لم يكن يخطر ببال الحاج محمد أكناو، الرجل السبعيني الذي توجه إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج هذا الموسم، أن ينقذه هاتفه المحمول من الموت، إذ لولا رنين بلغ صوته لجان البحث لكان تحت الأنقاض.
ولم يكن ليصدق الناس الخبر حين تداوله، خصوصا لدى علمهم بأن الحاج بعد إصابته بمنى، اعتبر في عداد الموتى ووضع بجانب جثث الحجاج الذين لقوا حتفهم.
لكن ذلك حصل، والأقدار شاءت أن يعود الحاج أكناو من بين مئات الحجاج المغاربة سالما إلى أهله بفضل هاتفه المحمول الذي ظل مثبتا في إحرامه.
فاطمة ابنة الحاج محمد، تحدثت بجوارحها قبل حواسها، وكشفت في حديثها إلينا أن الأسرة عاشت منذ انقطاع الأخبار عن أبيها وحتى التأكد من سلامته، قصة لم تكن في الحسبان، دامت بضع ساعات لكنها حملت العديد من المفاجآت.
إقرأ أيضا: هذه أسماء الحجاج المغاربة الذين لم يعرف مصيرهم حتى الآن
وحين سؤالها حول كيف يستأنف الحاج الأمازيغي المولد والنشأة، حياته الجديدة قالت إن أول خطوة قام بها بعد وصوله لمنزله بالرباط، هي زيارة طبيبه الخاص لكونه يعاني مشاكلا على مستوى القلب، ثم بعد ذلك أجرى فحوصات طبية حتى يتأكد من خلوه من أي مرض يمكن أن يكون قد أصابه خلال تواجده بالحج.
وأوضحت أنه منذ وصوله يفضل الحاج الخلو بنفسه وأخذ قسط من الراحة ما استطاع، واعتبرت أن حالته الصحية مطمئنة.
وتتذكر الابنة تفاصيل اختفاء والدها الذي كان ضمن وفد توجه إلى الحج من الرباط، حين قالت ”صدمة، ترقب، خوف وتوتر ثم فرحة، تلك أحاسيس عشناها منذ انقطاع أخبار والدي بعد رمي الجمرات، وحتى السابعة من مساء يوم العيد حين اتصلت بنا مسؤولة الوكالة التي كان والدي من بين أعضاء وفدها”. والتي ”أشكرها على يقظتها وعنايتها بأبي بعد العثور عليه” تضيف فاطمة.
مسؤولة الوكالة كشفت بدورها ل”مشاهد24”، أن السيد محمد أكناو شكل حالة استثنائية، إذ هو الحاج الوحيد الذي أصيب من بين 120 حاجا يضمهم الوفد الذي تكلفت به، كما أن قصة فقدانه والعثور عليه غريبة ومميزة.
وحين استفسارها عن تفاصيل الحادثة، حكت ”بعد رمي الجمرات عاد الحجاج إلى الخيم التي نجتمع بها، فلاحظنا أن الحاج محمد غائب في حين قدمت زوجته وابنته اللتان كانتا ضمن الوفد أيضا، فباشرنا عملية البحث، اتصلنا بهاتفه المحمول فكان يرن وذاك شجعنا على معاودة المحاولات إلى أن أجابنا موظفو مستشفى ”منى” وأخبرونا أنه يتلقى العلاجات بعدما كان في عداد الموتى!!
فاطمة هذه المرة تواصل سرد الحكاية المثيرة في كل تفاصيلها، قائلة ”بعد العثور عليه نقل لمصحة خاصة، ليخضع لعناية أكثر لأنه أصيب بضربة شمس حين أدائه مناسك الحج أدت إلى تدهور وضعه الصحي، وبعد تحسنه استقبلناه في مطار محمد الخامس سالما واصطحبناه للمنزل ليعود لحياته بعدما من عليه الله بعمر جديد”.
إقرأ أيضا: التوفيق يعلن عن ارتفاع حصيلة وفيات الحجاج المغاربة