هذا العام لا يشهد رقماً قياسياً من الحجاج في مكة. فتوسعة الحرم منعت مئات الآلاف منهم من المجيء. ومع ذلك فالعدد يبقى كبيراً جداً ويتجاوز مليوناً و800 ألف جاء معظمهم من خارج السعودية.
عديدة هي المشاعر المقدسة. فمن الكعبة والحجر الأسود إلى منى فجبل عرفة ومزدلفة والعقبة وبئر زمزم والصفا والمروة تتعدد الأسماء ويحمل كلّ منها أصلاً ضارباً في التاريخ.
تُلقب مكة المكرمة بأمّ القرى والبلد الأمين الذي أقسم به الله في آيات القرآن. أما اسمها ففي أحد أصوله يعود إلى اللغة السامية القديمة بلفظها بكّة بدلاً من مكة، ومعناه البلد أو البقاع. وهو اللفظ الذي ورد في سورة آل عمران عن أول بيت بني “مباركاً وهدى للعالمين”.
والبيت المقصود هو الكعبة، التي يعود أصل تسميتها إلى بنائها المكعب. ومن أسمائها البيت الحرام والبيت العتيق.
وبذكر الكعبة يُذكر الحجر الأسود الذي يشغل ركناً من أركانها، والذي يشير الحديث إلى أنّه من الجنة. وتقول بعض الروايات إنّه خرج من تحت جبل أبي قبيس عندما كان النبي إبراهيم وابنه إسماعيل يبنيان الكعبة فجعلاه في ركنها.
أما جبل عرفة أو عرفات فتعيد بعض الروايات تسميته إلى نزول آدم وحواء عليه وتعارفهما هناك. فأصل الكلمة التعارف. ومنها أيضاً طواف الملاك جبريل بالنبي إبراهيم وتعريفه على المناطق هناك بالاسم. أو لأنّ الناس جميعاً يتعارفون فيه.
منطقة مِنى بين مكة وجبل عرفة هي مكان مبيت متعارف عليه للحجيج، كما أنّها تضم المواقع الثلاثة لرمي الجمرات، أي الحصى الصغير، على رمز إبليس، الذي تجسد لإبراهيم هناك فجعل يرمي عليه. واسم مِنى يعود إلى ما يُمنى فيها من أضاحٍ أي يُذبح ويراق دمه.
وبالحديث عن الجمرات فإنّ الجمرة الثالثة الكبرى تسمى جمرة العقبة، لأنّها تقع في المكان المسمّى العقبة الذي يعني الصعب من الجبال.
أما مزدلفة التي تقع بين منى وعرفة والتي يقيم فيها الحجيج صلاتي المغرب والعشاء يوم عرفة ويجمعون جمراتهم استعداداً لليوم التالي، فيشتق اسمها من الازدلاف أي اجتماع الحجيج، أو الاقتراب كونها مقربة من الله.
تبقى الصفا والمروة وهما جبلان، يعني الأول منهما اصطفاء الله لآدم أي اختياره، والثاني يرمز إلى المرأة أي حواء. وهما الجبلان اللذان سعت بينهما زوجة النبي إبراهيم هاجر أم ولده إسماعيل سبعة أشواط حتى أخرج الله الماء من تحت قدم رضيعها. وهي ماء بئر زمزم المقدسة، وأحد معاني زمزم الماء الكثير.