هبت الكاتبة التونسية فوزية الزواري للدفاع عن الروائي والصحفي الجزائري كمال داود بعد العريضة التي وقعها ضده مفكرون اتهموه فيها بترسيخ الصور النمطية للاستشراق والاستيهمات المعادية للإسلام لدى المتلقي الأوروبي.
وكان كمال داود قد نشر مقالا في صحيفة “لوموند” الفرنسية في شهر يناير الماضي اعتبر فيها أن حادثة التحرش الجنسي التي ارتكبها شباب عرب ومسلمون بمدينة كولونيا الألمانية مطلع السنة الجارية، نابعة من التقاليد الدينية التي تفرض حصارا على الجسد والجنس وتترك الشباب عرضة للكبت.
فوزية الزواري كتبت مدافعة عن الروائي الجزائري متحدية موقعي العريضة ضده لإنكار كون جل المجتمعات العربي تعيش “بؤسا جنسيا كبيرا” بسبب حرمان الرجل والمرأة من أن تكون له علاقة جسدية ما قبل الزواج.
وأضافت الكاتبة أن العقل الجمعي للعرب والمسلمين ينظر إلى المرأة كجسد ينبغي إخفاءه، في الوقت الذي تسود فيه عنصرية تبرر اغتصاب اليهودية والمسيحية لأنهما أقل من المسلمة.
إقرأ أيضا: الطاهر بنجلون يتساءل..ما معنى أن تكون رئيسا يساريا؟
واعتبرت الكاتبة التونسية أن اللاجئين العرب والمسلمين في أوروبا بحاجة إلى تعلم مبادئ العلمانية واحترام الديانات الأخرى والمساواة بين الجنسين.
وبخصوص دعوة موقعي العريضة ضد كمال داود إلى حوار هادئ ومعمق، تساءلت فوزية الزواري هل يعني ذلك التغاضي عن الحديث عن ما يقع داخل مجتمعاتنا ونشعر بعقدة الذنب لأننا نحب مساحة الحرية والانعتاق التي يوفرها لنا الغرب وتغيب في بلداننا؟
وانتقدت الكاتبة التونسية ما قالت إنها نخبة يسارية تريد وضع معاير “التحليل الجيد” وتريد جعلنا “رهائن سياق فرنسي متسم بالخوف من أن نتهم بمعاداة الإسلام”.
وذهبت الزواري أبعد من ذلك حينما اعتبرت أن هذه النزعة التي تسعى إلى أن تملي على المثقفين العرب ما يقولونه ولا يقولونه عن مجتمعاتها أشبه بالممارسات النيوكولونيالية، بحيث أنه ترفض وجود عرب أحرار في تفكيرهم ومتمردون على تقاليدهم.
مثل هؤلاء، يولدون كل يوم في الجهة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، تقول فوزية الزواري، بالرغم من التهديدات التي تطالهم، والذين يدفعون بمجتمعاتهم نحو التغيير.