الساعة تشير إلى العاشرة صباحا من يوم أمس الأحد، انتقلت “مشاهد24″، إلى الشاطئ المحاذي لواد الشراط، تحت شمس لافحة و ريح تنقل نسمات أسئلة من دون أجوبة حول أطفال ذهبوا للاستجمام والفرح، فبلغ لأهاليهم نبأ عظيم وخطب انهارت له السيقان و جلست له الأمهات تبكين نحيبا على فقدان فلذات أكبادهن.
ماهي إلأ خمس وأربعون دقيقة التي طويناها طريقا نحو الشاطئ والمنطقة بأكلها التي بات المغارة ينادونها بمنطقة الموت، بدأت أعيننا تتجول يمنة ويسرة، نسوة تنتظرن بفارغ الصبر قدوم خبر من البحر من تحت الأمواج يطفئ نيران دموعهن الساخنة التي لا تحبس وتأبى إلا أن تتدفق وتتدفق.
غواصون ومراكب وشرطة، و عسس، رجال ونساء أطفال و شباب، الكلّ ينتظر وينتظر، حوامة تحوم في عنان السماء، لكن لا خبر يطفوا على سطح الأمواج التي لبست ثوب الهدوء، بعدما عصفتأول أمس و أودت بحياة ستة أطفال، وأبت أن تسلّم الباقين.
“مشاهد24″، انتقلت بعدها بالتحديد بعد ظهر يوم أمس، لحيّي الفرح والحسني في مدينة بنسليمان، حيث كان يقطن الضحايا قيد حياتهم، لترى وجوها حزينة وجيرانا مصدومين بعد الفاجعة، الكلّ يتساءل كيف و ما السبب ولماذا سبح الأطفال في شاطئ غير محروس؟ أسئلة حتما ستجيب عنها التحقيقيات الجارية، لكن الأمر الذي لم ولن ينساه المغاربة، هي مسيرة تشييع جنازة الأطفال، التي أدمت القلوب وأحزنت النفوس، لدرجة أن بعضا من جيران الأطفال المتوفين رفضوا توديعهم و لم يصدقوا أنهم سيُوارون الثرى.
لكن الجواب الأكيد والحقيقة التي لا تحتاج لأي تحقيق، هي أنهم رحلوا إلى دار البقاء.