قال السيد أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إن المجتمع المدني أضحى يضطلع بأدوار طلائعية في بناء وتنفيذ وتقييم السياسات العمومية، بل أصبح أحد الشركاء الفعليين للدولة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحصين حقوق الانسان.
وأضاف في كلمة ألقاها في افتتاح الدورة الثالثة للمنتدى السنوي للهجرة، حول موضوع: “سياسات الهجرة: أي دور للمجتمع المدني؟”، بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين بمقر مؤسسة محمد السادس للنهوض بالتربية والتكوين، بمدينة العرفان في الرباط، أن تخصيص هذه الدورة للمنتدى السنوي للهجرة لأدوار المجتمع المدني في ارتباطها بسياسات الهجرة، لم يكن من محض الصدفة “بل جاء بناء على قناعتنا بأهمية وقيمة شركائنا من جمعيات المجتمع المدني وانطلاقا من إرادتنا الجماعية في تحسين أدائهم وتقييم نتائج الشراكة التي تجمعنا بهم وكذلك لاستشراف آفاق العمل المستقبلي وفق رؤية طموحة ومتجددة.”
للمزيد:بنكيران: المجتمع المدني ضمانة للمجتمع إذا تعطلت مصالح الدولة
واعتبر مساهمات المجتمع المدني الفاعل في حقل الهجرة أساسية وغنية، سواء تعلق الأمر بالعملية الاستثنائية لتسوية الوضعية الإدارية للأجانب المقيمين بطريقة غير قانونية بالمملكة أو بالتأهيل القانوني والمؤسساتي أو ببرامج الإدماج السوسيو- ثقافي والاقتصادي.
ولم يفت المتحدث ذاته، أن يذكر بأن المملكة “شرعت في تنفيذ الجهوية المتقدمة كشكل حديث وفعال في التنظيم الترابي والسياسي للمملكة، قطعنا فيه تدريجيا مراحل مهمة.”
وتابع أنه “في هذا الإطار، لا يمكن للشراكات التي تجمعنا بالمجتمع المدني ألا تأخذ بعين الاعتبار هذا المعطى الهام في تنفيذ مضامين الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء جهويا ومحليا، مما يقتضي اتخاذ مجموعة من التدابير التنظيمية والعملية لتيسير إنجاح هذا الورش.”
وشدد في كلمته على أن هذا جزء من النقاش المطروح اليوم في هذا المنتدى “الذي، من رأيي، يجب أن يطرح ويحاول أن يجيب على أسئلة جوهرية من قبيل:
أي شكل من الأشكال التنظيمية التي يجب على الجمعيات تبنيها حتى تكون في الموعد؟
- ما هو التشبيك الأكثر نجاعة الذي يجب أن تتبناه؟
- هل الشراكة التي تجمع السلطات العمومية بالمجتمع المدني في شكلها القانوني والمسطري كافية اليوم لإنجاز المهام الموكولة لنا جميعا أم يجب ابتداع أساليب ووسائل جديدة لتجويدها؟
- هل كل الجمعيات العاملة في مجال الهجرة واللجوء ملمة بشكل جيد بالانتظارات الآنية والمستقبلية للمهاجرين وبطريقة التعامل معها أم هي في حاجة الى التكوين والرفع من قدراتها المهنية والمعرفية في هذا المجال؟
- ماهي الممارسات الفضلى والتجارب الناجحة على كل المستويات في محيطنا القريب والبعيد وكيف يمكن الاستفادة العملية منها؟. “
وأكد في الأخير، انه متيقن من أن القيمة المعرفية والتجارب الغنية لكل المتدخلات والمتدخلين في هذه الدورة والفاعلات والفاعلين الحاضرين اليوم ستضفي طابعا متميزا على هذا المنتدى، وستمكنه من الخروج بتصورات تحصن المنجزات وتطور العمل المستقبلي.
وعرف المنتدى مشاركة مسؤولين حكوميين مغاربة وأجانب، خبراء وباحثين، إلى جانب ممثلي المجتمع المدني الفاعلين في مجال الهجرة واللجوء.