جاء هجوم بن قردان يوم أمس الإثنين ليزيد المخاوف من حدوث الأسوأ في تونس في القادم من الأيام، بعد أن اتضح جليا أن تنظيم “داعش” عازم على الاستمرار في سياسة استهداف البلاد وتقويض أمنها الداخلي.
وخلفت العملية، التي قالت السلطات التونسية إن عدد منفذيها بلغ خمسين مسلحا، مقتل 35 مسلحا و18 شخصا آخرين ما بين مدنيين وعناصر أمن.
السلطات التونسية أوضحت أن “داعش” سعى من خلال الهجوم إقامة إمارة في المدينة القريبة من الحدود مع ليبيا، من خلال محاولة عناصره للسيطرة على ثلاثة مراكز أمنية كبرى هي ثكنة للجيش ومنطقتين للحرس والأمن الوطنيين.
في حوار له مع موقع l’Orient le Jour، أكد الباحث الفرنسي المهتم بالشأن التونسي وبالجماعات المتطرفة، دافيد تومسون، قال إن رمزية الهجوم على بن قردان، تكمن في جملة قالها أبو مصعب الزرقاوي، الذي يعد الأب الروحي لتنظيم “داعش”، إبان معركة الفلوجة بالعراق عام 2004.
حينها قال القيادي الأردني في تنظيم “القاعدة” آنذاك “إن في تونس مدينة صغيرة اسمها بن قردان لو كانت قرب الفلوجة لحررت العراق”.
هذه القولة تفيد في نظر تومسون أن حتى في ذلك الوقت، كان الحضور التونسي في صفوف الجماعات المسلحة بالعراق معتبرا، مشيرا إلى أن ذلك قد يعني أيضا أن بن قردان كانت تشكل حينها ولربما نقطة عبور مهمة للمقاتلين التونسيين إلى ليبيا في طريقهم نحو العراق.
إقرأ أيضا: هل تشكل “داعش” خطرا آنيا على الجزائر؟
لكن الباحث الفرنسي أعرب عن تشكيكه في كون عدد المقاتلين المنحدرين بن قردان، والذين يلتحقون بجبهات القتال في الشرق الأوسط أو ليبيا، أكبر بالضرورة من عدد أولئك المنحدرين من سيدي بوزيد أو بنزرت.
هجوم بن قردان يشكل أيضا، حسب دافيد تومسون، على تدهور الوضع الأمني الذي بدأ منذ نهاية 2012، متوقعا في الوقت نفسه استمرار هذا التدهور في الأشهر والسنوات المقبلة.
“أعتقد أن خطرا كبيرا يداهم تونس. بعبارة أخرى، قد يتحول الوضع إلى حالة من التمرد في تونس مع عودة المقاتلين بالخارج. إذا ما احتكمنا إلى تقديرات الأمم المتحدة، هناك أزيد من 4 آلاف تونسي التحقوا بالعراق، وهناك ما بين 1000 و1500 مقاتل تونسي في ليبيا، أغلبهم ضمن تنظيم داعش”، يقول دافيد تومسون.
ويضيف الباحث الفرنسي أنه داخل صفوف “داعش” يبقى التونسيون “هم من يقاتل أكثر ومن لديهم إصرار أكبر. وفي كل بياناتهم وأشرطتهم المصورة، يعبرون بوضوح عن عزمهم شن هجمات إرهابية في تونس. يخشى حدوث الأسوأ في تونس”.