العامية والفصحى في القاهرة والرباط

نحيي ـ بكل اعتزاز وإكبار ـ مجمعنا الموقر مجمع اللغة العربية بالقاهرة بصفته مجمعاً رائداً أخذ على نفسه منذ اللحظة الأولى إمداد العروبة بالرصيد الأصيل للغة الضاد لغة العلم والحضارة والتكنولوجية. وقد وفَّى في شمولية نادرة وعمق وبعد كبيرين بهذا الوعد الخطير، مما جعل منه المنتدى العروبي الوالد الذي برهن بمنجزاته الرائعة على أن لغة القرآن كانت ولا تزال منبع الكلمة الرصينة الجزلة الطيعة ذات المحتوى العلمي والحضاري الدقيق.
وقد كان لإبداعات مجمعنا الذي يضم في رحابه العامرة أقطاب الفكر وجهابذة العلم من أبناء الوطن العربي القول الفصل في سيولة الكلمة وشيوعها. فهنيئاً لمجمعنا وهنيئاً للعروبة بهذا الكيان الذي تنضوي تحت رايته معتزة فخوراً.
العامية هي ما يسميه الجاحظ بلغة المولدين والبلديين (البيان والتبيين، ج 1، ص. 111). وقد لاحظ أن في كل مدينة ألسنة ذلقة، غير أن اللحن كان فاشياً في العوام (ص. 111).
وقد تحدث أحمد أمين عن العامية في القرن الرابع فقال: »إن اللغة العامية أصبح معترفاً بها يبحث في ألفاظها وأساليبها، وينتقي منها خيرها إلا بعض علماء كأبي العلاء المعر0ي«(ظهر الإسلام، ج 2، ص. 100).
وأغلب الأصول والقواعد الأساسية مشتركة بين الفصحى والعامية حتى ما يتصل بالقلب والإبدال والتسهيل والترخيم والنحت وغير ذلك. وتمتاز العامية بمظاهر بسيطة تجعلها في بعض الأحيان أكثر إيغالاً في القلب والتسهيل.
ولهذه الوحدة الأصيلة أمثلة لا تنفرد بها العامية في قطر عربي دون آخر، بل تمس اللهجات الدارجة في معظم أجزاء العالم العربي. فمن مجالي التخفيف في اللسان الفصيح والتي أثرت في ألسنة العامة وجود مترادفات يختلف بعضها عن بعض بإضافة حرف واحد. وقد اختار الدهماء لتخاطبهم اليومي أخفها نطقاً وإن كان أكثرها أحرفاً، مما يؤكد أن عقلية العامة لا تنحرف عادة عن الأصيل إلا إذا لم تجد في صيغه ما يتفق وطبيعتها الميالة إلى التسهيل.
وتوجد في مجمع اللغة العربية بالقاهرة لجنة للهجات من أهدافها استقراء الألفاظ والتراكيب الجارية على ألسنة أهل الأقطار العربية من الناحية الصوتية ومن ناحية المعنى وتدوين هذا في معاجم وأطالس لغوية. وقد اتخذت اللجنة لهجة القاهرة مقياساً. وترتكز اللجنة في هذا البحث على تنقل القبائل، لما له من أثر كبير في لهجات الأقاليم وتطورها واختلافها (مجلة المجمع، ج 7).
وهناك مترادفات يختلف ترتيب حروفها مثل جبذ وجذب (جبذ) وخربش وخرشب العمل، أي لم يتقنه.
أما النحت، فأمثلته كثيرة: ويلمه وهي منحوتة من أصلها (ويل لامه).
صبحه، أي: قال له صباح الخير.

مساه: قال له مساء الخير.
تويل: قال يا ويلي.
فسقه: قال له يا فاسق.

ما شا الله ـ (ما شاء الله) ـ ما طيبو ( ما أطيبه) ـ محلاه (ما أحلاه)، إلخ.
ومن أمثلة الإتباع أو الإبدال بالمعنى نفسه: العجر والبجر ـ حيص بيص ـ هين لين (سهل) ـ هش بش (مسرور) ـ الكوع والبوع (كعو وبعو) ـ الجوع والنوع ـ شيطان ليطان ـ حسن بسن، إلخ.
وهناك مئات الكلمات تحكي الأصول أو الحركات وتتحد فيها اللهجات.
أما الصيغ، فكثيراً ما تتخذ الوزن نفسه في العامية والفصحى للتدليل على المدركات نفسها، كالمبالغة والتفضيل والبقية والسقاطة والتظاهر والتشبيه أو التشبه والوصف مثل كنز (مكنوز) وعلاج (دواء) ووقف (موقوف) وغصب (مغصوب). وتفاقر (أظهر الفقر)، وتباكى وتجاهل وتماوت وتناعس وتشيطن وتفحل وتفرعن وتفرنج وتمدن وتوحش وبخل وجهل وسفه وضعف وفسق وغلط وكفر وأحمق (أي موصوف بالحمق) وأبله وأعمى.
ويجمع المذكر في اللسانين بإضافة تاء مربوطة إلى المفرد مثل: حمَّارة (أصحاب الحمير) وخيالة ورحالة وعسالة (أصحاب العسل). وتشترك الفصحى والعامية في الاشتقاق المنطقي من ألفاظ ذات معنى حسي مجرد كالحمام من حم الماء، أي سخنه ومخدة من الخد والسماء من سما، أي ارتفع.
وقد تعددت اللهجات في الجاهلية بتعدد القبائل الكبرى وخفت أوجه الاختلاف بما استوثق إذ ذاك من صلات في الأسواق الإقليمية والمبادلات التجارية والمصاهرات. وقد أدت قريش دوراً هامّاً في انتقاء أجود اللغات، فنسقت واجتبت أفضل لغات العرب حتى صارت لغتها أفضل لغاتهم (لسان العرب) فنزل القرآن بها وازدادت مظاهر الوحدة تحت راية الإسلام بالرغم عن الفوارق القبلية البسيطة التي ساندتها أحرف القرآن السبعة. وقد احتفظت ألسنة جهوية بميزات خاصة »من حيث التصريف والهيئة والإبدال وأوجه الإعراب والبناء« (متن اللغة، ج 1، ص. 47). فقريش مثلاً تفتح نون المضارعة وأسد تكسرها والحجازيون يثبتون ما النافية وتميم تهملها. أما الاختلاف في الأسماء، فلا يكاد يظهر إلا في حمير التي ظلت محتفظة بكثير من مفرداتها (المدية الحميرية بدل السكين).
ويتجلى الاختلاف بين لهجات العرب في مظاهر مختلفة كالإظهار والإدغام والإشمام والتفخيم والترقيق والمد والقصر والإمالة والفتح والتسهيل والإبدال وهو اختلاف في الصور الظاهرة لمخارج الحروف مع وحدة اللفظ. وقد عرف العرب منها قديماً العنعنة عند تميم وقيس (إبدال الهمزة عيناً) والكسكسة عند ربيعة (إبدال كاف الخطاب شيناً) والغمغمة عند قضاعة (وهي إخفاء بعض الحروف) والفخفخة عند هذيل (إبدال الحاء عيناً مثل حتى وعتى) واللخلخانية في عمان واليمن (وهي حذف همزة ما شاء الله مشا الله) والتلتلة في بهراء وهي كسر تاء المضارعة (تِلعب) والوتم عند أهل اليمن (قلب السين المتطرفة تاء كالنات في الناس).
وقد لاحظ الأستاذ فريد أبو حديد (مجلة مجمع اللغة العربية، ج 7، ص. 205) أن حركة الكسر تكاد تكون شائعة في كثير من الدول العربية. مثال ذلك كسر آخر الاسم المضاف إلى ضمير المؤنثة المخاطبة فيقولون في الشرق أنت مالك (يقول المغاربة »مالك« بفتح اللام) هي لهجة لخم التي تكسر ما قبل كاف المخاطبة.
والوكم والوهم عند ربيعة وكلب (كسر كاف الخطاب وهاء الضمير): عليكم، عنهم) والاستنطاء (في لغة سعد بن بكر وهذيل والأزد وقيس والأنصار) هي قلب العين الساكنة قبل الطاء نوناً (أنطى ـ أعطى) وما زالت مظاهر ذلك إلى الآن عند الأعراب.
والمشترك نفسه يرجع لتعدد الألفاظ للمدلول الواحد بين القبائل كما أن في اللغة الموحدة نفسها اختلافاً في الأبنية من لغتين إلى ثلاث عشرة لغة (عباءة ـ عباية، إلخ).
وقد أرجعت أصول الكلمات الواردة في القرآن إلى خمسين لهجة من لهجات القبائل، علاوة على وجود كلمات معربة.
وظهر الانحراف في الحركات الإعرابية منذ صدر الإسلام، فسار العوام في منهجهم المنحرف واستفحل هذا الزيغ اللغوي باختلاط العرب بالأعاجم بعد الفتوح. فهب علماء اللغة لتقويم العامية وإرجاعها إلى أصالتها الفصحى، وتجلى هذا المجهود في “أدب الكاتب” لابن قتيبة و”درة الغواص” للحريري، فخف البون بين الفصحى والعامية، إذ روعيت شساعته في اللغات الراقية اليوم وبقيت العامية في جميع مظاهرها لغة عربية محرفة الشكل غير مضبوطة القواعد.
وتجلى هذا الانحراف كما سنرى في عامية الشمالين الشرقي والغربي للقارة الإفريقية، أي مصر والمغرب.
وقد أشار الثعالبي في “فقه اللغة” (طبعة 1978 ـ 1959، القاهرة، ص. 450) إلى أسماء فارسيتها منسية وعربيتها محكية أوصلها إلى واحد وأربعين ومئة، منها البياع والدلال والبقال والجمال والطراز والخياط والند والبخور والغالية والحناء والمضربة والقمري والربعة والخرج والدواة والمرفع والفتيلة والمجمرة والمزارق والطبل والشكال والقلية والهريسة والعصيدة. وقد دخلت كلها في عامية البلدين.
ثم ذكر (ص. 453) أسماء تفردت بها الفرس، فعربها العرب أو تركوها منها: الإبريق والكوز والطبق والقصعة والسندس والياقوت والبلور والسميذ والكعك والسكنجبين والجلنجبين والفلفل والكروياء والقرفة والزنجبيل والسوسن والياسمين والمسك والعنبر والكافور والقرنفل.
وقد تأثرت العامية المغربية بالفارسية عن طريق الدخيل في المعجم العربي لا بكيفية مباشرة كما هو الحال في مصر، لأن المغرب ظل في منحى عن التأثيرات الفارسية.
ويختلف هذا التأثير في الأقطار الأخرى. ولعل الدخيل من الفارسية في لغة العراقيين يوازي الدخيل فيها من التركية، خلافاً لما عليه الحال في مصر؛ فإن معظم الدخيل فيها في لغتها الشائعة من التركية، ثم من اللغات الإفرنجية (محمد رضى الشبيـبـيّ، مجلة مجمع فؤاد الأول للغة العربية، ج 8، ص. 131).
وديوان العراق لم ينقل من الفارسية إلى العربية إلا في عهد الحجاج الذي أمر بذلك كاتبه صالحاً بن عبد الرحمن الذي كان يتقن اللغتين (تاريخ ابن خلدون، المجلد الأول، القسم الثاني، ص. 437).
وكذلك شأن اللغة التركية مثل باشا وبكرج (إناء معدني) وخازوق وتخوزق (التخوزيق) وسنجق وطابور وطز (للاستهزاء والاستياء) وطوبجي (مدفعي) وصابونجي وجبدولي (صدرية) وجامكية (مرتب عسكري في عبد الموحدين) وخواجي (تاجر) وبابوشة (بابوج) وبازار وباشادور وبرنامج، إلخ.
ومن الكلمات العربية المقتبسة من اليونانية على ما يقال: ياقوت، وملوخية، ومصطكى، ولوبياء، ولجنة، وكروياء، وكرنب، وكافور، وقيطون، وقيراط، وقيثارة، وقنطرة، وقنب، وقمقم، وقلم، وقصدير، وقرنفل، وقرميد، وقانون، وقالب، وقارب، وقادوس، وفندق، وفنار، وفلس، وفص، وفخ، وطاجن، ورطل، ودلفين، ودرهم، وتؤلول، وبلغم، وبجماط، وبطاقة، وبارود، وأوقية، وإقليم، والألماس، والرز.
أما اللاتينية، فقد استمدت منها اللهجتان الفصحى والعامية ألفاظاً يقال إن منها إسطبل، وبوق، ودينار، وسجل، وصراط، وصاقور، وطرطور، وقرصان، وفرن، وقفة، وقلنسوة، وقميص، وقنديل، وقنطار، وكوفية، ومد (مكيال) ومنديل، وميل، إلخ.
وبينما كان التأثير الإسباني في اللهجة المصرية منعدماً، إذا هو يتخذ طابعاً عميقاً في العامية المغربية، نظراً للتبادل الموصول بين الأندلس والمغرب خلال الحكم الإسلامي، أي طوال ثمانية قرون. وبعد ذلك بثلاثمئة عام، احتل البرتغاليون والإسبان في غضونها مراكز هامة في شواطئ البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلنطيقي من المغرب.
وقد ذكر برونو Brunot (“هسبريس”، 1949 ـ العددان الثالث والرابع) أن اللغة الرومانية اللاتينية أمدت العامية عن طريق الفصحى بألفاظ مثل مد وقصر أو مباشرة بكلمات مثل الطابية وكرزية وكركور، وذكر أن لفظ قنديل (Candi) مقتبس من اللفظ العربي quindid وأن الكفة مأخوذة من التركية.
ولاحظ في مقدمة مذكراته حول المفردات البحرية بالرباط وسلا أن وفرة الألفاظ الإسبانية الدخيلة في هذه المفردات تدعو إلى نسبة بعض الكلمات إلى أصل يوناني لاتيني. وهذا الغلط هو الذي وقع فيه سيموني (Simonet) في “معجمـ”ـه (Glosario) حيث ذكر مثلاً أن الشابل (alose) مستمد من اللفظ اللاتيني sapidus. وقد أعطى برونو صورة عن مروح التأثيرات الأجنبية في العامية البحرية بالرباط وسلا، فذكر أنه بالإضافة إلى 455 لفظ عربي يوجد 217 كلمة إسبانية و30 لاتينية يونانية و6 فرنسية وإيطالية و6 إنجليزية وكلمة واحدة برتغالية وعشر كلمات بربرية وعشر تركية وإحدى عشرة كلمة مشكوك في مصدرها، وذلك من مجموع يبلغ 753 لفظة. ويلاحظ هنا قوة تأثير العربية الفصحى في موانئ أخرى في المغرب مثل مستنغانم بالجزائر. ففي الرباط مثلاً تسمى chaloupe بالعشارية، وفي مستغانم ببوطة من bota الإسبانية.
على أن البرتغالية قد تأثرت باللهجة المغربية حيث كان البرتغاليون يراسلون بالعجمية التي كانت عبارة عن برتغالية مملوءة بالألفاظ المغربية وكانوا يكتبونها بالحروف العربية (كواساك ((Coissac de Chavrebière، تاريخ المغرب، ص. 273).
ولعل أول نواة حضارية عربية تلقاها المغرب بعد الفتح الإسلامي قد جاءته عن طريق القيروان التي بدأت تنصهر فيها الحضارة الأموية بعد مرور ثلاثة أرباع قرن على الهجرة، فأقيمت المساجد والدواوين والمصالح والدور الصناعية على غرار ما عرفته مصر والشام.
فأول مسجد على النسق المعماري الإسلامي في المغرب هو ذلك الذي بناه سعيد بن صالح الحميري في نكور في نهاية القرن الأول استمد في تصميمه من جامع الإسكندرية التي ظلت مهبط الرواد المغاربة وعلى رأسهم الصوفي أحمد البدوي دفين طنطا. وكانت البساطة آنذاك هي طابع الفن المعماري الذي لم يعرف بعد المقرنصات ولا التعاريج العربية.
والواقع أن انعدام الاقتباس من الطبيعة والإمعان في دراسة الرياضيات ونزعة الإبداع حدت مسلمي الأندلس والقيروان ومصر ثم المغرب إلى التسطيرات الهندسية الساذجة. ومما يبرز تأثير الأندلس إحداث الموالي الصقالبة لقرية تحمل اسمهم فوق مدينة نكور (البكري، المسالك والممالك، مطبعة الجزائر، 1911، ص. 97) أو منح اسم القاهرة تيمناً وإجلالاً لمركز في قلب الأطلس بقبيلة بني دويران.
ولعل الوحدة السياسية التي حققتها الدولة البربرية في المغرب الكبير قد تجلت خاصة في تجديد الاتصال بين الفن المغربي الأندلسي والفنين المصري والعراقي السائدين في بجاية ومهدية وتونس الخضراء. وبذلك تعززت الوصلة بين جناحي العروبة، واندرجت في المجتمع المغربي مصطلحات كانت عصارة الاحتكاك الموصول.
وقد كان للأندلس أثر على بعض مظاهر الحضارة المصرية، نظراً لهجرة طائفة من الغرناطيين إلى بلاد الكنانة([1]). ففي عام 1019 هـ هاجرت ألوف الأندلسيين إلى فاس وألوف إلى تلمسان وجمهورهم من تونس فتسلط عليهم الأعراب ونهبوا أموالهم في تلمسان وفاس وسلم أكثرهم في تونس وتطوان وسلا وفسحة الجزائر ووصل جماعة إلى قسطنطينية العظمى ومصر والشام (نشر المثاني عن نفح الطيب، ص. 101).
ففي الحقل العمراني يلاحظ أن »قصر البديع« الذي استغرق بناؤه زهاء العشرين السنة (986 هـ ـ 1002 هـ) يبرز لنا مدى التطور الحاصل في الفكر الحضاري ولغته. فقد ظهرت معه فنون طريفة ومصطلحات فريدة كالرخام المجزع والزليج الملون والقباب الخمسينية كتبت في أبهائها الأشعار بمرمر أسود في أبيض تذكرنا بروائع الأندلس. فمن شعر أبي فارس عبد العزيز الفشتالي يصف فن هذه الروائع:

فإنها والتبر سال خلالها
وكأن أرض قراره ديباجة
وكأن موج البركتين أمامه
صـفـت بــضـفـتهـا تـماثيـل فـضـة
وشي وفضة تربها كافور
قد زان حسن طرازها تشجير
حركات سحب صافحته دبور
مـلك الــنـفـوس بحسـنـهـا تـصـويـــر
وقد كتب بجدران المصرية المطلقة على الرياض:
بـاكـر لـدي مـن السـرور كـؤوســا
وارض الـنـديــم أهـلــة وشـمـوســــا

(المصرية، أي الغرفة الواقعة في طبقة عليا (العلية بالفصحى). ولعل لوجود طبقات في الأبنية منذ القديم بمصر أثراً في هذه التسمية).
ولا يخفى ما لتوازي الأصلين القبطي والبربري من أثر في تكييف كثير من أوجه الشبه بين العاميتين، بالإضافة إلى تأثير مظاهر الأصالة العربية في فصحى المغرب وعاميتها عن طريق القوافل التجارية ومراكب الحجيج ورسل الفكر من كبار الرحالين منذ القرن الهجري الثاني لعظيم ما اكتسبوه على طول منازلهم بأرض الكنانة.
لقد كان لكثير من القبائل العربية التي دخلت المغرب لهجات محرفة عن لهجة قريش التي نزل بها القرآن؛ ولكن تطورها اللغوي لم يخرج عن النطاق العادي في تبادل التأثير بين الفصيح والعامي، لأن المغرب ظل بعيداً عن التأثيرات الفارسية والرومية والتركية، وعاش في إطار مقفل طوال قرون تمكن خلالها من الحفاظ على كثير من معطياته اللغوية. فكان الخلاف أقل بين الفصيح والعامي. ويتجلى ذلك في المصطلحات المستعملة في كثير من مرافق الحياة. ولعل أبرز مظهر لعراقة المحتد العربي في قبيلة أو إقليم يتجلى في صفاء لسانها. وقد ارتكز ابن خلدون لتحقيق الأرومة على عنصرين هما: الموطن والعجمة (التاريخ، ج 6، ص. 96)، وإن كان الموقع الجغرافي لا يمثل في نظرنا عاملاً جوهرياً لإمكانية الهجرة في فترات سالفة.
ومن الصعب أن نميز بعد التفاعل اللغوي الناتج عن ارتباط الأقاليم بين ما جد وما تلد في هذه اللهجة. غير أننا إذا قارنا بين المصطلحات المستعملة في هذه القبيلة والتي تتبع المستعرب الفرنسي لوبينياك عام 1916 الكثير منها في كتابه “نصوص عربية في زعير” (طبعة باريس، 1952)، لمسنا مدى الصفاء الملحوظ في الكثير من الكلمات التي درجت على ألسنة العامة من أهل زعير مما لا نجد له مثيلاً إلا عند القبائل التي لا يتطرق الشك إلى عروبتها كالشاوية. وقد أشار كثير ممن درس أنساب الفصائل السلالية المغربية إلى أن القبائل الرحالة في سهول المغرب الغربية وأقاليم عبدة ودكالة والشاوية وشرقاً بالحدود الجزائرية ما زالت تحتفظ بعروبتها الأصيلة التي طبعتها منذ الفتوح الأولى. وقد أثر ذلك في العنصر البربري حيث لوحظ أن عامية القبائلية بالجزائر تشتمل على نحو ثلث الألفاظ العربية (كوستاف لوبون، حضارة العرب، الطبعة الفرنسية، ص. 250). ولا يخفى ما تتسم به لهجات الأندلس وإفريقيا الشمالية من صفاء، بالرغم من عدم تقيدها بالهندام الشكلي للفظ، وبالرغم من الألفاظ البربرية التي تسربت إلى الأقاليم العربية نفسها. على أن الكثير من الكلمات التي يزعم بعض اللغويين رطانتها يتضح أصلها العربي بعد التحليل. فقد نشرت مثلاً مجلة “مجمع اللغة العربية” (ج 8، ص. 326، عام 1955) بحثاً للأستاذ شارل كونتز خبير لجنة اللهجات حول أثر اللغة العربية في عربية المغرب أورد فيه نماذج من الصيغ والكلمات الدخيلة التي ترجع إلى أصل بربري. وقد وفق الأستاذ في طائفة من الكلمات، ولكنه لم يتحر في مقارنة الأصل العربي المحتمل لطائفة أخرى مثل:

1 ▄ أملوس (الوحل) الذي يمكن مقارنته باللفظ العربي (الملس)، وخاصة الملص، بمعنى الزلق؛ إذ أعظم خاصية في الوحل أنه مدعاة للزلق.

2 ▄ داليس (الخيزران) bambou تقارن بالدلس، وهو نبت يورق آخر الصيف، ومعروف أن الخيزران لا يترعرع إلا في الحرارة وفيه عشرات الأنواع.

3 ▄ المازوزي (الأخير من النتاج). ويظهر أنه مشتق من »مزز« الفصحى، حيث يقال: »فعلته على مزز«، أي على مهل. فالمازوزي يأتي متأخراً كأنه يتمهل في انبثاقه.

4 ▄ قطوس (قط): من مميزات العامية سواء في المغرب أو بعض الأقطار العربية كسوريا ولبنان نقل بعض الصيغ من فعل أو فعلل أو أفضل إلى فعلول مثل أحق وحمقوق أو حموق وبط (كالبطة في السمن) وبطبوط وخنفر أو مخنفر وخنفور. فيمكن القول إذن بأن »قط« العربية أعطت »قطوس« العامية.

5 ▄ أقراب، وهو الخرج أو الجراب من القراب (لأن أداة التعريف بالبربرية هي الهمزة للمذكر والتاء المتصدرة، أي في أول الكلمة؛ والمتكسّعة، أي في آخرها).

6 ▄ ساط، بمعنى نفخ. ولعلها من ساط الفحم، أي خط بعضه ببعض ليتقد كله إذا كانت النار لم تمس سوى جانب دون آخر. والبادية تستعمل الكثير من ذلك، كالمسوط للتحريك والنفخ. وقد ورد في “المعجم الوسيط” أن المسجر هو الخشبة التي تسوط بها الوقود في التنور.

7 ▄ كفس، بمعنى لطخ بسواد أو فضح أصلها كفس، أي أعوج، والتكفاس بالعامية الاعوجاج، إلخ.
وقد تحدث كرد علي عن »عجائب اللهجات« (مجلة مجمع اللغة العربية، ج 7، ص. 128، سنـة 1953) فقـال: »لعل الدخيل كان نادراً في أرض الأندلس، لأن الأمويين توخوا الوحدة في كل شيء«، إلى أن قال:
وكانت اللهجة الأندلسية من أجمل اللهجات نقلها أهلها بعد الجلاء إلى البلاد التي نزلوها: مراكش والجزائر وتونس ومصر والشام، ولعلها كانت لقربها من الفصحى أشبه بلهجات اليمن والحجاز، والأندلس استعملت ألفاظاً فصيحة ما استعملها العراق ومصر والشام.
ولاحظ فليش (Fleisch) في “المدخل لدراسة اللغات السامية” (ص. 101) أن لهجة المثقفين العامية تقتبس من الفصحى اللغوية بكيفية خاصة. ويعني بذلك أنها لا تتقيد كثيراً بالأوزان والصيغ.
وإذا أردنا أن نبلور مدى تأثير لهجة مصر في المغرب، وجب أن ننظر بين عاميتي القاهرة والرباط. إذ التوافق ملحوظ في اللهجة العامية بين القاهرة والرباط عدا خلاف بسيط في الشكل مثل بات وباح يبات ويبوح بكسر فاء المضارع في القاهرة وبتسكينه في الرباط. وقد نشرت “مجلة مجمع اللغة العربية” (ج 7، ص. 319) تسعاً وخمسين كلمة بصدد دراستها للهجة القاهرية، ولاحظنا من بينها خمساً وثلاثين لفظة مشتركة في المادة عدا الخلاف الشكلي المذكور. ومن بين أمثلة ذلك: بخس يبخس بكسر الخاء في القاهرة وفتحها بالرباط، وبدا يبدي (ق) ويبدأ (ر) وبدر يبدر وبرق يبرق وبرم يبرم وبشر يبشر بضم عين الكلمة (ق) بدل فتحها (ر) وبطأ يبطئ بكسر الطاء (ق) وفتحها (ر) وبل (ق) عوض بلل (ر). يضاف إلى ذلك تباين خفيف في النطق (ترقيقاً وتفخيماً وإمالة، إلخ) مع المؤثرات اللغوية الخاصة كالتركية على نسق التأثير السرياني والنبطي في الشام. وهنا نورد مفردات تفاعلت خلال التاريخ في نطاق مؤثرات موحدة أو مختلفة:

ـ ء ـ

أبو جعران: كنية الجعل بوجعران.
أبو علي: الرجل اللطيف الكريم (مصر)؛ وأبا علال: في المغرب كناية عن الفقر المدقع.
أتسرق، أي أنسل خلسة من انسرق (المغرب)؛ ويقال: انسرأ في (مصر).
اعشاري، أي عشري نسبة إلى عشرة (مصر والمغرب).
امتا، أي متى (ويقال أيضاً يمتى في المغرب وميته بالإمالة في الصعيد المصري).
انفضح، بمعنى افتضح في مصر؛ ويحتفظ المغرب باللفظ الفصيح وهو افتضح، لأن المغرب لا يستعمل صيغة انفعل إلا لمعنى المطاوعة.
أور عينيه (مصر)، قلعهما أو عورهما؛ ويقال خور عينه بالمغرب. ولعل الكلمتين من قار يقور قوراً، بمعنى العور.
ايس لغة في يئس، وهي مستعملة في البلدين.
ايش، بمعنى أي شيء. خفف منه. نص عليه ابن السيد في “شرح أدب الكاتب” وصرحوا بأنه سمع من العرب (شفاء الغليل، »ايش«، ص. 15).

ـ ب ـ

باب الفتوح: إحدى أبواب القاهرة وفاس.
بابوج: بابوش (كلمة فارسية): حذاء.
باس: قبل، والبوس التقبيل (يقال بأنه فارسي معرب) (شفاء الغليل).
باسل: فلان باسل أو كلامه باسل، أي ثقيل لا معنى له.
الباع: مقياس يمتد من طرف أصابع اليد إلى طرف أصابع الأخرى. وتقول العامة في مصر والمغرب: »فلان باعه طويل«، أي له قدرة ونفوذ.
بتاع: هذا الشيء بتاع فلان، أي متاعه أو في ملكه (متاع في المغرب).
بحلق بعينيه: أي حدق النظر وحملق.
برا: أي في الخارج، ومنه براني، أي غريب وأجنبي.
البربر: لفظ يطلقه المصريون على سكان النوبة لبربرتهم، أي كثرة كلامهم وجلبة لسانهم ويطلقه العرب في المغرب على سكانه الأصليين للسبب نفسه.
برطم: تكلم بكلام غير مفهوم (بركَم في المغرب).
برمكي: معناه في مصر فاقد الغيرة، ذو أعمال جنسية شائنة. أما في المغرب، فمعناه الكريم نظراً لكون البرامكة كانوا في عهد الرشيد موصوفين بذلك.
بريمة: مثقب (لعلها مشتقة من الإيطالية Barrena).
البزبوز: القصبة أو القضيب المجوف، ويطلقه المغاربة على أنبوب الصنوبر.
بسبس: دعوة الهر إلى الطعام، يقال له بس بس بس (بفتح الباء في المغرب وكسرها بمصر).
البشماط: المرادف العربي للبشماط هو الكبنة، أي الخبز اليابس (المخصص)، (البقسماط في مصر).
بشويش (بفتح الباء في المغرب): أي بتؤدة وهدوء. يقال: »تكلم بشويش«.
البصارة: تصنع من الفول المطبوخ بماء وتوابل وبصل وسمن.
بصبص الكلب بذنبه، حركه.
بطال: عاطل من العمل، تعطل الأجير فهو بطال.
بطنطة: ضريبة التجارة.
البعبع: ما يخوف به الصبيان (بعو بالمغرب).
البعصوص: أي العظم الصغير الذي بين إليتي الإنسان. ويستعمل عامة المغرب الكلمة الفصحى.
بعيد: يقال: »هو البعيد«، أي الأجنبي.
بغل: »فلان بغل«، أي غبي. ومن العادات المشتركة بين مصر والمغرب أن البلغة إذا حملت وولدت، فهذا دليل على انتهاء عمر الدنيا.
البقال: حسب “القاموس” ـ بمعـنى »بياع الأطعمة« عامية، والصحيح »البدال«. وقد ورد في “فقه اللغة” أن البقال بمعنى بائع البقول معربة عن الفارسية (المغرب ومصر).
بكرج: وعاء القهوة، ويسمى في المغرب بقرج ومقرج، وهي كلمة تركية معناها: غلاية.
البلغة: حذاء من جلد أصفر »ويظهر أن أصله من فاس في المغرب، لأنهم ينادون علهيا البلغة الفاسية« (أحمد أمين، قاموس العادات، إلخ، ص. 95).
بندير: آلة للطرب كالدف ولعل أصلها إسباني (bondera).
بنديره: العلم، وهي إيطالية (bandiera).
بهدله: أي احتقره واستخف به (الشعراني، لطائف المنن، ج 1، ص. 175).
البوري: سمك ينسب إلى قرية بساحل مصر قرب دمياط، وذلك حسب ياقوت (شفاء الغليل، ص. 46).
بوغاز: أي مضيق. كلمة تركية عربيها الزقاق كغراب، وهو مجاز البحر مثل ما بين طنجة والجزيرة الخضراء (المغرب ومصر).
بونية: عربيها جمع الكف (القاموس)، وهي فرنسية الأصل (المغرب ومصر).
يباع: أي بائع مثل بياع الرؤوس (عربيها الرءاس) وبياع الزجاج (عربيها الزجاجي) (مصر والمغرب).
تأفف: أي قلق وغضب، فكأنه يقول لمن يخاطبه: »أف بك«!.

ـ ت ـ

تبهر: أي عجب من أبهر، أي جاء بالعجب. وأصل انبهر تأثر بأشعة الشمس ووهجها. وقد اقتبس العامة في مصر المعنى نفسه من كلمة عربية أخرى هي وهر، فيقولون: انوهر، أي انبهر وعجب. إذ الوهر توهج الشمس، ويستعمل المغاربة أيضاً تفهر بالفاء.
التربيعة: مكان بالقاهرة تباع في البضاعات المغربية من بلغ وبطاطين (أحمد أمين، قاموس العادات، ص. 96)، وكذلك العنبر المحلول وعطر الورد والزهر (ص. 115). والتريبعة ـ بالتصغير بتقديم الياء ـ تفيد في المغرب المعنى نفسه.
ترزي: الخياط، وهو من الدرز، أي الثوب بالفارسية وبنو درز: الخياطون، ويقال الدراز بالمغرب، وهي من الطَّرًّاز، أي صاحب الطراز.
تعبان: أي متعب. ولم يعرف عند العرب على ما يظهر (مصر والمغرب)، عدا ألفاظ قلائل مثل غضبان.
تعنطز فلان: تكبر وتجنب الناس، ويسمي المغاربة العبيد وأولاد الإماء العناطيز، لأنهم يعيشون عادة معزولين عن الناس.
تفرج على لعبة: تفكه بالنظر إليها.
تفرشح: جلس وفرج ما بين رجليه. ويقال في المغرب: تفرشخ (بالخاء بدل الحاء المهملة) بمعنى جلس ماداً رجليه (ولها في المغرب معنى آخر يقال تفرشخ البطيخ بمعنى تكسر).
وتستعمل لفظتا فسخ وقشح في مصر بهذا المعنى.
تفنطز: كلمة يونانية معناها تريض (phantasia). وتوجد في العامية المغربية، ولعلها اقتبست من الكلمة الفرنسية fantasia لألعاب الفروسية التي كانت تسمى قبل بالتبوريدة (أي اللعب بالبارود).
تكابوا على الشيء: بمعنى ازدحموا عليه واشتهرت في مصر خاصة اتكببوا (بكسر الباء الأولى وتشديدها).
تكَرع: تجشأ، ويقال تبعج في الشام. ولعلها من تجرع الماء إذا بلعه. فالجشاء من لوازم تجرع الماء.
تمسخر ومسخرة: فلان يتمسخر بك (بيتمسخر في مصر، أي يهزأ بك).
تندة: مقتبسة من tente الفرنسية بمعنى ظلة أو خباء، وعربيها الزفن، وهو حسب “القاموس” ظلة تتخذ فوق السطوح تقي من حر البحر ونداه.
تنهد: أي تنفس الصعداء، وعربيها تنفس وزفر.

ـ ج ـ

جَابْ الشيء: جاء به.
جاحم: أي دفع نفسه وسط آخرين. وقد لاحظ الدكتور أحمد عيسى في “محكمـ”ـه أنها من الجحيم. ويظهر أنها من زاحم مزاحمة، بمعنى مدافعة الناس.
جرجر: أي جر وجذب. ويقال إنها سريانية الأصل. وقد اقتسبها المغاربة من العربية الفصحى لا من السريانية التي لم تؤثر في العامية المغربية، نظراً لانعدام كل صلة بين المغاربة والسريانيين تاريخياً.
الجعيدي: الجعد من الرجال المجتمع المتداخل المدمج. ويطلق في مصر على من قل ذوقه وكياسته، وفي المغرب على الضعيف البنية كأن أجزاء جسمه تندمج في بعضها.
جلبية: جلباب أو قميص (جلابية بالمغرب).
جليطة: بتسكين اللام في مصر وتشديدها في المغرب، معناها الخلط وعدم الإتقان. تقول: »فلان جليط عمله«، إذا لم يتقنه (جلط في المغرب ومنها الإتباع المغربي: خلط جلط).
جواني: براني.
الجوخ: نوع من النسيج. والجوخة كلمة فارسية معناها: الكساء من الصوف.
الجوق: فرقة تقوم بعمل واحد كالجوق الموسيقي ويقال بأنها تركية الأصل.

ـ ح ـ

حاف: خبز حاف، أي من غير إدام.
حب الرشاد: عربيها الحرف (“المخصص”)، ويستعمل عامة المغرب الكلمتين وخاصة »الحرف«.
الحجاب: الحرز اشتهر باستعماله المصريون، ويعمله المغاربة للتحصن، ويطلق عليه في كل من المغرب ومصر لفظ »الحرز«.
الحرقة: ما يجده الإنسان عندما يطعم شيئاً محرقاً، أي حاراً أو دسماً يثير نوعاً من التخمة في معدته.
الحريرة: دقيق يطبخ بلبن أو دسم (“القاموس”) (مصر والمغرب).
الحريف: الزبون، وحريفك: معاملك في حرفتك. والزبون مولد (القاموس)، ويستعمل عامة مصر لفظة »زبون« المولدة وعامة المغرب كلمة »حريف«.
الحشيش: الكيف القديم. ولعل منه اسم الحشاشين، أي القرامطة شرابي الحشيش.
حط: بمعنى وضع. اشتهرت في عامية مصر والمغرب، وتستعمل في الفصحى في مثل العبارة التالية: حط الله عنه الوزر، أي وضعه عنه.
الحفا: عدم لبس شيء في الرجل.
حمص القهوة: قلاها على النار، وهي عربية حسب الأزهري (حب محمص أي مقلو).
حوائج: ما يلزم الإنسان من ملابس وغيرها.

ـ خ ـ

الخازوق: الخشبة كانت تستعمل قديماً لإعدام المجرمين، وهي من الخزق، أي الطعن بالرمح. وقد دخلت إلى مصر عن طريق التركية ولا ندري كيف تسربت إلى المغرب. فهل تم ذلك في عهد السعديين بسبب تسرب العناصر التركية إلى المغرب أو عن طريق التجار المغاربة الذين استقر منهم عدة آلاف بمصر، ولا سيما في عهد العلويين؟
خربشة: خدشة وخمشة.
خربق عمله: أفسده (تستبدل العامة في مصر بالقاف الألف فتقول: خربأ).
خرخش: أي صوت، وتستعمل بالمغرب لصوت الآلة، وفي مصر لأزيز الصدر.
خردة: قطع الحديد المستعمل، وهي كلمة فارسية مقتبسة من الخرثى الفصحى على ما يظهر.
الخس: بقل عريض الورق يؤكل نيئاً (مصر والمغرب).
خلاه: خلاه في المحل، أي تركه. يقال: »خله في المحل، أي اتركه حتى تعود إليه«.
خمسة وخميسة: عبارة عن كف فيها خمسة أصابع يزعمون أنها تدفع العين (أحمد أمين، قاموس، ص. 195). وقد عرفت في إفريقيا الشمالية منذ عهد القرطاجنيين، وتوجد صوره لها في متحف باردو بتونس؛ ويقال في المغرب: »خمسة الخمامس« بدل »خمسة وخميسة« في مصر ويسميها الفرنسيون »يد فاطمة«.
الخنفسة: أي غير الجميلة. وفي المثل المصري: »الخنفسة عند أمها عروسة« ويقابله المثل المغربي: »كل خنفوس عند مو غزال«، أي كل خنفسة لدى أمها غزالة.
الخوا: بكسر الخاء (وتسكينها بالمغرب)، أي الفراغ. يقال: »شربت على الخوا«، أي على الريق، والخواء فراغ المعدة من الطعام.
خواجه: كانت تطلق في الأصل على الأعيان والتجار، ثم أطلقت على الأجنبي بمصر، ولكن المغرب احتفظ بمعناها الأصيل، وهي لفظة فارسية معناها سيد (مصر والمغرب والشام).
خوخ الفاكهة: فهي مخوخة، أي فارغة القلب لا لب فيها.
الخوخة: تطلق غالباً على الباب الصغير في قلب الباب الكبير، وعربيها حسب “القاموس” هو »الخادعة«. وقد ورد: »سدوا كل خوخة إلا خوخة أبي بكر«.

ـ د ـ

الدادة: المربية، ودادا كلمة فارسية معناها خادم ومربية.
دحدح فلان: مشى على مهل أو تقارب خطوه مع سرعة، والدحداح في المغرب: القصير، وتلك هي صفة سير كل من قصر جسمه.
درابزين: الحاجز الحامي في السطح أو الدرج (دربوز بالمغرب).
دربكة: الطبل الصغير، وهي فارسية. عربيها »الكوبة« التي أشار إليها صاحب “القاموس”.
الدرفة: درفة الباب، أي مصراعها. وهو من الدفة، بمعنى الجنب. ويستعمل العامة في المغرب لفظة »دفة« بدل »درفة« في مصر.
درويش: فقير. كلمة فارسية (“البرهان الجامع”) (مصر والمغرب).
الدشيش: دشيش الفول طحينه، وهي من جش الحب إذا دقه. ويقال »الدشيشة« في المغرب (الطحين المدقوق).
دغري: مشى الرجل دغري، أي قدماً لا يلوي على شيء. ويقال بأنها من »طغرو« الفارسية بمعنى مستقيم أو »طوغري« التركية.
الدمغة: الطابع والتنبر. ويقال أيضاً »التمغة« بالمغرب، وهي فارسية (من التمغ أو الطمخ).
دندن: غنى بصوت أو آلة موسيقية.
دهست السيارة الرجل: أي داسته ودعسته. وتستعمل العامة بالمغرب »معس« بهذا المعنى مستبدلة الدال ميماً.
الدوار: معروف في ريف مصر، بمعنى مكان يضم عناصر اجتماعية كالأمير والمدير والمعلم وغيرهم. فهي نواة حضرية، وأصلها فارسي (دوارا) وهي بمعنى »القرية« بالمغرب.

ـ ر ـ

رأس مشعنن: أي منتفش الشعر، أشعث.
الرزمة من الثياب: ما شد في ثوب واحد.
رغرغت عينه بالدمع: أي اغرورقت (غرغرت بالمغرب).
الرقاق: الخبز الرقيق واحدتها رقاقة (رقاقة بالمغرب).
الرقعة: عربية معناها البطاقة استعيرت لرقعة الشطرنج، وهي دخيلة حسب “شفاء الغليل”. ومن أدواتها المعروفة كذلك في عامية مصر والمغرب: البيدق والرخ والفرز والفرس والشاه.

ـ ز ـ

الزريبة: المكان الذي تنام به البهائم، وهي فصحى.
زعأ: صاح من الزعق. (زعق بالمغرب).
زعلوك: أي صعلوك. وقد ورد »زعلوك« ـ بضم الزاي ـ بمعنى القصير المجتمع العضل. ويطلق بالمغرب خاصة على شديد المراس وصعب الطبع (مصر والمغرب).
زغرتت النساء في الأفراح: من الزغردة، وهي هدير الفحل يخرج من حلقه، فاستعير منه صوت النساء يتردد بين ألسنتهن وأصابعهن.
زفر: ريحه زفرة، أي منتنة، وهي رائحة بعض الأطعمة كاللحم والجبن وهو من الذفر، أي شدة رائحة الطيب أو النتن.
زلأ: أي زلق (زلق بالمغرب).
الزلط: يقول المصريون: »فلان رأسه زلط فيه«. في الجزائر: »فلان زلط من فار الجامع«، وهو المدلول المغربي للزلط بمعنى الفقر.
الزمت: شدة الحر ووقوف الريح، وهي من زمته إذا خنقه.
زنبيل: وعاء من خوص. هو المعنى العربي الأصيل، ويطلق في المغرب خاصة على وعاء من نحاس.
الزواق: النقش بالألوان، وهو من الزاووق، أي الزئبق. ويسمى الزئبق بالمغرب: الزواق.

ـ س ـ

السبوع: اليوم السابع من ولادة الطفل والسبوع لغة في الأسبوع.
السبيل: صهريج يخزن فيه الماء لشرب الناس في قارعة الطريق. ولعله من السبل بحركتين، أي المطر الهاطل والسبيل، أي الطريق.
ستف: رتب، وهي من صفه أو صفصفه فاصطف وهو مصطف (مستف).
سطل: بمعنى بقرج، ولكن له عروة خاصة، وهو ستل بالفارسية (situla) باللاتينية.
السقاء والسقا: موزع الماء على البيوت (مصر)، وهو المسمى »القراب« بالمغرب لحمله القربة على ظهره، و»القربة« هي السقاء (بكسر السين).
سك الباب: سدها. ويقال في المغرب أيضاً: »سكرها«، وهي سريانية. وفي مصر: »سنكر« بزيادة النون.
السميد: لون من ألوان الدقيق، وهو معرب عن الفارسية (“فقه اللغة”) واستعمله الحريري في “مقاماتـ”ـه. ويقال السميد بالمغرب، والسميط بمصر.
السوة (بكسر السين في مصر وفتحها في المغرب): أسفل البطن، وهي من السوأة بمعنى الفرج، ولكنها أطلقت خاصة على الدبر.
سيأ الأرض: غسلها (سيق بالمغرب)، وهي من »صيأ رأسه« إذا غسله فلم ينقه (“متن اللغة”).
السيفون: مجرى خاص للماء أصله siphon (مصر والمغرب).

ـ ش ـ

شاف: أي تطاول ونظر.
شألب: أي سقلب، بمعنى صرع؛ وأصلها قلب، وهي شائعة أيضاً في الشام (شقلب بالمغرب).
الشايط: الطعام الذي يحترق على النار، فيسوء طعمه وتفسد رائحته فيرمى. والشايط في المغرب هو كل ما يرمى.
الشربات: الماء يذاب فيه السكر مع ماء الورد للمناسبات المفرحة.
الشربة: الحساء الذي يقدم قبل الطعام. ومقابلها التركي »جوربا«.
شرشر الماء: أي خرّ، بمعنى اشتدَّ سيله.
شرمط: مزق (اشرمط في مصر). وذكر الدكتور أحمد عيسى في “المحكم في أصول الكلمات العامية” أنه من اثرنمط السقاء إذا انفتح والاثرنماط اطمحرار السقاء إذا راتب ورغا. ففي ذلك معنى التمزق. »ويظهر لي أن أصل شرمط شرم فهو أشرم إذا انشق وتنزق وتشرم، أي تمزق. وأصل تشرمط تشرمت (تاء التأنيث)، وقد تكون من الشرط بمعنى الشق فتكون الميم زائدة«.
شقافة: أي شظية الخزف، والشقف الخزف المكسر (شقفة بتسكين القاف في المغرب).
الشكال: أي رباط العقال للفرس، ولعلها فارسية دخيلة في الفصحى.
شكم الدابة: شد فمها بالشكيمة.
الشنطة: الوعاء من الجلد تحفظ فيه الملابس (ويطلق في المغرب على الحقيبة) وأصلها تركي على ما يظهر (جنته).
شوشة: شعر قمة الرأس، ومعناها بالسريانية كبة القطن. وتطلق في المغرب على أزرار الحرير السوداء المتدلية من الطربوش.
شوية: أعطني شوية، أي شيئاً يسيراً.
الشياط: رائحة الاحتراق.
الشيت: نوع من القماش (أصلها هندي).
الشين: علامة النفي في اللهجتين مثلاً: »فلان ما جاش«، أي لم يات (أصلها »لم يأت شيء«).
وما كلتش: أي لم آكل شيئاً و»أخذتش حاجة؟«، أي هل أخذت شيئاً؟ (وأضيفت »حاجة« لزيادة البيان).

ـ ص ـ

صرصع: صاح بصوت عال، وهي من »صرصر«. وتستبدل العين حاء بالمغرب فيقال: صرصح.
صنارة: حديدة الصيد.
صنايعي: نسبة إلى الجمع وهو صنائع (على خلاف القاعدة الغالبة) وجمعه »صنايعية« بمصر والمغرب.
صينية: طبق يجهز فيه الطعام ويطلق في المغرب على طبق من نحاس تصف فيه كؤوس الشراب، وهو منسوب منذ العهد الجاهلي إلى الصين التي يستورد منها.

ـ ط ـ

طابور: صف العساكر (التابور تركية).
طاجن: وعاء للطبخ (كلمة يونانية).
الطار: محرف على »إطار« الأعجمية وعربته الدف وقد دخل في عامية مصر والمغرب وغيرهما (ويقول عامة المغرب »طر«).
طاقة: كوة.
طاقية: ما يلبس على الرأس، ولعلها مشتقة من تقية، أي وقاية الرأس من الحر والقر.
طبطب على الولد: ربته.
طربوش: قبعة تركية (»سربوش« بمعنى غطاء الرأس كلمة فارسية)، أشار إليها ابن دحية في تفسير حديث »يلبسون الشعر«، أي السرابيش.
طز: كلمة يقولها الإنسان إذا شاهد شيئاً رديئاً أو قبيحاً، فتكون بمعنى السخرية (»دز«، بالفارسية و»طاز« بالتركية وقد عربت).
الطقس: حال الجو من حر أو برد.
طنجرة: وعاء للقلي أو الطبخ (تتجرة أو طنجرة تركيتان)، والطنجير بالمغرب معناه الطنجرة الكبرى.

ـ ع ـ

عافر الرجل: بذل جهده ليقوم بعمل (تعافر بالمغرب).
عبد اللاوي: نسبة إلى عبد الله، ومنه البطيخ العبدلاوي.
عربية أو عربة: عاميتان مرادفهما »عجلة«، وأطلق على مركب في عجل تجره الخيل، و»العربية« هي الشائعة عند عامة مصر والمغرب.
عرقان: فصيحة بمعنى »عرق« (“المصباح”). يقال: »عرقان« في مصر والمغرب.
العرقسوس: عرق نباتي حلو يمتص.
عيان: مريض. ومدلوله الأصيل في الفصحى من الإعياء في الأمر والشيء لا في المرض (القاموس) (مصر والمغرب).
عيط: نادى، والعيطة في المغرب نوع من السماع يضرب فيه على الدفوف.
العينة: النموذج من السلع (العينة بتسكين الياء في المغرب).

ـ غ ـ

غامق: لون أسود غامض، أي شديد السواد؛ ومقابله »فاتح« إذا خف لونه.
غرقان في الدين: أي فيه بحيث لا يستطيع أداءه.
الغريبة: نوع من الكعك يصنع من دقيق وسمن وسكر ويكثر فيه السمن (أحمد أمين، ص. 299).

ـ ف ـ

فتافيت: ما تبقى من قطع الخبز على المائدة، من فته إذا دقه (»فتايت« بالمغرب).
الفدان: وحدة المقاييس المصرية أو الممرات وهو لفظ نبطي (“شفاء الغليل”)، ويطلق الفدان بالمغرب على الحقل الزراعي.
الفرت (بكسر الفاء): الكرش، وأصله الفرت (وهو بفتح الفاء في المغرب).
فرتك: قطع ومزق مثل الذر.
فرجية: ما يلبسه العلماء فوق ملابسهم. ويقال إن أصلها يوناني وإن الأتراك اقتبسوها، وتطلق في المغرب على لباس يجعل فوق الثياب للرجال والنساء وهو منفرج من الأمام. لذلك لا يبعد أن يكون أصلها عربياً.
فرحان: فرح (“القاموس”). يقال »فرحان« بمصر والمغرب.
فرم: أي قطع وكسر، وهي سريانية الأصل على ما يقال. ولعلها دخلت إلى المغرب عن طريق الفصحى، نظراً لانعدام التأثيرات السريانية في اللهجة المغربية، وهي تطلق في المغرب على الكسر الجزئي كفرم الأسنان أو الكأس.
فش: أي فتح. ويقال في المغرب: »فش الوطب«، أي أفرغه من الهواء. وفي المثل: »فشه فش الوطب«، أي أزال نفخته وكبرياءه.
الفشار: الكذاب المغالي في كلامه.
فقس الطائر البيضة: فضخها.
الفقي (بالهمزة وكسر الفاء): الفقيه.
الفلقة: الآلة تمسك بها الأقدام في الكتَّاب لضرب الصبيان. ويقال بأنها يونانية، واقتبس منها الفرنسيون palanque.
فلوكة: سفينة صغيرة، وهي من الفلك، أي المركب.
فلصو: أي زيف وزائف. »درهم فلصو«، أي زائف. وأصلها إسباني (falso) أو إنجليزي (false) (مصر وشمال المغرب). ويمكن مقارنتها بكلمة »فلس وإفلاس« العربية.
فميلية: أسرة. وعاميتها »عائلة« بمصر والمغرب، وهي من اللفظ الفرنسي famille.
الفنطزية: نوع من اللعب بالبارود على صهوة الخيل. وهي يونانية أخذ منها الغربيون fantazia.

ـ ق ـ

قارب: سفينة صغيرة، وهي يونانية ـ على ما قيل ـ عربت.
القراع: مرض جلد الرأس، وأصله القرع بحركتين، أي بثر يخرج بالرأس (القرعة بتسكين الراء في المغرب).
قرنص من البرد: تقبض، ويقال في المغرب: »حنية مقرنصة أو مقربصة« (بالباء)، أي متقبضة النقش والترقيم ((stalactie.
القرينة: الجنية تكون من الشخص.
القصرية: الوعاء يتبول فيه. وأصلها من اللاتينية gastrum. ومعناها إناء مجوف، وتطلق في المغرب على وعاء مجوف لعجن الخبز.
قطع اللبن أو لبن قاطع: بمعنى حامض (و»انقطع الحليب« في المغرب أو »تقطع«، أي لم يصلح لأن يغلى أو يروب نظراً لعدم طراوته، ولعلها من قطع الخمرة بالماء: مزجها) (متن اللغة).
القفطان: من الملابس الخاصة بالرجال في مصر ويلبسها حتى النساء بالمغرب، وأصلها »قفتان« التركية المقتبسة هي أيضاً من »خفتان« الفارسية.
قفقف من البرد: ارتعش، وهي فصيحة. تستعمل في مصر والمغرب.
قلع ملابسه: أي خلعها وهي بحركتين في مصر؛ إلا أنها مشددة اللام بالمغرب، حيث تستعمل بمعنى الانتزاع كقلع الأسنان أو تقليع الحجارة من الأرض. وهو معنى فصيح.
القهاوي: المقاهي.
قورمة: مأخوذة من» قارومة« التركية، وهي لحم يطبخ بالبصل (المغرب ومصر).

ـ ك ـ

كاكي: تقول: »كاكت الدجاجة«، أي صوتت عند البيض. وأصلها “قاقت”. وتستعمل العامة بالمغرب هذا اللفظ فتقول: “الدجاجة تقاقي”.
كاني ماني: يقال بأنها تركية. ومعناها “كيت وكيت”، بمعنى الإكثار من الكلام عن طريق التلميح والكناية. ويقول العامة في المغرب: “كيني ميني”.
وأكد الدكتور أحمد أمين أنهما كلمتان قبطيتان. فـ»كاني« معناها السمن، والثانية العسل. وهي في الأصل خلط السمن بالعسل، ثم استعمل في خلط صحيح الكلام بفاسده، ثم في الكلام غير المفهوم (قاموس العادات، إلخ. ص. 333).
كاوح أو أوح: في مصر من كافح، أي قاتل وناضل. وتستعمل في المغرب “المكابرة”، وتروج عند عامة المغرب كلمة »كافح« الفصحى في المعنى نفسه.
الكباب: قطع صغيرة من اللحم تشوى في السفافيد، ويظن أنه فارسي عربه المولدون (شفاء الغليل، ص. 174).
كح: سعل (كحكح بالمغرب، وهي ترديد للمحاكاة أو على نسق جرجر بدل جر).
كرنفال: مسخرة. أصلها فرنسي Carnaval (مصر والمغرب).
الكسكس: طعام معروف بالمغرب خاصة ـ يكس، أي يدق ـ من القمح. فهو مكسوس ومكسكس، ويسمى الكسكس بالمغرب.
كش كش (بكسر الكاف): زجر الكلب ونحوه. وهو في المغرب بضم الكاف.
الكفتة (بضم الكاف في مصر وفتحها بالمغرب): اللحم المهرم، أي المقطع قطعاً صغاراً (ويقال في عامية مصر والشام »المقروم«). ويقال بأن اللفظ فارسي دخل إلى التركية، ومنها إلى بعض العاميات العربية كالمصرية والمغربية.
كفى القدر: أي قلبها (»كفحها« بالمغرب).
الكمنجة: بمعنى الرباب. معرب حسب “شفاء الغليل”.
الكوارع: الكراع مستدق الساق عند البقر والغنم وجمعه أكراع وأكارع، وتجمعه العامة بمصر والمغرب على كوارع.
كورجة: باع كورجة، أي بلا وزن ولا عد. وهي تركية معناها العمى. ووجه الشبه ظاهر بين هذه الآفة والبيع الأعمى بلا تبصر.
الكيب: في مصر هو الحصير من ألياف البردي، وهي من اللفظة التركية كيب. ومعناها غطاء. وتستعملها العامة في المغرب (الباء والميم) بمعنى غطاء من خشب يجعل فوق الدكاكين على نسق الإفريز. والاستعمال المغربي أقرب إلى الأصل التركي.
الكوشة: موقد الحمام. وعربيها “الأتون”. وتستعمل الكوشة عند عامة مصر والمغرب خاصة لأتون الآجر، وهو بيت يطبخ فيه الآجر.
كومبانية: شركة (compagnie) (مصر والمغرب).
الكيف: بعض أنواع التبغ (يقال له في مصر »حسن كيف«).

ـ ل ـ

لبارح ـ البارحة: أي الليلة الماضية، ويقال في مصر »امبارح« باستبدال “أم” من “أل” على لغة حمير لقوله عليه السلام: “ليس من امبر امصيام في امسفر”.
اللبخة: دواء كالمرهم يوضع حاراً أو بارداً فوق العضو الألم (اللبخة).
الألثغ: من في لسانه عسر في نطق بعض الحروف كإبدال الراء غيناً بوجه خاص (وهو كثير بفاس)، وتقول العامة بمصر »الدغ« بإبدال الثاء دالاً.
لهط الرجل في الأكل: أي ازدرد اللقم الكبرى دون مضغ. وتستعمل في المغرب خاصة للتعبير عن إظهار التلهف في الطعام. ولفظة »لهف« جارية أيضاً بهذا المعنى في البلدين.
ليلة الحنة: هي التي تسبق عادة الزواج وللحمام والحناء فيها أهمية، وليلة الدخلة الزفاف والبناء.

ـ م ـ

مبلم (بكسر الميم في مصر وبتسكينها في المغرب)، أي ساكت لا ينبس ببنت شفة.
المتختـخ: أي المسترخي من كثرة الماء (بكسر الميم في مصر وبتسكينها في المغرب)،
المترد: وعاء اللبن والثريد، وأصله المثرد.
أمخروع: ضعيف لا يقدر على العمل.
مخطوف: لون مخطوف، أي أصفر.
مخوخ: فارغ اللب.
مدغس: عين مدغسة، أي ضعيفة البصر. يستعمل عامة المغرب خاصة “مدعمس” بالعين المهملة.
مزنجر: أي يعلوه الصدأ أو الزنجار.
مسوكر: جواب مسوجر أو مسوكر، أي مؤمن عليه أو مضمون (assicurare).
المضربة: النجاد المخيطة بالقطن (“المصباح”) (ويقال: »مضربية« في مصر).
المعجون: خليط لتخدير الأعصاب.
الملابطة: المصارعة (“الملاكطة” بالمغرب).
“ملط” في مصر و”أملط” في المغرب: أي أملط لا شعر على جسده.
الميت: يتقارب المثلان المصري والمغربي: “الضرب في الميت حرام” (مصر)؛ “البكاء على الميت خسارة” (المغرب).
الميضة: المرحاض.

ـ ن ـ

نخشوش (بالنون في مصر) وتخشوش (بالتاء في المغرب): إذا دخل الماء في خيشومه، فأثار قلقه واضطرابه.
نش الذباب: أي طرده.
نغز: أي حرض. و»نغزه بإبرة«، أي وخزه. وفي الفصحى: »نخس«.
نقر (»نكَر« في المغرب) بالكاف المفخم، أي أكثر من الكلام المؤلف. “نكَر عليه”، أي لمزه بالكلام المؤلم.
ننه: تغنى للطفل لإغرائه بالنوم. ويسمى غناء الأطفال بالتركية: »نيني«. والمهد بالفارسية “نانون”.
نونو: الطفل الحديث الولادة (مصر). وهو من الكلمة الفارسية »نو«. ويقال في المغرب: »نينو«، لكل جديد في لغة الأطفال.
نينة: معناها أم جدة. وأصلها »ننة« الفارسية. وقد اقتبسها الأتراك ثم العرب. ويستعمل عامة المغرب »نانة« (التي ترخم »نه«). وكثيراً ما يصف المغاربة الجدة بـ: حنينة، فيقولون:»جدتي الحنينة«. ولا يبعد أن تكون »نينة« مرخمة عنها بحذف الحرف الأول على غير قياس تسهيلاً.

ـ هـ ـ

هبهب الكلب: نبح.
هجالة: عزب ويقال عزباء (الأزهري). وتستعمل في الغرب خاصة بمعنى الأرملة.
هطل فلان (بتشديد الطاء في مصر وتخفيفها في المغرب): استرخى.
الهمج: الطبقات الوضيعة من الناس. وأصله البعوض في العربية، ثم أطلق على كل رذيل من القوم.
هيه: زجراً للطفل إذا استعملت ياؤها ممدودة، هاه: هي كلمة وعيد حتى للكبار بمعنى حذار حذار!
ـ و ـ
الوحش (بفتح الواو في المغرب وكسرها في مصر): أي الرذيل من الناس.
ورديان: أي الحارس. أصلها بالإيطالية gardiano، أو الفرنسية gardien، أو الإنجليزية warden. وقد اشتق منها المصريون والمغاربة “الوردية”. واستعمل عامة المغرب كلمة »وردن«للتدليل على عمل حراس الجمارك.
ـ ي ـ
يوغورت: اللبن الرائب في التركية. وقد دخلت إلى المغرب أخيراً عن طريق الكلمة الفرنسية yagourt.
تلك نماذج تبرز مدى تفاعل اللهجة الدارجة في مصر والمغرب.
—————————-
-1- وكذلك الأندلسيون الربطيون الذين ثاروا على الأمير الأموي الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل ووصل بعضهم على رأس المئتي هجرية إلى الإسكندرية. وكان فيهم علماء (نفح الطيب، ج 1، ص. 318).

تاريخ ابن خلدون، ج 4، ص. 275/1؛ مجلة السيراء، ج 1، ص. 44، ط. 1963.

*عضو أكاديمية المملكة المغربية ـ الرباط

اقرأ أيضا

الجزائر

أليس لجنرالات حكم الجزائر من يُصحِّيهم

إنه إعصارٌ اندلع هُبوبًا على الرُّقعة العربية من هذا العالم، له جذورٌ في “اتفاقيات سايكس بيكو”، ولكنه اشتدَّ مع بداية عشرينات هذا القرن وازداد حدة في غزة، ضد القضية الفلسطينية بتاريخها وجغرافيتها، إلى أن حلَّت عيْنُ الإعصار على سوريا، لتدمير كل مُقوِّمات كيانها. وهو ما تُمارسُه إسرائيل علانية وبكثافة، وسبْق إصرار، نسْفًا للأدوات السيادية العسكرية السورية.

سوريا

سوريا.. تعيينات بالحكومة الجديدة ورسم معالم المؤسسة العسكرية

تواصل إدارة الشؤون السياسية في سوريا، العمل على ترتيب البيت الداخلي للبلاد بعد سقوط بشار الأسد.

مجلس الأمن.. بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي

سلط وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الضوء أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على إطلاق المغرب والولايات المتحدة لمجموعة الأصدقاء الأممية بشأن الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز وتنسيق الجهود في مجال التعاون الرقمي، خاصة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *