اتفق قادة الجيشين التونسي والجزائري على شن سلسلة من العمليات العسكرية المتزامنة، في مناطق الحدود وذلك بعد تزايد حدة الأنشطة الإرهابية هناك، فيما شنت تونس حملة على مساجد ومحطات إذاعية مرتبطة بجماعات متشددة.
بالتوازي مع تنفيذ سبعة بنود ضمن مخطط أمني طويل الأمد للقضاء على الجماعات الإرهابية على الحدود بين الجزائر وتونس قرر البلدان تنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية الواسعة النطاق في خمس مناطق رئيسية في تونس، وفي الشريط الحدودي مع الجزائر وبقوة عسكرية قدرها 14 ألف جندي. والمناطق الرئيسية التي ستنفذ فيها العمليات، هي ولاية القصرين بتونس وفي مناطق حدودية تربط الجنوب الغربي لليبيا بجنوب تونس، وفي مناطق بولايات الوادي وتبسة وبسكرة وسوق أهراس وخنشلة بالجزائر.
وقال مصدر أمني جزائري لصحيفة “الخبر” الجزائرية في عددها الصادر اليوم (الأحد 20 يوليو/ تموز 2014)، إن العمليات التي تم الاتفاق بشأنها تتضمن خططا أمنية دقيقة ضد أهداف محددة وأخرى عسكرية، يتم خلالها تمشيط بعض المواقع وإحكام السيطرة على ممرات وطرق ومسالك في مختلف محاور الحدود. ويتوقف توقيت إطلاق عمليات التفتيش والتمشيط التي سيشارك فيها ما لا يقل عن 8 آلاف من قوات النخبة في الجيش الجزائري، وما بين 5 و6 آلاف عسكري تونسي، على تقديم عمليات المسح الجوي وجمع المعلومات.
منطقة حدودية بين الجزائر وتونس
ويتضمن المخطط الأمني، إجراءات وقائية لتضييق الخناق على الجماعات السلفية الجهادية في الحدود، وأخرى تتعلق بنشاط الاستخبارات وجمع المعلومات، وتنشيط للعمليات الأمنية والعسكرية ضد هذه الجماعات المسلحة. بخلاف تعزيز نقاط مراقبة برية تنجز فوق مواقع عالية، وتتبادل المعلومات فيما بينها وبين القيادة بسرعة، وتنشيط عمليات المراقبة والمسح الجوي في كل الشريط الحدودي بين الجزائر وتونس. كما تقرر تنشيط التحقيقات الأمنية حول شبكات تجنيد الإرهابيين في تونس وفي المناطق الشرقية للجزائر. وتضمن الاتفاق حرمان الجماعات الإرهابية قدر الإمكان من مصادر التمويل ووسائل العيش، حيث تقرر في الجانب التونسي إنشاء خلايا أمنية لمنع عمليات جمع الأموال لصالح الجماعات السلفية وحرمانها من مصادر التمويل. وتعمل خلايا أخرى في تونس على مراقبة تدفق الأموال والجهاديين من ليبيا إلى تونس. كما تقرر في الجانب الجزائري تشديد الرقابة على حركة الأموال وعمليات التهريب بين البلدين لمنع استغلالها كمصدر لتمويل النشاط الإرهابي.
من جهتها شنت تونس حملة أمس السبت على مساجد ومحطات إذاعية مرتبطة بإسلاميين متشددين بعد أن قتل متشددون 14 جنديا في منطقة قرب حدود البلاد مع الجزائر. وتؤكد هذه الخطوة الصعوبة التي تواجهها تونس في معالجة صعود الحركات الإسلامية المحافظة والمتشددين منذ ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي وفتحت الطريق أمام الديمقراطية. وتشن القوات المسلحة التونسية حملة لإخراج المتشددين من معقلهم النائي في جبال الشعانبي على الحدود مع الجزائر.