تتيح الطريق الساحلية الرابطة بين مدينتي الصويرة وأغادير المغربيتين لسالكها فرصة التمتع بجمال الطبيعة الذي يجمع بين شجر “الأركان” المنتشرة على الجبال والتلال وبين أمواج المحيط الأطلسي وسحر الشواطئ. وتشهد هذه الطريق اكتظاظا قويا، لاسيما خلال فصل الصيف، نتيجة رغبة المواطنين والمهاجرين المغاربة والسياح الأجانب الاستجمام في المناطق الشاطئية ذات معدلات الحرارة المعتدلة.
ورغم أهمية هذه الطريق الرابطة بين شمال المغرب وجنوبه، فإنها لم تحظ بعد بالاهتمام اللازم من طرف المسؤولين الحكوميين المغاربة، إذ يعاني مرتادوها من الضيق وكثرة الالتواءات، مما يخلق أتعابا مضاعفة لسائقي السيارات والحافلات وسيارات الأجرة في النهار قبل الليل، فتصير المدة الزمنية أطول، إذ تقارب الثلاث ساعات عادةً، وقد تزيد عن ذلك في حالة الازدحام، ويصير توخي الحذر أكثر إلحاحا، خشية وقوع حوادث المرور؛ علماً بأن المسافة بين مدينتي الصويرة وأغادير لا تتعدى 170 كيلومتر.
قبل الوصول إلى أغادير، تصادف سالكي الطريق مراكز ريفية وحضرية: “تامري”، “أغروض”، “تاغازوت”، “تامراغت، “أورير”… وغيرها من المراكز التي تغري الزائرين بالتوقف عندها للاستراحة أو للإقامة بضعة أيام، حيث يتاح التمتع بروعة المكان ونقاء الهواء وتناول إحدى الوجبات المهيأة في طبق “الطاجين” المغربي: لحم ماعز أو غيره، أو سمك، بالإضافة إلى اقتناء منتجات غذائية محلية: موز وزيت “الأركان” والقرع و”أملو” (وهي وجبة تحضّر من خليط العسل وزيت الأركان واللوز أو الكاوكاو).
وتعدّ “أغروض” (كلمة أمازيغية تعني “الكتف”) أحد المراكز الصغيرة من حيث حجمها والكبيرة من حيث عوامل الاستقطاب السياحي لاسيما أثناء الصيف، إذ تتيح ممارسة الرياضات البحرية لعشاقها، بالإضافة إلى السباحة، نظرا لجودة شاطئها. ومن أطرف الأمور التي تلفت انتباه زائر هذه المنطقة: مراكب الصيد التي تركن قريبة من المصطافين بين الفينة والأخرى، محمّلة بما تيسّـر صيده، حيث تتزاحم مناكب الناس على اقتناء الأسماك وهي ما زالت تعيش النزع الأخير، وذلك مباشرة من الصناديق. ويفضل الكثيرون طهوها على الفحم إما في المطاعم الموجودة بعين المكان أو في الإقامات المستأجرة والمنتشرة بكثرة في المنطقة.
يتنوع العرض السياحي في المنطقة بحسب الإمكانيات المادية للأفراد والأسر، من شقق ومنازل مفروشة وفنادق ومنتجعات سياحية يتوفر بعضها على مسابح وأماكن للعب والتسلية خاصة بالأطفال. لكن “أغروض” ما زالت تفتقر إلى بعض الخدمات الأساسية، كالمراكز الصحية والعيادات والصيدليات، علاوة على ترصيف الطرق والاهتمام بتنمية الصيد التقليدي وتطوير الإمكانيات الاقتصادية للمنطقة من أجل أن تغدو مجالا للاستقطاب السياحي على مدار العام وليس خلال فصل الصيف فقط.