على مدى السنوات الطويلة السابقة، سمعنا كثيراً -نحن العرب خصيصاً- عن دولة عظمى حديثة تدعى ألمانيا، لم يتم اعتبارها لحدّ الآن من بين الدول العظمى في العالم، ولكنها كذلك بكلّ ما تعنيه الكلمة، فهي حالياً من أقوى البلاد في العالم من جميع النواحي تقريباً، ليس فقط في كرة القدم والرياضة، بل في مستوى المعيشة والحياة بشكل عام والوضع الاقتصادي الممتاز.
ألمانيا كما يقولون فتحت أبوابها لاستقبال مئات الآلاف من السوريين، وليس ذلك حُبّاً بهم كسوريين فقط، بل هي تستقبل مختلف اللاجئين على مرّ السنوات الماضية، ووضعها الدوليّ المتين والاقتصادي المريح يُرجّحها لتقديم ملجأ إنساني لمن عانى الأمرّين في سورية أثناء عملية البحث عن حياة كريمة وفرصة جديدة تفتح أمامهم أبواباً “حرفياً” ليس لها نهاية.
بالطبع لم يأتي هذا الأمر بسبب ضعف الدولة، أو حاجتها الماسة للبشر أو ما شابه، بل في الواقع ألمانيا هي أكثر دول الاتحاد الأوربي سُكّاناً، والثانية في أوروبا بعد روسيا بـ 81 مليون نسمة موزعة على أراضٍ تبلغ مساحتها 357022.091 كم مربّع، وبذلك تصبح سابع أكبر دول قارة أوروبا، مع اهتمام واضح للبيئة جعل أكثر من ثلث هذه المساحة مغطاة بأراضٍ خضراء خالصة وغابات.
تجعل الإحصائيات السابقة من ألمانيا أكثر الدول كثافةً سكانية في أوروبا. وهي كما هو معروف تتألف من تجمّع مقاطعات يصل عددها إلى 16، تملك كل منها قوانينها الخاصة مع أساس موحّد، وتُعدّ مقاطعة بافاريا التي تضم مدينة ميونخ الشهيرة أكبر المقاطعات في ألمانيا.
لدى ألمانيا حدود مع 9 دول، هي الدنمارك شمالاً، هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ وفرنسا غرباً، سويسرا والنمسا جنوباً، التشيك وبولندا شرقاً.
بالإضافة إلى تاريخها الشهير المرتبط بالحربين العالميتين الأولى والثانية، وحكاية النهضة وإعادة البناء الذاتي التي أذهلت العالم بأسره، هناك بعض الحقائق والمعلومات التي علينا جميعنا معرفتها حول هذا البلد المُضيف:
الاقتصاد:
تملك ألمانيا أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوربي، مع قيمة إنتاج داخلي يُقدّر بـ (3.73 ترليون دولار أمريكي)، وهي بذلك صاحبة رابع أكبر اقتصاد في العالم بعد أمريكا، الصين، اليابان بناءً على إحصائيات الناتج المحليّ الإجمالي. وحسب إحصائيات 2014 هي ثالث أكبر دولة مصدّرة في العالم بعد الصين والولايات المتحدة.
تأتي في مقدمة المنتجات التي تقوم ألمانيا بتصديرها السيارات، الآلات الميكانيكية، والأدوات الكيمياوية. وهي أول دولة صناعية كبرى تلتزم بالطاقات المُتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، وهي أكثر الدول إنتاجاً للتوربينات الرياحية في العالم، ومن إحدى الدول التي أنهت استعمال الطاقة النوويّة بجميع أشكالها.
يوجد في ألمانيا 50 مقراً خاصاً بشركات تُعتبر من أضخم 500 شركة في العالم، وذلك عبر قياس إيراداتها، وفي مقدمتها Volkswagen، Allianz، BMW, Daimler. ومن دون شك تُعتبر ألمانيا من أكبر الدول المصنعة للسيارات للعالم بأسره ومن أفضلها أيضاً في هذا المجال.
المواصلات:
تعتمد ألمانيا على نظام مواصلات جيّد ومتنوّع. تملك العاصمة الألمانية برلين أكبر محطة قطارات في أوروبا، مستخدمةً دوماً محركات وآليات نقل عامّة صديقة للبيئة، وتحثُّ بشكل دائم على استخدام الدراجات الهوائية المنتشرة بشكل كبير في أنحاء الدولة.
تُعدّ بشكل عام ألمانيا محطة نقل أساسية في قارة أوروبا، وشبكة الطرق الألمانية هي واحدة من أكثر الشبكات كثافة في العالم، وتُعدّ ثالث أطول شبكة في العالم، وتُعرف بعدم امتلاكها لحدود سرعة معينة. بالإضافة إلى امتلاك ألمانيا لعدد من المطارات الفخمة، ويُعدّ كل من مطاري فرانكفورت وميونخ أكبرها.
تبلغ مساحة برلين 891.85 كم مربع، مما يجعلها أكبر من العاصمة الفرنسية باريس بتسع مرّات، وتحتوي على جسور أكثر حتى من مدينة البندقية الإيطالية، وهناك بعض التحفظات حول خطوط القطار الرئيسية في ألمانيا التي غالباً ما يُفضّل السكّان تجنبها، ولكن لا يصعب في ألمانيا الوصول إلى أي مكان حتى لو كان خارج حدود الدولة.
سوابق:
أول كتاب مطبوع في التاريخ (يقول البعض في الغرب فقط) كان في ألمانيا، وهو Gutenberg Bible نسخة عن الترجمة اللاتينية للإنجيل الذي اعتمدته الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر Vulgate، وقام جوهانس غوتينبريغ بطبعه في ماينز تقريباً في خمسينات القرن الخامس عشر ميلادي، يوجد لحدّ الآن 48 نسخة أو أجزاء نسخ، وتُعدّ من بين أكثر الكتب القيمة في العالم، ولم يتم بيع أي نسخة كاملة منذ عام 1978، والتي كان سعرها (2.2 مليون دولار أمريكي).
هي من الدول الرائدة في مجال نشر الكتب حيث تقوم سنوياً بنشر 94 ألف عمل تقريباً. ويقال أيضاً أن أول مجلة تم مشاهدتها في التاريخ كانت في ألمانيا عام 1663 ميلادي. كمعلومة إضافية تُعدّ ألمانيا أول دولة التزمت بآلية توفير الوقت النهاري، وكان ذلك في منتصف الحرب العالمية الأولى عام 1916.
الطعام في ألمانيا:
بالطبع هناك بعض الأنواع الخاصة التي تشتهر ألمانيا بها في مجال الطعام، لكن يبقى تركيزها الرئيسي على الجعة المثاليّة، بينما يمكننا القول أن أسوأ الطباخين بينكم سيتمكّن من صنع طعام ألذّ مما يصنعه الألمان هنا، فهناك استهتار رهيب في هذه الناحية، حيث يُفضّل معظم الألمان الحصول على سيارة فخمة لكن في المقابل تناول طعام رخيص أبعد ما يمكن عن اللذة وهذه دراسة حقيقية!
يُمكن القول أن المخابز هي قمّة الطعام الألماني، مليئة دوماً بأطيب ما تشتيه العين وحتى العمل فيها أمر ليس بالسهل أبداً، وتمتلك ألمانيا أكثر من 300 نوع مختلف من الخبز، بالإضافة إلى أكثر من 1000 نوع من النقانق، وتُعتبر الجعة اللذيذة القويّة طعاماً أساسياً في بافاريا، أو حتى قد يطلق عليه البعض الإفطار الرئيسي في ألمانيا، وتزيد أنواعها عن 1500 في جميع أنحاء ألمانيا وبذلك تصبح ألمانيا ثاني أكثر دولة استهلاكاً للجعة بعد إيرلندا.
لكن مع ذلك تشتهر ألمانيا بمهرجاناتها الخاصة بالجعة وأشهرها هو Oktoberfest؛ أكبر مهرجان للجعة في العالم يُقام سنوياً في ميونخ، تبلغ مدته 16 يوماً بين شهري سبتمبر وأكتوبر، ويحضره سنوياً أكثر من 6 مليون شخص من جميع أنحاء العالم. عليك الحذر بشكل عام من هذه الجعّة، فهي ليست مثل أي جعّة تذوقتها في حياتك، يمكنها أن تبطحك ميتاً بعد قدحين فقط!
الرياضة
وجهة أخرى تتفوّق بها ألمانيا على جميع الأصعدة، فمنتخبها الدوليّ لكرة القدم حاز على كأس العالم في الدورة الأخيرة في البرازيل، وبالطبع يُمكن اعتبار الدوري الألماني لكرة القدم من الدوريات الخمس الكبرى في العالم مع الإنجليزي الإسباني الإيطالي والفرنسي، لكن يبقى دوري الدرجة الأولى لكرة القدم بـ 18 فريق وعدد مُخفّض من الألعاب مقارنةً بالدوريات الأخرى.
الرياضة بشكل عام جزء هام لا يتجزأ أبداً من ألمانيا، ففي إحصائية سابقة عام 2006 تم الإشارة إلى أن 27.5 مليون شخص كانوا أعضاءً في اندية رياضية، وفي الواقع تملك ألمانيا نوادي خاصة بمتابعي كرة القدم ومعجبيها أكثر من أي مكان في العالم، ودوماً ما يكون لها ترتيب راقٍ في الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية.
اللغة الألمانية:
يتحدث الكثيرون عن اللغة الألمانية، وهي في الواقع من أكبر التحديات التي تواجه القادمين الجدد إلى هذه الدولة، ولكنها فعلياً من أجمل اللغات في العالم وأسهلها على الفم والحنك من ناحية النطق. فبالرغم من استخدامها للكثير من الاحرف الخشنة مثل الـ (خ) والـ (ش) إلا أن معظم ما يُقال عن هذه اللغة هو غير صحيح ومبالغات فارغة مضحكة جداً في الواقع.
تتميّز اللغة الألمانية بصعوبتها في المرتبة الأولى لكن أيضاً بمنطقها، فهي مليئة بالقواعد الكثيفة التي بمجرّد ما تعرفت على أساسها ستتمكّن من فهمها على نحو كبير، وهي لغة أدبيّة مهمّة جداً ويتم تعليمها في معظم أنحاء العالم كاللغة الثالثة وتبقى أكثر لغة لها متحدثين أصليين في أوروبا.
تأتي اللغة الألمانية كلغة رسميّة في كل من ألمانيا بالطبع، سويسرا، النمسا، لوكسمبورغ، ليشتنشتاين. وأطول كلمة نُشرت في تاريخ هذه اللغة هي
Donaudampfschifffahrtselektrizitätenhauptbetriebswerkbauunterbeamtengesellschaft
لا أملك أدنى فكرة عن معنى هذه الكلمة، ولن أحاول حتى قراءتها، لكنها مثال مُباشر لآلية جمع الأسماء الخاصة باللغة الألمانية، والكلمة السابقة تمتلك 79 حرفاً، وهي -بناءً على موسوعة غينيس للأرقام القياسية لعام 1996- أطول كلمة نُشرت باللغة الألمانية.
ما تحتاج هذه اللغة هو الصبر والالتزام، وأظنّ أن صعوبتها الرئيسية تأتي من صعوبة تعلّم لغة جديدة، فبشكل عام ليس هناك أي شيء جديد من السهل تعلمه في العالم وخاصةً عندما يتعلّق الأمر باللغات.
بالطبع من مساوئ انتشار هذه اللغة هو امتلاكها لعدد كبير من اللهجات، حيث تم لحدّ الآن رصد 35 لهجة مختلفة تماماً لهذه اللغة، وحتى في بعض الأحيان يحتاج الألمان أنفسهم لبعض الدورات التعليمية لفهم اللهجات المختلفة عن أصلهم.
هناك بشكل عام هوس ألماني باللغة، ويتم دبلجة كل شيء إلى اللغة الألمانية كالأفلام مثلاً، حتى يلعب ممثلون ألمان الأدوار الصوتيّة بناءً على الممثلين وليس على الشخصيات، ويتميّز مجال السينما الألماني بطابع خاص شهير قدّم لنا عدداً من الأعمال الرائعة على مدى التاريخ.
العلوم والتعليم:
ألمانيا خزّان لا ينتهي من العقول العلميّة والأدبيّة الراقية، وأداؤها كدولة أكبر دليل على التزامها المباشر في تطوير الحياة كما نعرفها على وجه الأرض. وكان للألمان لحدّ الآن نصيب كبير من جوائز نوبل، حيث حازت ألمانيا ككل لحدّ الآن على 104 جائزة نوبل على ما أظن. (22 جائزة في مجال الفيزياء، 30 في الكيمياء، 25 في الطب، و 11 في الأدب) وهم بشكل عام قادة العالم في الهندسة باعتبار اللغة الألمانية ثاني لغة علميّة في العالم.
نظام التعليم في ألمانيا فريد ومُتعدد بشكل عام، يمنح الطالب الفرصة في متابعة ما يتناسب مع قدراته العقليّة من جهة ورغباته من جهة أخرى، بالطبع هو مجانيّ، حتى الجامعات مجانيّة، وهذا أعظم ما في هذا البلد. وتملك ألمانيا مجموعة من أفضل الجامعات على المستوى الأوربي، وتأتي أهمها في مجال الهندسة والعلوم الطبيعية.
هناك 17 جامعة ألمانيا مُصنّفة بين أفضل 250 جامعة في العالم وأهمها جامعة برلين، جامعة ميونغ التقنية، جامعة غوتينغ، جامعة هايدلبيرغ، جامعة فرايبورغ وأخيراً RWTH آخن التي تُعدّ أكبر جامعة تقنيّة في ألمانيا ومن أهم و”أصعب” الجامعات على المستوى الأوربي.
بعيداً عن الجامعات، هناك برامج أخرى أكثر عمليّةً في ألمانيا مثل المدارس العليا والفترات التدريبية التي يُطلق عليها اسم الـ Ausbildung، وهي حالياً تُعدّ المُتجه الأكثر شهرةً للطلّاب الألمان، وهي تعتمد على تطوير المهارات العمليّة بشكل مباشر، وستتفاجأ لمعرفة أن تقريباً كل شيء في ألمانيا يحتاج إلى فترة تدريبية قد تبلغ مدتها أربع سنوات.
تستقبل الجامعات الألمانية أيضاً عدداً هائلاً من الطلّاب الأجانب من مختلف أنحاء العالم، وبأعداد هائلة، وبشكل مختصر شديد كلما ارتفعت الشهادة التي تحملها كلما ارتفع معاشك في عملك، بغض النظر عن جميع النقاط الأخرى، وللدراسة في جامعة ألمانية مجانيّة بدرجة البكالوريوس عليك دون شك تعلّم اللغة الألمانية.
العمل في ألمانيا:
ألمانيا بحر كبير من فرص العمل الكثيرة والمتنوعة، بمعدّل بطالة يبلغ 4.7% متفوقة على معظم الدول العظمة مثل المملكة المتحدة، الولايات المتحدة وروسيا.
تتيح ألمانيا للطلّاب بشكل عام والطلّاب الأجانب بشكل خاص العمل بوقت جزئي يجب أن لا يتجاوز أجره حاجز الـ 450 يورو شهرياً، يطلق عليه اسم (العمل المصغّر)، فبمجرّد ما تخطّى هذا الحدّ لم يعد عملاً مصغّراً أبداً، والهدف الرئيسي من ذلك هو منع الطلّاب من استغلال معظم أوقاتهم في العمل في وقت يجب فيه التركيز على الدراسة وخاصةً دراسة اللغة الألمانية.
حسب قانون الهجرة الألماني، يُحقّ للطلاب الأجانب العمل بوقت محدود قدره 120 يوماً كاملاً، أو 240 نصف يوم في السنة، وإذا لم تتجاوز أوقات العمل 20 ساعة أسبوعياً فليس هناك داع لدفع الضمان الاجتماعي، لكن إذا تجاوزت الأجور حاجز الـ 450 يورو شهرياً فيجب المشاركة الإجبارية بمبلغ في نظام المقاطعة التقاعدي.
الصحّة:
تملك ألمانيا نظاماً صحيّاً عالميّاً بكل معنى الكلمة، يعتمد بشكل رئيسي على التأمين الصحيّ، القانوني (العام) والخاص، وهو إلزامي على جميع الألمان بالإضافة إلى الأجانب الراغبين بالإقامة في ألمانيا، وبناءً على منظمة الصحّة العالميّة فإن نظام ألمانيا الصحّي تم تمويله بنسبة 77% من الحكومة الألمانية و23% من قبل شركات خاصة وذلك منذ عام 2004.
تعتبر ألمانيا بشكل عام من أفضل دول الرعاية الصحيّة في العالم بوجود التأمين الصحّي الإلزامي وعدد كبير من المشافي والمؤسسات الطبيّة المُتاحة والمُتطورة التي تؤمّن الرعاية المناسبة للجميع.
تأتي بذلك ألمانيا في المرتبة الـ 20 عالمياً بمتوسط العمر المتوقّع للعيش الذي بلغ 76.5 سنة للرجال، و82.1 للمرأة. لديها معدّل وفيات رضع ضئيل جداً (4.3 كل 1000 ولادة)، وتحتل المركز الثامن عالمياً في عدد الأطباء الممارسين، فلكل 1000 شخص هناك 3 أطباء وثلث طبيب.
تعاني ألمانيا من مشكلة مباشرة في عدد الولادات، فمنذ سبعينات القرن الماضي تجاوز معدّل الوفيات معدّل الولادات، ولكن بالنظر إلى السنوات الأخيرة الماضية وزيادة عدد المهاجرين تشهد ألمانيا زيادة واضحة في عدد السكّان، وليس فقط القادمين من آسيا بل أيضاً من القادمين من معظم الدول الأوربيّة المُختلفة الذين يبحثون عن حياة أفضل ضمن حدود الاتحاد الأوربي.
الضرائب:
تعتمد ألمانيا نظاماً ضريبياً يمكن وصفه بالجيّد، حيث تُعتبر ألمانيا بشكل عام ثامن أفضل ملجأ ضريبي في العالم والتي بلغت عائداته في 2014 (593 بليون يورو)، متنوعة بين الضرائب المباشرة وغير المباشرة، أهمها ضريبة الدخل والقيمة المضافة (المبيعات) VAT.
قد تصل ضريبة الدخل بناءً على ارتفاعه إلى 45% والذي تتطبق على دخل خاضع للضريبة يتجاوز الـ (250 ألف يورو سنوياً) لفرد متزوّج وفي هذه الحالة إذا تجاوز الدخل (501 ألف يورو سنوياً) للزوجين معاً.
هناك أيضاً ضرائب إضافية مثل تلك الخاصة بالانتماء إلى كنيسة معينة تتراوح بين 8% إلى 9% من الدخل الشخصي بناءً على المقاطعة التي تقيم فيها. في الواقع المسألة الضريبية الألمانية بحر كامل مُعقّد ولا يمكن اختصاره بكلمتين، حتى هناك ضريبة تُدفع لاستخدام التلفزيون والراديو!
النظام السياسي:
يؤمّن النظام الألماني بشكل مباشر الحريّة والاستقرار، والذي انضمّ إليه القسم الشرقي في ألمانيا بعد سقوط جدار برلين عام 1989، مركزاً على الحقوق الأساسية للإنسان، ملتزماً بتعريف ومبادئ الديمقراطية والمقاطعات الفدرالية الاجتماعية، وأساس محكمة عليا تراقب الالتزام بالدستور الألماني. هذا ببساطة واختصار شديد حجر الأساس للنظام الديمقراطي الألماني.
يوكّد دستور ألمانيا على حماية حريّة الفرد، في مجال واسع من حقوق الإنسان والحقوق المدنيّة، ويُقسّم القوى بين المستوى الفدرالي للمقاطعات وبين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.
تمتلك ألمانيا مستشارة ورئيس، بنظام شبيه بالبريطاني بين رئيس الوزراء والملكة، حيث يمثّل الرئيس الألماني الدولة بحدّ ذاتها بالإضافة إلى وجودها، شرعيتها، ووحدتها، بينما تقوم المستشارة بإدارة الحكومة الفدرالية للدولة.
ألمانيا باختصار شديد دولة اتحادية فيدرالية، تتألف كما ذكرنا من 16 مقاطعة أو ولاية تملك كل منها برلمان وحكومة بوجود حكومة (مركزية) تُعدّ السلطة العليا في الدولة.
معلومات أخرى:
- تملك ألمانيا أكثر من 400 حديقة حيوان، وهذا أكبر عدد تم إحصاؤه حول العالم.
- يوجد أيضاً أكثر من 150 قلعة في ألمانيا.
- هي بوابة لا تُقهر للفَنّ الراقي سواء للفنون التشكيلية المختلفة، المسرح الذي لا يموت، والموسيقى التي تعيش للأبد التي كان لها نصيب كبير من التاريخ الكلاسيكي الشهير، ومن أشهر الألمان في مجال الموسيقى لدينا يوهان سيباستيان باخ، لودفيغ فان بيتهوفين، فرانتس شوبارت، يوهانيس براهمس، وريتشارد فاغنر.
- ألمانيا هي سابع أكثر بلد يتم زيارته في العالم، وهي وجهة سياحية لا يمكن تفويتها أبداً، لتصبح بدورها العاصمة برلين ثالث أكثر مدينة يتم زيارتها سنوياً في أوروبا.
- لا يوجد في ألمانيا عقاب لمن يحاول الهرب من السجن، لأنها غريزة أساسية ومتوقعة من الإنسان.
- إذا أردنا الحديث قليلاً عن سلبياتها فهي كما هو الحال في أوروبا لا تعرف الاختراع الذي يُسمّى بالشطّاف الصحّي، وأيضاً مستوى الفكاهة لدى الشعب الألماني منخفض جداً!
تساعد ألمانيا المحتاج بمختصر الكلمة، تدفع الجميع إلى العمل وتقدّم المال لمن يبحثون عنه، تقدّم تسهيلات حياتية كبيرة للمُعاقين وتجعلهم جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليوميّة .. شعب إنساني بالدرجة الأولى، وهي دون أدنى شك جنّة على وجه الأرض بأراضيها الخضراء الشاسعة ومكوّناتها الأساسية التي عانت كثيراً للاحتفاظ بها.