بعد مقتل “خليفة البغدادي “..داعش فوق صفيح ساخن

آمال الزاكي
دوليسلايد شو
آمال الزاكي9 مارس 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
بعد مقتل “خليفة البغدادي “..داعش فوق صفيح ساخن
أبو عمر الشيشاني، وزير الحرب لدى داعش واليد اليمنى لزعيم التنظيم

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أمس الثلاثاء، أن اليد اليمنى لأبو بكر البغدادي وأحد أبرز قيادات تنظيم الدولة الإسلامية، لقي مصرعه في غارة جوية لقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في كل من سوريا والعراق.

ووفق ما أفادت به وكالة “رويترز” للأنباء، قال مسؤول أمريكي أن وزير الحرب لدى “داعش” والمعروف باسم أبو عمر الشيشاني، ربما قضى في غارة جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي في الرابع من شهر مارس الجاري، واستهدفت منطقة قريبة من بلدة “الشدادي” في سوريا.

هذا وأضاف مسؤولان أمريكيان آخران أن الولايات المتحدة ليست متأكدة من مقتل الشيشاني، في وقت أشار فيه أحد القياديين بوحدات حماية الشعب الكردي التي تحارب في “الشدادي” لـ “رويترز” أنه تلقى معلومات تفيد مقتل وزير الحرب لدى التنظيم، إلا أنه لا يتوفر على تفاصيل لأكثر بخصوص مقتله.

من هو الشيشاني؟

ويعد الشيشاني من أبرز قيادات “داعش”، اسمه الحقيقي تارخان باتيراشفيلين من مواليد 1968 من أب مسيحي وأم مسلمة.

خدم الشيشاني سابقا في صفوف الجيش الجورجي لأعوام في إقليم “ابخازيا” المتنازع عليه بين جورجيا وروسيا، حيث كان معروفا بنزعته القومية وعدائه الشديد للروس.

تطوع الشيشاني كجندي في الجيش الجورجي بعد انتهاء فترة الخدمة الإجبارية، قبل أن تتم ترقيته لرتبة رقيب، إلا أنه وبعد فترة جرى اعتقاله من طرف السلطات الجورجية بتهمة حيازة أسلحة وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ليطلق سراحه في 2012 بسبب إصابته بداء السل.

كان الشيشاني متزوجا في السابق من ابنة آسو دودوركيفا، الوزير السابق في الحكومة الشيشانية قبل أن تتم إقالته من طرف الرئيس الحالي لعلاقة ابنته بالشيشاني الذي انضم حينها لصفوف “داعش”.

وحسب المعلومات المتوفرة بخصوصه، عمل الشيشاني على إرسال المقاتلين من الشيشان نحو بؤر الصراع في سوريا والعراق للانضمام إلى صفوف “داعش” قبل أن يسافر إلى سوريا على رأس مجموعة كبيرة من المقاتلين سنة 2013، والتي عرفت حينها بـ “نصرة أهل الشام” ليعلن مبايعته لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

اشتهر الشيشاني بلحيته الحمراء وتشدد الشديد، كما ونسب له الفضل في السيطرة على عدة بلدات سورية إضافة إلى مطار “منع” العسكري الشهير في سوريا.

يعرف وزير الحرب لدى “داعش” بإتقانه لعدة لغات من بينها العربية والروسية والإنجليزية، الأمر الذي يجعل منه شخصية مقبولة بين عناصر تنظيم الدولة حتى أن عددا منهم يرشحونه لخلافة البغدادي في حال مقتله.

تحول الشيشاني منذ ظهوره أول مرة على شريط مصور إلى أحد أهم وجوه تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق، كما وقد أصبح احد ابرز أعضاء مجلس الشورى والمستشار العسكري المقرب من أبو بكر البغدادي، الذي رصدت الولايات المتحدة الأمريكية مكافأة قدرت بـ 5 ملايين دولار لكل من يدي بمعلومات بخصوصه أو مكان تواجده.

ضربة موجعة لـ “داعش”

هذا وإن صح خبر مقتل مستشار البغدادي، الذي اعتبره البعض اليد اليمنى لزعيم التنظيم الإرهابي، سيكون الأخير قد تلقى ضربة موجعة لجهازه القيادي بعد مقتل عدد من القيادات البارزة في الغارات الجوية التي نفذها قوات التحالف منذ أشهر.

ولعل مقتل الشيشاني سيطرح المزيد من التساؤلات بخصوص قدرة تنظيم الدولة على خلق قيادات الصف الأول على غرار التي فقدها مؤخرا في غارات التحالف الدولي.

وفي هذا الصدد، يقول فؤاد علي، خبير في الشؤون الأمنية بالعراق أن مقتل الشيشاني سيضع تنظيم الدولة في مأزق واختبار جديد لإثبات مقدرته على خلق قيادات جديدة في الصف الأول.

وأشار علي إلى الشكوك التي تحول حول الإعلان عن تواجد قيادي “داعش” الأول في بلدة “الشدادي”، معتبرا أن قيادات تنظيم الدولة “أذكى من التواجد في مناطق سورية او عراقية بعينها” خاصة وأن الشدادي تعد من أكثر النقط سخونة في سوريا بسبب المعارك الشرسة التي تشهدها منذ فترة، والتي تشكل خطرا على قيادات “داعش”.

إقرأ أيضا:

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق