تطغى الضبابية على مصير أخطر متشدد في منطقة ساحل المغرب العربي «مختار بلمختار» المكنى «خالد أبو العباس» والمعروف بـ «بلعور»، وتدفع الروايات المتضاربة حول أمير ما يسمى «كتيبة الموقعون بالدماء» إلى إعادة الجدل مجددا بشأن حقيقة المعلومة الأمنية.
على مدار الـ 12 عاماً المنقضية، جرى الإعلان عشرات المرات عن مصرع القيادي في ما يسمى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»..
وتكرّر الأمر على نحو مثير منذ اختطاف بلمختار لـ 32 سائحاً أوروبياً في الصحراء الكبرى (ربيع 2003)، ثمّ غداة الهجوم الذي نفذه أتباع «الأعور» على ثكنة لمغيطي الموريتانية في يونيو 2005، وبقي الأمر على منواله غداة اشتراك الإرهابي اللغز في عدة اعتداءات طالت قرى جزائرية معزولة، قبل أن يقود الهجوم الإجرامي الذي طال مصفاة «تيقنتورن» النفطية في يناير 2013.
وشهد الأسبوع الأخير أنباء متناقضة عن مقتل «بلمختار» (43 سنة) إثر غارة جوية أميركية شرقي ليبيا ليلة السبت إلى الأحد الماضي، لكن الرجل صاحب (السبع أرواح) لا يزال حيا فيما يبدو، استنادا إلى بيان أصدره أتباعه، رغم تأكيد رسمي ليبي على كون بلمختار لقي حتفه في العملية التي قضت على سبعة دمويين، في تكرار لما أعلنه الجيش التشادي قبل سنتين.
ويتذكّر مصدر أمني كيف أنّ بلاده تلقت تأكيدا منذ فترة أنّ بلمختار قضى مسموماً، قبل أن يظهر المعني في تسجيل نافيا الأمر رأساً، ما يعني أنّ الطريقة الوحيدة للجزم بمصرع بلمختار هي العثور على جثته وإخضاعها للتحليل.
يربط مراقبون ملف بلمختار بما يسمونها «هشاشة» المعلومة الأمنية في الجزائر، ويرافع الصحفي «رفيق بحري» لمنح المعلومة الأمنية «التأطير اللازم»، والتوقف عن حالة الانكماش المسجّل على مصادر الخبر، حتى وإن كان واضحا أنّ السلطات ترغب في تسيير المعلومة الأمنية وفقا لإرادتها..
ويدخل ذلك في إطار ضبطها استراتيجية مكافحة الإرهاب، ومراعاة عدم الخروج عن أبجديات المحاربة. وينتقد بحري ما يسميه ضعف التسيير المعلوماتي الأمني في الجزائر، وهو أمر لا يتحمل مسؤوليته الصحفي لوحده، وإنما كافة المتدخلين في قطاع الاتصال.
