في خضم الجدل الدائر حاليا، حول إقدام وزارة التربية الوطنية على تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية، شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة يوم أمس السبت تنظيم “الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، تنسيقية وجدة،” ومختبر مناهج العلوم في الحضارة الإسلامية وتجديد التراث، محاضرة بعنوان: “اللغة العربية ومجتمع المعرفة” أطرها الدكتور محمد الحناش.
استهلت المحاضرة بكلمة للأستاذ لخضر بنيحيى، رئيس شعبة الدراسات الإسلامية ، ورئيس مختبر مناهج العلوم في الحضارة الإسلامية وتجديد التراث ، رحب خلالها بالضيف المحاضر كما أعطى نبذة عن المختبر والمهام العلمية المنوطة به ، كما رحب رئيس الائتلاف الدكتور فؤاد بوعلي بالمحاضر وأثنى على ما يقدمه من خدمات للغة العربية ، كما ذكر بالأهداف التي أنشئ من أجلها الائتلاف سنة 2012 والتي تتلخص في الترافع من أجل اللغة العربية والدفاع عنها وتقديم المقترحات للجهات الرسمية والانفتاح على كل الهيئات والمؤسسات والفعاليات المهتمة بالشأن اللغوي والهوياتي.
وتساءل الدكتور الحناش في بداية كلمته عن دور وموقع اللغة العربية في مجتمع المعرفة الذي يتطور بسرعة كبيرة ، لينبه على أن العرب لم يواكبوا تطور مجتمع المعرفة ،حيث ان وصف المعلومة ، أو تفسيرها أصبح من الماضي لان العالم انتقل إلى إنتاج المعلومة الذي يمكن من إنتاج الثروة .
للمزيد:“ائتلاف العربية”: سنحاول إقناع وزير التربية بالعدول عن “هذا القرار الخطير”
وأوضح المحاضر، أن الانتقال إلى المعلومة الرقمية بل والى المنطق الضبابي الذي يتجاوز البرمجة الحاسوبية ، كل ذلك تستجيب له اللغة العربية أكثر من غيرها بشهادة كبار خبراء العالم لما تتميز به من السهولة واليسر لكونها لغة انصهارية عكس اللغات الإلصاقية ، “فنحن في حاجة إلى بذل الجهد وتوجيه الباحثين لمواكبة هذه التطورات” يقول المحاضر.
إقرأ أيضا:“ائتلاف اللغة العربية” يعبر عن رفضه ل”فرنسة” المناهج التعليمية في المغرب
وفي معرض رده عن تساؤلات الحاضرين قال الدكتور الحناش نحن في حاجة إلى رقمنة حقيقية للكتاب المدرسي ، وليس إلى إصدار قوانين ومذكرات تراجعية عن مكتسبات اللغة العربية لصالح تدريس بعض المواد باللغة الفرنسية ، واعتبر هذه الإجراءات ضد المنطق وضد العلم لان الخبراء يؤكدون أن تدريس العلوم باللغة الأم هو الكفيل بتحقيق التقدم وإنتاج الثروة وتحقيق التنمية الحقيقية ، وأكد أن المذكرة الأخيرة لوزارة بلمختار “خدمة مجانية للمستعمر ورجوع بالبلاد إلى الخلف وهو ما لا يقبله عاقل”، حسب تعبيره.