عاشت مدينة فاس، ليلة أمس الجمعة، انطلاق الدورة 22 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة الذي ينظم تحت رعاية الملك محمد السادس تحت شعار ” نساء مشيدات”.
وقد ترأست حفل افتتاحه الأميرة للا سلمى، مرفوقة بالشيخة موزة بنت ناصر ، وسط حضور جماهيري وإعلامي مكثف جاء لمتابعة أول عرض في المهرجان تحت عنوان ” سماء مرصعة بالنجوم “، والذي شكل مناسبة لاستحضار مسار نساء شهيرات طبعن تاريخ المغرب وبعض المحطات من حياتهن، وذلك عبر حكي مجازي يستحضر تألق هؤلاء النسوة الرائدات وإسهاماتهن في الحياة المغربية .
وقدمت خلال هذا العرض الافتتاحي الذي أخرجه آلان فيبر العديد من اللوحات الفنية والإبداعية التي مزجت بين الأغاني والمعزوفات والرقصات مدعمة بتعبيرات فنية مستوحاة من تقنية المابينغ ( الصور الضوئية ) والإيقاعات والأنغام المتناسقة التي عزفتها أوركسترا ضخمة مما أضفى على هذا الحفل رونقا خاصا، وفق وكالة الأنباء المغربية .
وشكل هذا الحفل مناسبة لاستعادة محطات من حياة مجموعة من النساء المتميزات سواء من المغرب أو المشرق، روت شهرزاد حكاياتهن من خلال لوحات إبداعية آسرة، كما قدم مسار كل امرأة من المحتفى بهن من خلال عرض فني يسترجع عبر تقنيات بصرية بعض المحطات المتميزة للشخصية المحتفى بها.
وتحتفي الدورة 22 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بالنساء المشيدات من خلال استحضار بصمات مجموعة من النساء اللواتي لعبن أدوارا أساسية ومحورية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمغرب وساهمن من خلال أعمال رائدة في تقدم البلاد وتكريس الهوية المغربية .
وتنفيذا للتصور الجديد للمهرجان كما اعتمده المشرفون على هذا الحدث الثقافي والفني الدولي والمتمثل في تخصيص كل دورة من دورات المهرجان للاحتفاء ببلد معين كضيف شرف، سيتم خلال الدورة الحالية الاحتفاء بدولة الهند البلد الغني بتاريخه العريق وثقافته الواسعة، وذلك عبر حفل فني يحتفي بهذا الثراء سيحتضنه فضاء ( باب الماكينة ) اليوم السبت .
وسيكون الجمهور خلال هذا الحفل على موعد مع عرض ( داربار ) الذي هو مناظرة موسيقية تستحضر عبقرية وتقاليد بلاد الهند التي استمدت منها حكايات ( ألف ليلة وليلة ) نكهتها وبلاطات القصور حيث كان يقيم المهارجات والناباب القدامى والتي ساهمت في نشأة واستمرارية التقاليد الموسيقية العريقة والمعارف المتفردة.
ويتضمن برنامج هذه الدورة تقديم العديد من السهرات الموسيقية والعروض الفنية التي ستقدمها مجموعة من الفرق الفنية والمجموعات الغنائية بالإضافة إلى مجموعة من الفنانين والموسيقيين العالميين المرموقين من المغرب والخارج، وذلك بالفضاء التاريخي ( باب المكينة ) بفاس وغيره من الفضاءات الأخرى كساحة باب بوجلود وحدائق جنان السبيل ودار عديل ودار التازي وغيرها.
روابط ذات صلة:منتدى فاس .. التنوع الثقافي واللغوي في المجتمعات عامل توحيد وليس عامل تفرقة