استشعرت زلزال الجمعة ثامن شتنبر 2023، ساكنة عدد من مناطق المملكة، نظرا لقوته البالغة 7 درجات على سلم ريشتر. نفس القوة التي هزت الأرض، حركت جهود المصالح والسلطات المغربية كل من موقعه ورفعت همم المواطنين المتطوعين من مختلف الأعمار والفئات.
الجهود تواصلت منذ الساعات التي تلت الهزة الأرضية، بمناطق لم تعهد من قبل حدثا مشابها. فرق القوات المسلحة الملكية وعناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي والسلطات المحلية والأطر الصحية، رابطت ببؤر الزلزال في إقليم الحوز، لتنتشر شيئا فشيئا بالجماعات المتضررة أيضا بإقليم تارودانت وكذا إقليم ورزازات.
مخلفات الهزة الأرضية، من أحجار كبيرة الحجم متساقطة وبنيان مدمرة، أغلقت عدة مسالك طرقية وصعبت مهمة إنقاذ الناجين وانتشال جثث الضحايا. لكن كل صعب يهون أمام تظافر الجهود. المصالح المدنية والعسكرية، ترجمت التعليمات الملكية السامية، وسخرت كل التجهيزات الكفيلة بتسريع عمليات الإنقاذ والإغاثة، من سيارات إسعاف ومروحيات، كما أقامت مستشفيات ميدانية.
أيضا ثمار الصداقات المتينة للمغرب مع عدد من شركائه، ظهرت جليا خلال هذه المحنة، حيث حلت فرق إنقاذ متخصصة من إسبانيا وبريطانيا وقطر، بالمناطق المتضررة لمد يد العون للفرق المغربية.
في الجانب الآخر، نصب مواطنون مغاربة في مختلف الأقاليم، أنفسهم جنود حملات تضامنية واسعة النطاق، وكانوا جسر التواصل للناجين العالقين مع السلطات والمتبرعين.
وبعد نداءات عديدة وجهت على منصات التواصل الاجتماعي، تغلبت العزيمة على التضاريس، وتلقى سكان دواوير عزلها الزلزال، الإعانات اللازمة من أغذية وأدوية وأغطية، كما استفاد المصابون من خدمات صحية.
مصادر محلية من قلب دواوير تارودانت، تحديدا دوار أنزال الذي كان محاصرا، أكدت لـ”مشاهد24″، توصلها بما يفوق حاجياتها من المساعدات.
وفي جملة تلخص لحمة الشعب المغربي في الشدائد قبل المسرات، قالت “عطا الله الخير”.