في خطوة احتجاجية على إخراجهم من الفضاء الذي احتضنهم لسنوات، دون تحديد مأوى بديل عنه، اجتمع عشرات من نزلاء خيرية عين الشق بالدارالبيضاء، اليوم (الاثنين)، أمام مقرها الرئيسي وأدوا صلاة الجنازة، مشيعينها إلى مثواها الأخير.
وحسب ماعاين موقع ”مشاهد24”، فإن النزلاء اتخذوا هذه الخطوة، بعدما باشرت السلطات هدم مرافق الخيرية التاريخية التي قضوا بها الجزء الأكبر من حياتهم، وحمتهم من ويلات الشارع.
وقد فضل النزلاء الاحتجاج بهذا الأسلوب السلمي والمعبر، وفق ماصرح به بعض منهم لموقعنا، بناء على قناعة أن الفوضى والتصادم مع السلطات وعناصر الأمن لن يساهم إلا في تأزيم الأمور.
وقد باشرت القوات العمومية منذ فجر اليوم (الاثنين)، عملية إفراغ الخيرية التي تعد معلمة اجتماعية تاريخية بالمغرب، تنفيذا لحكم قضائي استعجالي، وشرعت بعد ذلك في هدم مرافقها باستعمال الجرافات.
وحول سبب إفراغ الخيرية، فإن مصادر من داخل إدارتها كشفت أن الأمر يتعلق بكون بناياتها صارة آيلة للسقوط، وبالتالي تشكل خطرا على كل من يعيش داخلها، في المقابل يرجح النزلاء أن الاستفادة من الوعاء العقاري لإقامة عمارات سكنية تذر ملايين الدراهم، هو الغاية الأساسية من طمس معالم هذه المؤسسة.
وللإشارة فإن النزاع بين نزلاء خيرية عين الشق وإدارتها، بدأ منذ سنة 2008، حين قررت هذه الأخيرة اللجوء إلى القضاء لإفراغ المؤسسة في مرحلة أولى من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم السن القانونية للاستفادة من خدماتها.
ومن جانبهم كان النزلاء، ضمن محاولاتهم لمواصلة حياتهم بشكل طبيعي بالخيرية، استأنفوا الحكم الصادر بتاريخ 16 يونيو 2015، والقاضي بإفراغهم من المحل الكائن بجمعية نور للأعمال الاجتماعية الخيرية الإسلامية عين الشق، على أساس أن الأمر لايتعلق بإحدى الحالات التي ينفذ فيها حكم بشكل استعجالي.