بعد أن أكد الملك محمد السادس، خلال خطابه التاريخي بالقمة المغربية – الخليجية بالرياض، مؤخرا، أنه يستعد لزيارة الصين الشعبية للتوقيع على عدد من الاتفاقيات الإستراتيجية بين البلدين، استبشرت الحكومة الصينية لهذه الخطوة، فأصدرت وكالة الأنباء الرسمية للصين “شينخوا”، قصاصة خبرية تؤكد من خلالها أن المغرب والصين بصدد القيام بالخطوات الأخيرة لإبرام سلسلة من الاتفاقيات الإستراتيجية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
“الصين تعتبر المغرب، واجهة مشعة لعرض أحدث تقنياتها وقدراتها الصناعية والخدمات لعموم إفريقيا، وتعتزم بكين جعل علاقاتها مع الرباط، منصة للشراكة الثلاثية بين الصين والمغرب وإفريقيا”. يقول الدكتور محمد خليل، رئيس جمعية الصداقة المغربية الصينية في تصريح لـ مشاهد24، ثم يردف قائلا: “الصين أصبحت رغم بعدها الجغرافي، أكثر قربا للمغرب بالنسبة للتجار ورجال الأعمال حيث يزورها سنويا أكثر من 11 ألف مغربي للتجارة وشراء البضائع، فهذا البلد يعيش طفرة فريدة من نوعها على مستوى النمو الاقتصادي، فهو يتطور بتكلفة منخفضة، الشيء الذي جعله يشكل تحدي كبير لكافة الدول المنافسة لها”.
وأردف رئيس جمعية الصداقة المغربية الصينية، أن الصين الشعبية هي الدولة الوحيدة التي تتوفر على فائض في الميزان التجاري، وبتالي من مصلحة المغرب أن يربط علاقات مع الصين، من أجل تطوير منتجاته وإمكانياته، والتي ستفضي لا محالة إلى تطور المغرب على المستوى الإقليمي، وأيضا لتقليص العجز التجاري الذي يربط بين الطرفين”.
وفي نظر الدكتور محمد خليل، فإن المملكة المغربية ستستفيد من الصين في الشق السياسي أيضا، فالدبلوماسية المغربية أدركت أن الاكتفاء بالارتباط إستراتيجيا مع حليف واحد، هو شيء غير محمود في العلاقات الدولية، وبالتالي الصين هي نقط قوة يمكن أن يستغلها المغرب في القضية الوطنية، فهي تتوفر على مقعد دائم بمجلس الأمن.
ويرى المتحدث ذاته، أن الصين تتواجد بقوة في قلب إفريقيا خلال السنوات الفارطة، إذ تعتبرها أرضا عذراء يمكن استغلالها في المستقبل، وبالتالي، المغرب يمكنه أن يشكل منصة مركزية لإعادة توجيه العلاقات عبر جنوب الصحراء، ومنطقة الساحل، وبالتالي يمكن استخلاص أن مبدأ رابح رابح توحد الرباط وبيكين، وهو المنطق الذي تتحرك به جل الدول العظمى.
إقرأ أيضا: قريبا.. المغرب والصين يوقعان اتفاقا للتبادل الحر