اعتبرت صحيفة les Echos الفرنسية في مقال لها حولها الأزمة السورية بأن الأخيرة أصبحت أكثر تعقيدا.
وكتبت الصحيفة أنه في الوقت الذي ظهرت فيه واشنطن وكأنها تأخذ العرض الروسي بوقف إطلاق النار بعد أسبوع من الاتفاق شأنه، جاء الرد سريعا من قبل حلفاء الولايات المتحدة في تركيا والسعودية حيث بدا جيدا أن البلدين ليست لهما أي ثقة في روسيا.
فأنقرة بدأت بقصف مواقع “وحدات حماية الشعب الكردية” في سوريا، والتي توجد على وفاق مع قوات نظام بشار الأسد، كما أعلنت تركيا في وقت سابق عن نشر طائرات مقاتلة سعودية في قاعدة أنجلريك الجوية التركية، وهو ما أكده العميد في الجيش السعودي أحمد عسيري في تصريحات لقناة العربية نهاية الأسبوع المنصرم.
الحشد العسكري السعودي والتدخل التركي دفع الوزير الأول الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الجمعة إلى توجيه تحذير بأن أي تدخل أجنبي في سوريا يمكن أن يتسبب في “حرب عالمية”.
إقرأ أيضا: سياسي ألماني: لقد صار لروسيا اليد العليا في سوريا
معجم الحرب وظفه ميديفيدف مجددا يوم السبت خلال مؤتمر ميونيخ حول الأمن حين تحدث عن كون العالم داخل فعليا “إلى حرب باردة جديدة” حمل فيها المسؤولية إلى القوى الغربية.
هذه الدول، يقول ميدفيديف، عملت على خلق “حزام” لعزل روسيا من خلال الاتفاقات التي أبرمتها مع دول الاتحاد السوفياتي سابقا.
التوتر الغربي الروسي الحاصل بين موسكو والغرب يزيد من تعميق الخلاف بينهما في سوريا، ويظهر جليا من خلال اتهامات واشنطن لغريمتها بأنها أججت الصراع من خلال تدخلها لصالح حليفها الأسد ضد قوات المعارضة.
كاتب الدولة الأمريكي في الخارجية، جون كيري، دعا موسكو إلى تغيير “أهدافها العسكرية” على الأرض، وهي دعوة من الصعب توقع أن تتم الاستجابة لها ما دامت موسكو لها الأفضلية في المعترك السوري، تقول الصحيفة الفرنسية.
في اتفاق وقف إطلاق النار، طالبت موسكو بالاحتفاظ بحق توجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة“. وإن كان الطلب يبدو مشروعا ظاهريا، إلا أنه لا يخفي كون روسيا محط اتهام من قبل الولايات المتحدة باستهداف المعارضة السورية المعتدلة بدرجة أولى.
مع ذلك، أبدى كيري استعداد بلاده للعمل مع روسيا من أجل استمرار مسلسل المفاوضات، بيد أن التباين الكبير في وجهات النظر ومصالح البلدين يدعو للتشاؤم بخصوص إمكانية إيجاد تسوية للأزمة السورية التي تعقدت أكثر فأكثر.