كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية المرموقة في افتتاحيتها تشيد بالانتخابات التشريعية التي شهدتها تونس قبل أيام.
الجريدة اعتبرت أن العالم الإسلامي لديه أمامه الكثير ليتعلمه من التجربة التونسية، ومن بين تلك الدروس ما قام به زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي بتهنئة الباجي قايد السبسي، زعيم حزب نداء تونس، بالفوز في الانتخابات حتى قبل ظهور النتائج الرسمية.
هذا النوع من العمليات الانتقالية، والتي تتم بسلام ويتم فيها احترام الهزيمة بحسب ما تقتضيه الأعراف الديمقراطية، هو مشهد يتناقض مع الاضطرابات التي تشهدها المنطقة منذ بداية الربيع العربي، سواء تعلق الأمر بالإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي وما صاحب ذلك من قمع، أو الحروب الجارية في سوريا واليمن وليبيا.
المثير في التجربة التونسية، تضيف "نيويورك تايمز"، هو كون حزب النهضة الإسلامي جاء إلى السلطة عبر انتخابات أعقبت سقوط الديكتاتور زين العابدين بن علي، حيث قادت حكومة ائتلافية قبل أن تسلم السلطة بطريقة سلمية إلى حكومة تصريف أعمال، وهو ما فسح المجال أمام البرلمان ليتبنى في يناير الماضي لدستور تقدمي يوسع من هامش الحريات المدنية والسياسية ويضمن دورا أكبر للمرأة.
وترى الصحيفة الأمريكية أن حركة النهضة دفعت ثمن غاليا في الانتخابات التي أجريت قبل أيام جراء فشلها في تدبير الملف الأمني وعدم قدرة على إعادة الروح إلى الاقتصاد التونسي.
الحكومة الجديدة ستواجه بدورها مشاكل مشابهة، ومن بينها التحاق 3 آلاف تونسي بتنظيم الدولة الإسلامين. الحكومة الجديدة مدعوة للبحث في الأسباب التي تقود مواطنيها إلى التطرف والعمل على خلق تعليم وفرص شغل أفضل لكي توفر لهم غايات أفضل في الحياة يسعون لتحقيقها.
ودعت الصحيفة الأمريكية الباجي قايد السبسي إلى العمل جنبا إلى جنبا مع حركة النهضة، والتي يؤمن زعيمها راشد الغنوشي بالديمقراطية، من أجل قطع الطريق على عودة التسلط إلى تونس.
المصدر : https://machahid24.com/?p=27562