ليس عجبا أن يقال إن الكتاب خير مؤنس وأن قراءة الكتب متعة قد لا تضاهيها مشاهدة الأفلام أو الاستماع إلى الموسيقى لأنها تمكنك من أن تغرف من بحور المعرفة في شتى المجالات، وتغوص في أعماق الخيال الذي تنسجه عقول ألمع الروائيين والشعراء.
وفي حين صارت قراءة الكتب مهددة في عصرنا الحالي بسبب زحف وسائل التكنولوجيا الحديثة، يؤكد الباحثون أن للمطالعة، إلى جانب المتعة التي تجلبها للقارئ، فوائد مهمة لو وعى بها الفرد والشباب، على الخصوص، لما انصرفوا عنها إلى شاشات الحواسيب وهواتفهم الذكية التي تحمل في طياتها الكثير من الأضرار.
في هذه الورقة نتعرف على 10 فوائد يجنيها المرء من قراءة الكتب :
1- تحفيز الدماغ
تؤكد عدد من الدراسات أن التحفيز العقلي من شأنه أن يحد أو يوقف تماما مرض الزهايمر والخرف. فالقراءة بمثابة تمرين لعضلة الدماغ، حيث تضمن له استمرار نشاطه وبقائه في صحة جيدة.
2- التخفيف من الضغط
تساعد قراءة الكتب على التخفيف من حالة الضغط والقلق التي تصاحب الإنسان بسبب مشاكل العمل والحياة اليومية، حيث تساعدنا على الارتخاء وتضمن لنا تسلية نحن في حاجة إليها لنسيان متاعبنا الحياتية.
3- الزيادة في المعرفة
القراءة هي مراكمة للمعرفة التي قد تساعدنا في مواجهة مجموعات من التحديات. كما أن المعرفة هو الرأسمال الذي يصعب فقدانه، على عكس عدد من الممتلكات المادية، ما يجعلها ثروة تستحق الاعتناء بها.
4- تحسين المردودية
يؤكد أن التركيز الذي تتطلبه قراءة الكتب يساعد الفرد على تحسين أدائه ومردوديته، وهو تطور يحتاجه الإنسان في حياته العملية.
5- تنشيط الذاكرة
بين دفتي كل كتاب، هناك كم هائل من الأفكار والمعلومات والأحداث والشخوص الحقيقية والمتخلية. وبالتالي فعملية القراءة هي تنشيط للذاكرة تتواصل مع كل عملية قراءة.
من خلال قراءة الكتب ، يدخل الفرد في عملية مناقشة، حتى ولو كانت صامتة، لما يطالعه من وقائع وأفكار، أو يبدأ في توقع استباقي للأحداث أو السعي لفك رموز قضية أو جريمة ما في رواية بوليسية في نفس الوقت مع بطل القصة، ما يعني تطوير القارئ لملكات التحليل لديه.
7- تنظيم الوقت
على عكس بعض الأفكار الجاهزة، لا تتطلب المطالعة الكثير من الوقت. وهي ليست إهدارا له بل هي عنصر مساعد جدا في عملية تنظيمه واستغلاله، عند التنقل عبر الحافلة أو القطار أو أثناء التواجد في غرفة للانتظار، من أجل التزود بقليل من المعرفة أو الاستمتاع بأحداث مشوقة أو قصيدة رومنسية.
8- تحسين الأسلوب في الكتابة
للقراءة ارتباط وثيق بالكتابة، ومطالعة الكتب، خصوصا التي يتمتع أصحابها بأسلوب جيد، تساعد الفرد على تحسين مستواه في الكتابة.
9- تقديم المواساة
يقول الفيلسوف الكبير مونتيسكو قوله شهيرة في علاقة الكتاب بالمواساة، “لم أشعر يوما بحزن إلا وكانت ساعة من القراءة كافية لمحوه”. هي دعوة إذن إلى أن يدفن المرء حزنه بين صفحات كتاب بدل أن يستسلم لليأس والقنوط.
10- تذكير بكونية الفرد
القراءة ليست تمرينا نخبويا أو حكرا على أصحاب الحظوة من ذوي الشهادات الجامعية أو من يتقنون أكثر من لغة. هناك كتب لمختلف المستويات وحول مختلف المواضيع الاهتمامات. كما أن القراءة تذكير بكونية الفرد الذي يكتشف ارتباطا وجدانيا يجمع بشخوص حقيقية ومتخلية، عاشت في العصر الحالي أو في القرون الغابرة، بين ظهرانينا أو بعيدا عنا بآلاف الكيلومترات.