محمد أمين بنمبارك، اسم كثر الحديث عنه خلال اليومين الماضيين، وكتبت عنه مجموعة من المنابر الإعلامية الوطنية والدولية، كما نعاه مواطنون في مختلف ربوع العالم، ليس فقط لأنه كان من بين ضحايا هجمات باريس، ولكن لأنه كان يمثل وجها من وجوه المغرب المشرقة في بلاد الأنوار وشابا مقبلا على الحياة متشبعا بالإبداع.
المهندس المغربي الذي توفي بمقهى ”كاريون”، أطفأ الإرهاب شمعته باكرا، إذ كان يخطو أولى خطواته المهنية في درب الهندسة المعمارية كما كان حديث عهد بالحياة الزوجية، إذ تزوج سنة 2014 من المواطنة الفرنسية ”مايا نيميطا” التي أصيبت بدورها في الأحداث الدامية.
لأمين بنمبارك، وحيد أسرة توفيق بنبمبارك الذي سافر إلى فرنسا بعد حصوله على شهادة البكالوريا، بغرض دراسة الطب ليغير توجهه لشعبة الهندسة التي كان يميل إليها، حكاية مع مكة.
إذ على الرغم من استقراره بفرنسا لمدة أربع سنوات كان خلالها طالبا بالمدرسة الوطنية العليا للهندسة بباريس، وانفتاحه على الثقافة الغربية واقترابه منها أكثر، ظل متشبثا بجذوره واختار أن يكون بحث تخرجه حول أحد الشعائر الإسلامية وهو الحج.
أمين قدم في بحث تخرجه الذي مكنه من الحصول على دبلوم عال في الهندسة، ثم الانتقال فيما بعد إلى مرحلة العمل، عرضا عن شعيرة الحج إلى مكة في علاقة مع هندسة الفضاء الذي يستقبل ملايين البشر كل سنة.
صورة لموضوع بحث تخرج المهندس محمد أمين بنمبارك
حيث أبرز كيف استطاع هذا الفضاء على مدى عقود استقبال حجاج العالم على الرغم من تضاعف أعدادهم وتغير البنية التحتية.
هذا البحث كان فأل خير على أمين، إذ اعتبره الأساتذة مميزا، فتمكن من الحصول على عمل بوكالة أستاذه ”مارك أرمينغود”، وحينها كانت البداية في مهنة الهندسة التي طالما أحبها ونقل حبه لها لزملائه وتلاميذه فيما بعد.
الشاب الوسيم، الموهوب، الخلوق، الرياضي، المتحمس المقبل على الحياة، بعض من صفات كثيرة وصفه بها الأساتذة والزملاء كما الأصدقاء والأقارب بعد إعلان خبر وفاته، تثبت أن محمد أمين بنمبارك سيظل اسما ضمن لائحة شباب مميزين على اختلاف دياناتهم وجنسياتهم، خطفهم ”سرطان الإرهاب” في ربيع العمر.