عبدو ضيوف يروي قصة صراعه مع ولد الطايع حول “الأحواض الناضبة”

يسرد الرئيس السينغالي السابق عبدو ضيوف في مذكراته قصة “مشروع الأحواض الناضبة” وكيف واجهها الرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع بصرامة.
ويحكي رؤيته للأزمة بين الدولتين الجارتين محملا الرئيس الموريتاني حينها ولد الطايع بعضا من تداعياتها.
يقول عبدو ضيوف في مذكراته التي ترجم مركز الصحراء جزء منها:
عندما وضعت السنغال مشروع الأحواض الناضبة، طلبنا من المفوض السامي لمنظمة استثمار نهر السنغال، وكان موريتانيا حينها، معلومات يحتاجها المشروع.
لم تكن تلك المعلومات سرية، لكن الرئيس ولد الطائع أقاله ووضعه في السجن لعشر سنوات لاتهامه بالخيانة العظمى؛ وانطلقت حملة ضدنا بدعوى أن السنغال تريد الاستحواذ على مياه النهر.
وذلك على الرغم من أنه من المعروف أنه بعد بناء السد كانت هناك مياه كثيرة تذهب هدرا، وتلك المياه هي التي تريد السنغال من خلالها إعادة إنعاش الأحواض الميتة؛ لم تكن هناك مشكلة إنها مياه مُهْدرة تهدد مدينة سينلوي بالغرق، وكنا مجبرين كل مرة على فتح السدود حتى تجريَ.
وأكثر من ذلك فإن الاسرائيليين قاموا بتجربة ناجحة على حوض ‘فرلو’ لتجري فيه المياه وتعيش فيه الأسماك بعد أن كان قاحلا، وذلك من خلال نفس المياه؛ لكن موريتانيا أعاقت هذا المشروع، لأن ولد الطائع لم يكن يريد أن يستمع لأحد.
موريتانيا أيضا، في عهد ولد الطائع، في ما يتعلق بتوصيل الكهرباء من مانانتالي، وقفت ضد المشروع الأصلي الممول من المانحين والقاضي بمد خطوط الضغط العالي عبر السنغال أولا؛ ثم توصيلها في ما بعد إلى موريتانيا، حيث أصروا على أن ‘تمر الخطوط من موريتانيا أولا ثم إلى السنغال ثانيا لأننا نريد أن نتأكد أننا جزء من المشروع.
ورغم أننا جادلناهم بأن تمرير الخطوط من موريتانيا أولا سوف يزيد كلفة المشروع بمليارات إلا أنهم قالو ‘إنهم يخشون أن يقع لكهرباء مانانتالي مثل ما وقع في الأحواض الناضبة، فتستحوذ السنغال على الكهرباء ولا تعطينا منها ما يكفى.
في النهاية كان علينا أن نفاوض المانحين مجددا وبإلحاح حتى قبلوا بدفع المبالغ الإضافية؛ والخطوط التي كانت ستمتد بشكل مستقيم تم تفريغها باتجاه موريتانيا لتعود في ما بعد إلى الأراضي السنغالية.
لم تشهد علاقتنا مع موريتانيا أي توتر في عهد المختار ولد داداه باستثناء مشكلة نشبت بين الرئيسين سينغور وولد داداه بشأن جزيرة تود.
استمرت الأزمة سنتين تبادل خلالها الرئيسان رسائل قاسية يدعى فيها كل منهما أن الجزيرة جزء من بلده. وقد حلت الأزمة بعد أن لا حظ الرئيس المالي موسى تراوري أن الجزيرة بكل الأحوال ستغرق عندما تقام السدود، وعندئذ لن تكون هناك مشكلة. لقد كانت علاقتنا مع موريتانيا في إطار منظمة استثمار نهر السنغال في عهد ولد الطائع صعبة للغاية.
مذكرات الرئيس السنغالي الأسبق عبدو ديوف، ص 93-94

اقرأ أيضا

6364b

بالفيديو.. بحضور سفير بلغاريا.. الطاهر السبتي تكشف نتائج مشروع دعم التعليم للأطفال في وضعية إعاقة

نظمت مؤسسة الطاهر السبتي، اليوم الأربعاء، ندوة صحافية بمدينة الدار البيضاء، حضرها بلامن تزولوف، سفير …

-730

ابتسام بطمة تكشف حقيقة الإفراج عن دنيا

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أيام، أخبار تفيد خروج الفنانة المغربية دنيا بطمة من …

الصحراء المغربية.. سيراليون تجدد دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي

جددت سيراليون، أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، تأكيد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب من أجل الطي النهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *