ديبلوماسي أمريكي: ليبيا درس لأوباما للتعامل مع ميلشيات سوريا والعراق

سعد الدين لمزوق
المغرب الكبير
سعد الدين لمزوق24 سبتمبر 2014آخر تحديث : منذ 10 سنوات
ديبلوماسي أمريكي: ليبيا درس لأوباما للتعامل مع ميلشيات سوريا والعراق
72bb7955989d1ee19899bcbbf5767cc6 - مشاهد 24

قال دبلوماسي أمريكي سابق أن مشكلة الميليشيات في ليبيا يجب أن تشكل درسا للولايات المتحدة في الوقت الذي تستعد فيه هاته الأخيرة توسيع ضرباتها العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
فالوضع في ليبيا، يقول ميتشوسلاف بودوزينسكي في مقال بجريدة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية، يقدم مثالا على التحديات التي سيتعين على سوريا مواجهتها حتى في حال سقوط نظام بشار الأسد والتغلب على تنظيم “داعش”، مع وجود عدد كبير من الميليشيات في الشرق الأوسط.
فمثيلة هاته الميليشيات في ليبيا ساهمت في حالة الانقسام السائدة في البلاد، والتي تشكلت إبان الثورة ضد نظام القذافي من طيف واسع من الانتماءات الأيديولوجية والقبلية والمناطقية.
هاته الميليشيات، يقول الكاتب، كلها تدعي الدفاع عن البلاد والمواطنين بينما ينخرط العديد منها في نشاطات إجرامية من بينها الابتزاز والتهريب والاختطاف.
فشل الدولة الليبية في ضبط الميليشيات جعلها تدخل في حلقة مفرغة، يضيف بودوزينسكي، حيث جعل فئات واسعة تنظر للحكومة بأنها عاجزة مما يضعف شرعيتها ويقوي موقف الميليشيات التي ترفض التخلي عن سلاحها لصالح حكومة ضعيفة وغير قادرة على توفير الأمن.
بيد أن هاته الميليشيات هي أحد أسباب الضعف الذي تعاني منه الدولة في ليبيا، يضيف كاتب المقال، كما أن تعقيدات هذا الوضع أضحت تتجاوز حدود بعد دخول أطراف خارجية على خط الصراع في ليبيا، من خلال دعم مصر والإمارات للواء خليفة حفتر ودعم قطر والسودان لميليشيات فجر ليبيا، وكذلك تصدير ليبيا لاضطراباتها الأمنية لدول الجوار مثل تونس وتشاد والنيجر ومالي، يقول بودوزينسكي.
لذلك، يرى الكاتب أن سوريا والعراق ستواجهان تحديات مشابهة لتلك التي تواجهها ليبيا، حيث سيكون الرهان الرئيسي هو كيف يتم إدماج الميليشيات في بنيات شرعية للدولة وضمان انخراطها في مستقبل البلاد.
ويقر صاحب المقال بصعوبة هذا الرهان لأن وجود بنيات أمنية قوية داخل الدولة في الشرق الأوسط يعني تحولا إلى أجهزة قمعية، يقول بودوزينسكي.
ويعتبر الكاتب أن الرهان سيكون أصعب في سوريا حيث تتغير باستمرار تركيبة الميليشيات وتدفع الحرب الأهلية المقاتلين نحو مزيد من التطرف.
ويرى بودوزينسكي أن ليبيا تقدم للحالة العراقية والسورية رسالة واضحة مفادها أن من الضروري وضع استراتيجية طويلة الأمد من أجل نزع سلاح الميليشيات وإدماجها في بنيات الدولة، وقد يتطلب الأمر إضافة إلى ذلك في الحالة السورية نشر قوات حفظ سلام أممية.
سيتعين كذلك تشكيل حكومات تدمج كل الأطراف وإلا فإن الميلشيات ستبقى تلعب على وتر الطائفية وتظلمات الأقليات والمناطق والجهات.
التعامل مع مشكلة الميليشيات سيكون خطوة مهمة بالنسبة للولايات المتحدة، يقول بودوزينسكي، في سعيها للقضاء على التهديد الذي تشكله التنظيمات الإرهابية بالشرق الأوسط.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق