فالس
أحمد أيويحي يهاجم مانويل فالس بسبب تغريدته حول لقائه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة

أويحي يهاجم فالس..لكن اللوم يقع على “تويتر”

قبل أسابيع أثيرت ضجة في حول صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بسبب تغريدة “مسمومة”، كما رآها الجزائريون، نشرها الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس، بالرغم من ما حملته من تعليق دبلوماسي حول متانة العلاقات بين البلدين، لإذلال رئيسهم.

أيا تكن نية مانويل فالس، الذي تصرف حسب ما يقوله لسان حال الجزائريين كمن يمد إليك يده اليمنى لمصافحتك، وخلف ظهره تمسك يده اليسرى سكينا يغرسه في جسمك ما إن تلتفت إلى الجهة الأخرى، لكن الحق يقال، وهو العيب في “تويتر”.

هذا الاختراع الشيطاني، الذي قال مدير ديوان بوتفليقة ورئيس الحكومة الجزائرية السابق، أحمد أويحيى، من دون مركب نقص إنه لا يفقه شيئا فيه، هو المسؤول في التوتر الذي نشب بين الجزائر وفرنسا بسبب تغريدة فالس.

فلو لم يكن الموقع الذي يغطي على خسته بشعار ذلك العصفور ذي اللون الأزرق السماوي، لو يكن يوفر إمكانية نشر الصور والأخبار التي يتم تداولها على نطاق واسع ملايين المرات ليراها القاصي والداني، لكان بالإمكان إخفاء حالة بوتفليقة عند استقباله فالس، من خلال جعل عدسات الكاميرات تأخذ لقطات عامة لمكان الاجتماع بدل التركيز على وجه الرئيس، أو الاستعانة بأرشيف التلفزة الجزائرية لإظهار بوتفليقة في صحة أفضل وهو يستقبل مانويل فالس، أيام كان هذا الأخير وزيرا للداخلية.

كذبة بيضاء وتلاعب صغير قد لا ينطلي على بعض الذين يصرون على حشر أنوفهم في هذه التفاصيل، مثل البرنامج الفرنسي الساخر Le Petit Journal، لكنه كان على الأقل سيجنب العلاقات الفرنسية الجزائرية أزمة هي في غنى عنها، خصوصا وأن الطعنة من الوزير الأول الفرنسي نفسه، في الوقت الذي لا يحتاج فيه البلدان إلى سبب آخر للخصومة بعد أن ظهر الخلاف بينهما جليا بشأن قضية  الصحراء المغربية والاستثمارات الفرنسية في المغرب مقارنة بالجزائر.

ثم إن صحة بوتفليقة ليست بالصورة التي قدمها فالس غدرا لملايين المتابعين على موقع التواصل الاجتماعي. ففي آخر المطاف، حتى لو أن “الرئيس لم يكن في أفضل أيامه”، كما يقول أويحيى، تبقى حركة الوزير الأول الفرنسي الخسيسة تفتقد لكثير من الكياسة.

“منصب الوزير الأول هو مسؤولية كبيرة”، يقول أويحيى مذكرا مانويل فالس. طبعا زعيم حزب النظام “التجمع الوطني الديمقراطي” لديه كامل الأهلية للتذكير بهذه المسألة بحكم أنه شغل المنصب في بلاده من قبل.

وبالتالي، أن يأتي فالس إلى الجزائر، على رأس وفد هام، ويسمح لنفسه “بتغريد” (twitter) الرئيس في “موقعه الخاص”، يضيف أويحيى، معتذرا لكونه لا يفقه الكثير “في الأمور الإلكترونية”.

في آخر المطاف، لم يربح فالس شيئا من خلال تصرفه، بالرغم من البعد الدولي الذي أخذته صورة بوتفليقة باعتراف أويحيى نفسه. لكن ما بقي راسخا، هو تصرف رئيس الوزراء الفرنسي الذي كان قمة في عدم الكياسة.

« indélicatesse »، هي الكلمة التي استعمل مدير ديوان بوتفليقة ليصف سلوك رئيس الوزراء الفرنسي، مفضلا مخاطبته بلغته التي تعتبر في نظر أويحيى بدوره، كما قال كاتب ياسين، “غنيمة حرب”.

أيا يكن مدى فداحة ما قام به رئيس الوزراء الفرنسي، لا شك أن اللوم كل اللوم، في آخر المطاف، يقع على “تويتر”.

اقرأ أيضا

معرض موروكو فاشن ستايل أند تكس

بالفيديو.. لأول مرة.. معرض “موروكو فاشن ستايل أند تكس” يعود بنسختين عوض نسخة واحدة

عاد معرض “موروكو فاشن ستيل أند تكس”، في سنة 2024، بنسختين اثنين عوض نسخة واحدة، …