يبدو أن معركة “التدريج” سوف تندلع من جديد، وهذه المرة، على مستوى التلفزيون، بعد أن هدأت مؤقتا، عقب موجة الرفض التي تصدت للدعوة التي تبناها السيد نور الدين عيوش، رجل الإشهار، والرامية إلى إدخال الدارجة إلى المناهج التعليمية في المغرب.
وفي التفاصيل، واستنادا لبعض المصادر، فإن هناك الآن في ” ميدي1 تي في”، توجها جديدا يستهدف تكريس الدارجة كلغة تواصل ضمن نشرتها الإخبارية المسائية، بهدف كسب فئة جديدة من المشاهدين، وفق اعتقاد مسؤولي هذه القناة الفضائية، التي يوجد مقرها في طنجة، بشمال المملكة.
والواضح أن ” ميدي 1 تي في” ربما استلهمت فكرة التدريج من القناة الثانية ” الدوزيم”، التي تقدم على شاشتها مسلسلات تركية تعتمد أساسا على الدارجة في التخاطب بين أبطال حلقاتها، التي لاينظر إليها المسؤولون، وضمنهم مصطفى الخلفي ، وزير الاتصال، بعين الرضا، علما أنه كثيرا ما عبر عن امتعاضه منها.
ويرى المناوئون للتدريج، أن هذا التوجه الجديد نحو استعمال الدارجة في نشرات الأخبار، على قناة ” ميدي 1 الفضائية”، يروم محاربة العربية، اللغة الرسمية للبلاد، حسب الدستور، لخدمة التيار الفرنكوني، الذي يستهدف المس بالمكون الأساس للهوية الوطنية، إلى جانب الأمازيغية.
يذكر أن الإذاعات الخاصة، ويقدر عددها بحوالي عشرة، تقوم منذ مدة ببث نشرات إخبارية باللغة الدارجة، دون أن تتلقى أي رد فعل أو تنبيه من ” الهاكا”، ( الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري)، المعنية بمراقبة ومواكبة هذا القطاع.
للمزيد:بنكيران يصف نور الدين عيوش ب” التاجر”
وكانت المواجهة حول التدريج قد بلغت أوجها يوم استضافت القناة الثانية، صاحب الفكرة نور الدين عيوش، وعبد الله العروي، الكاتب والمؤرخ المعروف، في لقاء مباشر، مالت فيه الكفة لصالح موقف مؤلف كتاب ” الإيديولوجيا العربية المعاصرة”، الذي استمات في الدفاع عن لغة الضاد.
https://www.youtube.com/watch?v=NKeoQyqamI0
ولا شك أن من شأن إطلاق نشرات الأخبار في ” ميدي 1 تي في”، في الأفق الزمني القريب، أن يحيي الجدل مجددا حول التدريج، بين من يحاربه عن وعي وقناعة، ومن يدعو إليه ويتبناه بشكل ملتبس، يستدعي الكثير من الوضوح حول الدوافع والخلفيات.
إقرأ أيضا: عيوش الأب يطلق برنامج “أنير” للتعليم