أرجع حمادي الجبالي رئيس الحكومة التونسية السابق في حوار حصري ل”مشاهد24″، استمرار العنف في تونس رغم التحولات السياسية التي شهدتها بعد ثورة الإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، لأسباب خارجية من قبيل موقع تونس الجغرافي و الاضطرابات في الحدود الشرقية مع ليبيا، و أسباب داخلية مرتبطة بواقع تونس الاجتماعي و الاقتصادي، متمنيا في الوقت نفسه التّغلب على العنف رغم خطورته و تعويضه بظاهرة الحوار وبناء الوطن”العنف خطير في حدّ ذاته لكن ليس من المستحيل تجاوزه”.
و عن قانون الإرهاب الذي صودق عليه في تونس، أبدى حمادي الجبالي تخوّفه من تأثيره على الحريات و الحقوق، داعيا في الوقت نفسه جميع الأطراف لعدم جعله الشّماعة التي توضع عليها كلّ الأخطاء وأن يكون منفذا إلى الرجوع للدكتاتورية و الاستبداد، بدعوى محاربة الإرهاب و هو الجانب السلبي فيه الذي لا بد من الاحتراز منه”أكيد أنا متخوف و أخشى من أن يكون قانون الإرهاب الجديد منفذا للرجوع إلى الدكتاتورية و الاستبداد و هو ما نبّهت إليه و لابد من الاحتراز منه”.
و حول الوضع التونسي الراهن، أوضح الجبالي ل”مشاهد24″ من مراكش،حيث حلّ ضيفا على المؤتمر الوطني الحادي عشر لشبيبة العدالة و التنمية، أن التدافع الآن هو بين مشروع الحرية و مشروع الديكتاتورية أكثر منه نحو مشروع إيديلوجي، معتبرا أن الاستقطاب الإيديلوجي الذي يريد الخصوم جرّنا إليه هو استقطاب مدمّر للمجتمع و خصومنا يريدون ذلك بمن فيهم من يحكم تونس حاليا “هم يريدون الصراع بين من يصفونهم بالرجعيين و بين من يدعونهم حداثيين، داعيا إياهم لمعرفة متطلبات الشعوب العربية الإسلامية قبل الخوض في تلك الصراعات” المواطن المصري و المغربي و التونسي لا يهمه ذلك الاستقطاب لكن ما يهمه هو أمنه من الجوع و الخوف، فمجتمعاتنا متّفقة على رؤيتها الإسلامية فلا فائدة من خلق النزاعات”.
وعن الأحزاب التي تسمي نفسها إسلامية، تسائل حمادي الجبالي،”هل أحزابنا تؤمن بالحرية كما جاء بها الإسلام؟ أينما ثمّت العدالة فثمّ شرع الله و ليس قطع الرؤوس”، مطالبا إياها بالبدء بأنفسها من داخل أحزابها بعيدا عن كل الولاءات و الصراعات و حكم الجهويات “لابد من التشبث مهما كان الظرف بالوصول إلى الحكم بالطرق الديمقراطية و المشاركة في الانتخابات، و الخروج من الحكم بالطريقة نفسها التي وصلنا بها إلى الحكم و بدون ذلك سنخرج على الحرية و نشرّع الاستبداد ، وقبل هذا و ذاك لابد أن نهيئ أنفسنا و نندمج و نشارك و نكسب الخبرة، للمشاركة في الحكم و الاستفادة من الدروس”.