“… أنت غير مخلص لبوتفليقة، تسعى وراء كرسي الرئاسة، أنت شبيه بالغراب وليس لك موقع لامع المولاة ولا المعارضة، متشبث بعقلية التسعينيات، لقد أعلنت الطلاق البائن معك..” عبارات لخص بها الرجل الأول في حزب “جبهة التحرير الوطني” الحاكم بالجزائر عمار سعداني، طموحات غريمه السياسي الأول أحمد أويحيى.
بعد الخرجة الإعلامية الأخيرة التي وصف من خلالها سعداني الأمين العام لحزب “التجمع الوطني الديمقراطي” أحمد أويحي، بالسياسي غير الموثوق فيه، رفع سعداني هذه المرة سقف اتهاماته، حيث أشار إلى أويحيى بالرجل غير المخلص لبوتفليقة، والذي يطمح في كرسي الرئاسة.
أويحيى..غراب يسعى لخلافة بوتفليقة
ووجه سعداني يوم أمس الثلاثاء، بوصلة انتقاداته نحو أويحي، الذي وصفه بـ “الغراب” الذي يسعى وراء كرسي الرئاسة بعد وفاة الرئيس بوتفليقة، مستدلا على ذلك بعدم حضور زعيم “الأرندي” إلى تجمع قاعة البيضاوية الذي خصص لمساندة ودعم برنامج الرئيس والجيش الجزائري، معتبرا أن تغيب الأخير عن “الحدث الوطني” خطأ سياسي فادح.
ولم يقف سعداني عند هذا الحد، حيث اتهم في مداخلة له بالإذاعة الحكومية أويحيى بتوظيف البند 51 من الدستور الجديد لقطع الطريق أمام إطارات جزائرية خارج البلاد لتقلد مناصب المسؤولية.
وأكد زعيم “الأفلان”، أن البند 51 من الدستور الذي تمت المصادقة عليه قبل مدة، قطع الطريق أمام مساهمة ما يناهز 6 ملايين جزائري مقيمين بالخارج، في صناعة القرار السياسي وتبوأ مناصب سامية في الدولة، بذريعة الحفاظ على السيادة القومية وصيانة القطاعات الإستراتيجية.
الدفاع عن الهارب العائد
دافع زعيم الحزب الحاكم عن وزير الطاقة السابق شكيب خليل، العائد إلى البلاد بعد ثلاث سنوات من الفرار إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث وصف الأخير بأحد أبرز إطارات الجزائر الذين عانوا من ظلم المؤسسات الرسمية الجزائرية، في إشارة واضحة إلى جهاز المخابرات المنحل الذي أشرف على التحقيق في ملف “سوناطراك2” الشهير.
وأكد سعداني أن “شكيب خليل كان من بين مئات الإطارات الذين راحوا ضحية حملة “الأيادي النظيفة” التي قامت بها الدولة خلال فترة التسعينيات بدعوى تطهير البلاد من الفساد وسوء التسيير، إضافة إلى أنه من الإطارات التي أبعدت عن البلاد عنوة لترك المجال أمام آخرين.
واسترسل سعداني في دفاعه عن وزير الطاقة السابق، أحد المتهمين في ملف “سوناطراك”، بالضلوع في قضية فساد مالي وتلقي رشاوى، حيث قال “يتوجب على الذين يوجهون تهم الفساد والرشاوى إلى شكيب خليل أن يأتوا بالدليل”، مشيرا إلى أن مكان الأخير وسط أهله وبلده الذي بات بحاجة ماسة إلى خبرته وكفاءته.
وتتوقع عدة أطراف سياسية حضور وزير الطاقة السابق لندوة “الجدار الوطني” التي تعقد اليوم الأربعاء بقيادة حزب جبهة التحرير الوطني في العاصمة الجزائر، والتي تهدف إلى دعم برنامج الرئيس بوتفليقة والتضمان مع الجيش الوطني للحفاظ على سلامة ووحدة البلاد من التهديدات الأمنية.
ويرى مراقبو الشأن الجزائري، أن عودة خليل إلى البلاد ومشاركته في مثل هذه المناسبات السياسية، قد يكون إشارة واضحة من النظام على مقدمة عودة الأخير مستقبلا إلى مركز القرار في البلاد.
المعارضة مجرد ندابة جنائز
ولم يفوث زعيم “الأفلان” الفرصة لتوجيه سهام انتقاداته إلى المعارضة الجزائرية، التي اتهمها بـ “تصيد الفرص والكراسي”، مشبها إياها بـ “الندابة في الجنائز” والتي تسعى خلف كرسي الرئاسة دون الخوض في المشاكل الأمنية التي تهدد البلاد.
وقال سعداني أن المعارضة السياسية في البلاد تسعى إلى تصيد الفرص وكرسي الرئاسة، في إشارة إلى المطلب الذي تقدمت به “تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي” والذي يقضي بإقرار شغور كرسي الرئاسة نظرا إلى الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
ووجه زعيم “الأفلان” تحذيراته إلى أحزاب المعارضة، مؤكدا أنها تحاول إضعاف الجبهة الداخلية عوض الخوض في التهديدات الجدية التي تواجد البلاد، في إشارة إلى التهديدات الإرهابية واحتمال التدخل العسكري الغربي في ليبيا تبعاته على دول الجوار.
وبالمقابل، تعتزم المعارضة السياسية، في ظل تقلص فرص تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة نظرا إلى تمسك أحزاب الموالاة باستكمال الرئيس بوتفليقة لعهدته الرئاسية الرابعة المقرر انتهاؤها في 2019، إنشاء هيئة مستقلة تعنى بالإشراف على الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
إلى ذلك، تشدد المعارضة الجزائرية على حل المشاكل الداخلية التي تعرفها البلاد، والتي عمدت أحزاب الموالاة إلى تعليقها على “شماعة الإرهاب”، حسب قولها.
إقرأ أيضا:الجزائر: هل يحاول النظام تبييض صفحة شكيب خليل الفاسدة؟