بمناسبة اليوم العالمي للشعر 21 مارس 2015 أصدر اتحاد كتاب المغرب والاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين بيانا مشتركا، هذا نصه:
تأسيسا على الشعر، بما يمثله من طاقة وعي ونفاذ عابر للزمن، ولما له من مهابة وحضور لافح ومكين، يحتفل الكون باليوم العالمي للشعر، في انحياز للشعر، باعتباره السياق الأتم لإطلاق فيوضات القلب عاليا .. والشعر انفتاح الوعي على الماوراء وما خفي تحقيقا لحضور الكلام الأبهى وتجلياته، حيث يتقدم الشعر بفضائله الباذخة وبإيقاعاته المحمولة على الجماليات، باتساعها الأبهى لتقديم العطايا المعرفية، بما يجعل الكلمة مذّخرة بالحقيقي والبهي في الروح والتجربة ..
والشعراء إذ هم مجترحو هذا الهائل الجسور السيد الشعر، فإنهم يتلقون هذا البوح الساطع لإعادة إطلاقه من جديد إبداعا باقيا يذهب عميقا في الوجدان الجمعي، إعلاء للخير العام وفوح الجمال وقيم الحرية المشتهاة في منازلة القبح والسواد الكابي والسقوط في اللحظة .
ينهض الشعر عاليا ليرفع الفرح باقتدار وارف، وبانحياز الجميل للأجمل، والبلاغة إلى مستقرها المكين ..
والشعر هو من يرمم خرائب الوعي بإفاضة ما ينفع الناس ويمكث في الأرض .. الشعر بما يحمله من فضائل وغايات عليا يعطي للإنسانية معناها بعمق وحق وصدق .
وهو هو الذي يوصل ما انقطع ويلغي المسافات، لأنه نقطة الضوء الوسيعة التي تفكك العتمة وتعمم التنوير بما يليق بالشعر وبدوره وفاعليته في تعزيز جسور التواصل في المشهد الثقافي العربي والإنساني.
إن اليوم العالمي للشعر هو فضاء وفير لكل الشعراء والمنشغلين بالشأن الشعري من أربعة رياح الأرض لإشاعة وهج الشعر وهبوبه العالمي، بما يمنح الثقافة الإنسانية المعاني الضافية لكبح استطالات الإلغاء والمحو والاستلاب وتكسير نصال الظلم والظلام المتمدد بزحفه الناقع .
إنه مناسبة للاحتفاء بالقيم النبيلة وترسيخ دور الشعر في عمقنا العربي لاستعادة المبادرة وتظهير الشعر العربي بغناه الوافر، وبما قدمه لخارطة الإبداع الإنساني من نبيل العطايا. وهو مناسبة أكيدة لتكريم الشعراء، باعتبارهم سدنة الحلم وحراس الكلمة القادرة على تأصيل المدارك وتوسيع بيكار الفرح الكوني..
الشعر سراج الوعي الوهاج به نلوذ ونفضح الظلموت؛
والشعر بيرق الضوء الجدير بالانتباه؛
والشعر سلمة العارفين إلى سماوة الفعل الناجز؛
والشعربيت الشعراء وحنينهم إلى أول الغيم وآخرة الحلم؛
به نحيا.. ونحيا معه سيرة لحدائق الكلام وسر الكون.