السلطات البلجيكية
رفع حالة التأهب في بلجيكا

هل كان بإمكان السلطات البلجيكية منع اعتداءات بروكسل؟

في الوقت الذي اتشحت فيه أغلب الصحف العالمية اليوم الأربعاء، بالسواد معلنة تضامنها مع ضحايا الهجمات الإرهابية التي هزت بروكسل، عاصمة المؤسسات الأوروبية، وضعت مواقع إعلامية أخرى أحداث العاصمة البلجيكية تحت مجهر التحليل.

وبالرغم من أن الوقت لا يزال مبكرا للوقوف على العوامل الرئيسية التي أفضت إلى تنفيذ هجمات بروكسل، ومدى صلتها بالحملة الأمنية التي أسفرت عن اعتقال صلاح عبد السلام، أحد أبرز منفذي هجمات باريس، إلا أن توقيت تنفيذها وعدم تمكن السلطات البلجيكية من الحيلولة دون وقوع الكارثة، بات يطرح الكثير من التساؤلات.

وفي مقال له، تناول موقع “فوكاتيف” الأمريكي “الثلاثاء الأسود” الذي عاشته بروكسل نتيجة الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت مطار المدينة الرئيسي ومحطة للميترو، حيث تساءل الموقع عن دوافع منفذي الهجمات التي يعتقد بعض المسؤولون البلجيكيون أنها عملية انتقامية لاعتقال صلاح عبد السلام.

اعتقال عبد السلام واعتداءات بروكسل..أية علاقة؟

وفي تصريحات له للموقع الأمريكي، قال ريان جرين مستشار أمني وزميل مشروع ترومان للأمن القومي، أن الوقت  لا يزال مبكرا للربط بين الهجمات الإرهابية التي استهدفت بروكسل ووقوع صلاح عبد السلام بين يدي العدالة، في وقت شدد فيه الخبير الأمني على الاهتمام أكثر بأهداف اعتداءات بروكسل وما إذا كانت “قصاصا أم جزء من سلسلة هجمات أوسع نطاقا”.

وأكد الخبير الأمني أن أنظار السلطات المعنية لا يجب أن تنحصر على الظرفية التي نفذت فيها الاعتداءات الدامية أو مدى ارتباطها باعتقال عبد السلام، لكن يجب أن تهتم بالطريقة والوسيلة المتطورة التي جرى من خلالها تنفيذ الهجمات، خاصة هجومي مطار بروكسل اللذين نفذا من طرف الأخوان البكراوي على مستوى قاعة المغادرين.

من جهته، استبعد خبير شؤون الإرهاب في أوروبا، إريك كليفن ارتباط الاعتداءات التي تعرضت لها العاصمة البلجيكية ووقوع عبد السلام بين يدي السلطات، موضحا أنه “من المستحيل أن تكون اعتداءات بروكسل ردا وانتقاما على العقبات التي واجهها تنظيم الدولة الإسلامية مؤخرا”، في إشارة إلى الخسائر الفادحة التي تكبدها التنظيم المتطرف في كل من سوريا والعراق جراء الضربات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف الدولي.

وكانت قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية قد حققت انتصارات كبيرة ضد “داعش”، أهمها قتل وزير الحرب والمسؤول عن الآلة الدعائية للتنظيم، عمر الشيشاني، إضافة إلى القبض على كبير خبراء الأسلحة الكيماوية.

فشل المخابرات البلجيكية في ترقب الاعتداءات

أكد خبير الإرهاب في أوروبا، أن عدم تمكن السلطات البلجيكية من رصد تحركات منفذي هجمات بروكسل وترقب حدوث هذه الأخيرة، جاء نتيجة لافتقار البلاد للتنسيق الاستخباراتي خلافا لما تتوفر عليه دول أخرى كالولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف كليفن أنه وبالرغم من تمكن السلطات من إحباط اعتداء إرهابي بحي “مولينبيك” عقب اعتقال صلاح عبد السلام، إلا أن عدم ضعف التنسيق الاستخباراتي في ظل واقع مكافحة الإرهاب بالبلاد، حال دون منع اعتداءات العاصمة البلجيكية.

إلى ذلك، أشار كليفن إلى أن قلة التحريات الاستخباراتية بخصوص المقاتلين العائدين من بؤر الصراع في سوريا والعراق وغيرهما، ساهم بشكل كبير في عدم ترقب اعتداءات بروكسل.

كان على المسؤولين ممارسة الضغوط على عبد السلام

يعتقد مراقبو الشأن الأمني في البلاد أن التحقيقات التي أجريت مع الناجي الوحيد من المجموعة التي نفذت سلسلة هجمات العاصمة الفرنسية، كانت لتفضي إلى نتيجة لو “مارس المسؤولون مزيدا من الضغوط على صلاح عبد السلام”.

وأكد بعض مراقبي الأمن القومي أنه كان من اللازم الضغط على المتهم الرئيسي في اعتداءات باريس، خاصة وأن الأخير كان سيشارك في هجمات “الثلاثاء الأسود” لولا سقوطه بين يدي العدالة، فيما يشدد آخرون على ضرورة التعزيزات الأمنية في النقط الحساسة بالبلاد بشكل دائم، وليس عقب عمليات الاعتقال فحسب.

وفي تعليقه على ذلك، أوضح المستشار الأمني ريان جرين قائلا “نعيش في عصر الهجمات الإرهابية في أي مكان وبأي وسيلة، بحيث لا يمكننا التظاهر بأن هناك سياسة تحول دون وقوع كافة الاعتداءات”.

هذا وكانت بلجيكا قد رفعت حالة التأهب القصوى تحسبا لأي هجمات إرهابية جديدة، في الوقت الذي جرى فيه التوصل إلى هوية منفذي هجمات مطار بروكسل واعتقال ناجم العشراوي المتهم الثالث، اليوم الأربعاء في أحد أحياء العاصمة.

وكانت العاصمة بروكسل أمس الثلاثاء، مسرحا لسلسة هجمات إرهابية استهدفت مطار المدينة الرئيسي ومحطة للميترو غير بعيدة من مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى سقوط أزيد من 30 قتيلا وجرح مئات آخرين.

إقرأ أيضا: مولونبيك… حي بروكسيل العربي قُربان لهجمات باريس

اقرأ أيضا

علاقات المغرب وبلجيكا في منحى تصاعدي.. مباحثات بين بوريطة ورئيس الحكومة الفلامانية

تسير العلاقات المغربية البلجيكية، في منحى تصاعدي بناء على إرادة البلدين لتعزيز التعاون وتطوير الشراكة، في ظل محيط دولي تطبعه العديد من التحولات.

مساعدات الجالية المغربية بالخارج تصل تباعا للجماعات المتضررة من زلزال الحوز

تنخرط الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بشكل لافت في حملة التضامن تجاه ضحايا زلزال الحوز الذي بلغت قوته 7 درجات على سلم ريشتر وخلف خسائر بشرية ومادية كبيرة.

عودي إلى المغرب

“عودي إلى المغرب”..جدل في بلجيكا بسبب العنصرية في حق نائبة من أصل مغربي

"عودي إلى المغرب" ، هكذا خاطب نائب بلجيكي فلاماني زميلته في البرلمان من أصل مغربي، النائبة الاشتراكية مريم كتير، لتتحول القضية إلى مثار جدل ببلجيكا.