بعد مرور ثمانية أشهر على الأحداث الدامية التي عرفها مكتب صحيفة “شارلي إيبدو” بالعاصمة الفرنسية باريس، والتي أسفرت عن مقتل خمسة من رساميها، بسبب نشرها لرسومات كاريكاتورية مسيئة للرسول، عادت الصحيفة الساخرة لنسقها الطبيعي حيث اتخذت من أزمة اللاجئين السوريين موضوعا لرسومات عددها الأخير.
وتضمن عدد “شارلي إيبدو” رسومات الساخرة من معاناة اللاجئين الذين تدفقوا بالآلاف نحو دول الاتحاد الأوروبي في الفترة الأخيرة، والتي كانت محملة بطابع عنصري وغير مبال بمأساة اللاجئين.
واستغلت الصحيفة الفرنسية صورة الطفل السوري إيلان كردي في قالب معكوس من أجل إظهار التبعات الاقتصادية والاجتماعية للتدفقات الكبيرة لطالبي اللجوء نحو الدول الأوروبية، غير مبالية بما تعرض له الطفل وأسرته.
وظهرت صورة الطفل السوري، الذي لاقى حتفه في المياه التركية رفقة أخيه ووالدته، بعد أن غرق القارب الذي كان كانوا على متنه في اتجاه اليونان، وهو يطفو على الماء وبجانبه تعليق ساخر يقول “عرض خاص: وجبتين للأطفال بسعر وجبة واحدة” وفي أعلى الرسم عبارة “قريبا جدا من الهدف”
وفي رسم آخر أكثر عنصرية من الأول، والذي ظهر فيه رجل يمشي على الماء كتب بجانبه “المسيحيون يمشون على الماء”، وصورة طفل يغرق كتب بجانبه ” الأطفال المسلمون يغرقون”، حيث حمل الرسم عنوان “الدليل على أنّ أوروبا مسيحية”.
إلى جانب ذلك، عرضت شارلي إيبدو رسما آخر يسيء للطفل السوري إيلان، حيث صور أحد رسامي المجلة الطفل ملقا على الشاطئ وبجانبه تمساح، معلقا على الرسم بـ ” أهلا بكم في جزيرة الأطفال”.
إقرأ المزيد:ردود الفعل على رسوم شارلي إيبدو المسيئة
هذا ولم يمنع الهجوم الذي تعرضت له الصحيفة قبل أشهر رسامي الجريدة من شن موجة السخرية على المسلمين، ما أثار موجة من الانتقادات التي وصل بعضها إلى حد التهديد بالقتل على مواقع التواصل الاجتماعي.