الرئيسية / إضاءات / ماذا بعد الضربات الجوية الأمريكية في ليبيا ؟
الضربات الجوية الأمريكية في ليبيا
عودة الضربات الجوية الأمريكية في ليبيا تطرح التساؤلات حول مآلاتها

ماذا بعد الضربات الجوية الأمريكية في ليبيا ؟

مع بدء الضربات الجوية الأمريكية في ليبيا ضد مواقع تنظيم “داعش” في مدينة سرت، يبرز التساؤل حول مآلات هذه الضربات.

الباحث رولان لومباردي تساءل حول ما إذا كانت هذه الضربات ستقود إلى موجة جديدة من اللاجئين أو تسبب في عمليات جديدة تهز أوروبا، وما إذا كان من الممكن أن تحسن وضعية فوضوية في ليبيا؟

في ما يخص اللاجئين والمهاجرين الليبيين، وبالأساس القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء الذين يعبرون عن طريق مهربين ليبيين، أكد لومباردي أن تدفقهم لم يتوقف خلال الأشهر الماضية.

الباحث الفرنسي استشهد بما تنقله وسائل الإعلام في إيطاليا وإسبانيا عن التدفق المستمر للمهاجرين، مشيرا إلى أن سوء الأحوال الجوية في فصا الشتاء هي وحدها من حدت شيئا ما من حدتها، قبل أن تستأنف إيقاعها منذ فصل الربيع.

هذا التدفق هو ناتج حسب الباحث عن السياسات الكارثية للقادة الأوروبيين في مجال الهجرة، تتقدمهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

في ما يخص الضربات الجوية الأمريكية في ليبيا ضد “داعش”، اعتبر رولان لومباردي أنه ليست هناك بالضرورة علاقة سببية بين الضربات العسكرية الغربية وتعرض الغرب لهجمات إرهابية، معتبرا أن المتطرفين سيجدون دائما ذرائع لمهاجمة أوروبا والولايات المتحدة.

وأوضح الباحث الفرنسي أن الضربات الجوية الأمريكية في ليبيا ليست الأول من نوعها، حيث سبق لواشنطن أن وجهت ضربات مماثلة ضد “داعش” في فبراير هذه السنة، ناهيك عن العمليات الخاصة التي تتم بشكل يومي تقريبا، كما أن هذه الضربات جاءت هذه المرة بعد تصويت لمجلس الأمن يرخص للدول الأجنبية بقصف مواقع ”داعش” في ليبيا بتنسيق مع السلطات الوطنية.

القوات الأمريكية الخاصة، كما يذكر لومباردي، متواجدة بقوة فوق التراب الليبي إلى جانب نظيرتها البريطانية خاصة في مصراتة، بالإضافة إلى القوات الفرنسية كما أكد وزير الدفاع الفرنسي الشهر الماضي حين أقر بمقتل ثلاثة عناصر تابعة إلى “الإدارة العامة للأمن الخارجي” (الاستعلامات الخارجية)، بعد تحطم مروحيتهم قرب بنغازي.

الضربات الجوية الأمريكية في ليبيا هي “تكتكية فقط”، يقول الباحث، ولا تدخل في إطار تدخل عسكري واسع النطاق، فهي محدودة في الزمن، كما سبق وأن أكد رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، وهي لن تتجاوز حدود سرت وضواحيها.

كاتب المقال ذكر بكون العمليات العسكرية الغربية الأخيرة جعلت أن الحكومات في أوروبا والولايات المتحدة غير متحمسة لإرسال جنودها إلى مناطق سيصبحون فيها عرضة للهجمات والاختطافات.

كون الولايات المتحدة وفرنسا لاعبان رئيسيان عسكريا في المعادلة الليبية بالنسبة للغرب، يرى لومباردي أنه سينبغي انتظار انتهاء الانتخابات الرئاسية في البلدين (نونبر 2016 بأمريكا وماي 2017 بفرنسا) قبل رؤية شيء ملموس قد يتم في ليبيا.

بدلا من الضربات الجوية، عبر رولان لومبادري عن قناعته بالحل السياسي في ليبيا، لكن هذه الأخير يصطدم بالصراع الدائر في البلاد وانقسام الغرب بين من يؤدونه. لومباردي دعا إلى ضرورة إدماج مناصري الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في مسار سياسي بالبلاد، وأيضا إشراك الفاعلين الإقليميين مثل مصر والجزائر وتشاد والنيجر وتونس والسودان، بالإضافة إلى روسيا كقوة دولية.