحيدة المعتمدة في ألمانيا، وبالتالي كانت ترضخ للقوانين التي فرضتها النازية بعدم نشر كل ما من شأنه “إضعاف” نظام الرايخ الثالث.
وفي حين دافعت الوكالة الأمريكية عن نفسها بالقول إنها قامت بكل ما في وسعها لمقاومة ضغوطات النازية خلال هذه المرحلة من تاريخها، أكدت الباحثة الألمانية أن الوكالة اشتغلت بصورة وثيقة إلى جانب نظام أدولف هتلر.
ونفت الوكالة الإخبارية التي تعد من بين أقدم الوكالات في العالم أن تكون قد تعاونت مع النازية ما قبل الحرب العالمية الثانية وأثناء اندلاعها.
فأين تكمن الحقيقة بين ما تقوله المؤرخة الألمانية وتنفيه “أسوسييتد برس”؟