تنوعت المواد التي تضمنتها الملاحق الثقافية للصحف المغربية خلال الأسبوع الجاري بين تغطيات لأهم التظاهرات الوطنية وأوراق نقدية حول جديد الإصدارات ونصوص أدبية مترجمة ومقالات فكرية.
وتضمن الملحق الثقافي لجريدة المساء، الذي تتصدره صورة للتشكيلي مصطفى البوجمعاوي أثناء اشتغاله الفني، تعريفا بالإيطالي “أليساندرو موشي … الذي نازل الموت في ملاعب كرة القدم”، بقلم أحمد لوغليمي، وقصائد مترجمة إلى اللغة العربية من ديوان “رائحة الأزقة” (لادوري دي فيكولي) الصادر سنة 2004.
كما تضمن الملحق الثقافي قصة قصيرة لمحمد اشويكة بعنوان (حساسية)، ومقال المحمد رمصيص بعنوان “صورة المرأة في الإشهار” يقول فيه إن “خطورة تسويق جسد المرأة وتسليعه يكمن في كون خطاب الإشهار يوهم المتلقي بأنه يعطي في الوقت الذي يأخذ”، ويخلص إلى أن “الصورة الإشهارية عموما ليست مجرد وصف لمنتوج معطى، ولكنها في العمق تحديد لعلاقات وأنماط سلوك، تعبير متسام عن حاجات معطلة ووسيلة لرصد حجم الجرح وفداحة التشوه، الذي مس الأفراد كما الجماعات”.
وتحت عنوان “محمد وقيدي… الفلسفة ليست في صراع مع الدين والدين ملك للجميع”، نشر الملحق الثقافي حوار مطولا مع الباحث محمد وقيدي أجراه صلاح بوسريف قال فيه إن “ضعف التعليم يمكن أن يؤدي إلى ضعف الشخصية المغربية على العموم، ولذلك ينبغي التعجيل بإصلاح التعليم وإشراك جميع المهتمين بهذا الأمر، بالتفكير في وضع حلول جديدة”.
ولاحظ وقيدي، أو “المواطن الإيبيستيمولوجي” كما سمى نفسه، أن “هناك عجلة في التفكير، وهذه العجلة تؤدي إلى استعجال في النماذج العامة، وإلى غياب المثقفين كذوات قادرة على التحليل في إطاره الموضوعي والعلمي”، مضيفا أن “الكثير من المثقفين أصبحوا، على الأقل، تابعين لما هو إعلامي، بدل أن يوجهوا الإعلام”.
وفي باب “آخر خبر”، أورد الملحق الثقافي لجريدة “المساء” خبر انعقاد المهرجان الوطني الخامس للشعر والأغنية بتازة، وصدور كتاب لمحمد الشيكر بعنوان “محمد المليحي.. سيرة ومنجز”، وتأسيس مثقفين مغاربة بالدار البيضاء “المحترف العربي للثقافة والإبداع”.
وافتتح “العلم الثقافي”، بقصيدة لمحمد بشكار بعنوان “أمشي على غير أرض” وهي جزء من قصيدة “حلم يقبع أعلى الوسادة”، وكذا بخبر احتضان رواق لاتولييه 21 بالدار البيضاء معرضا تشكيليا لمصطفى بوجمعاوي مع صورة ولوحة للفنان.
وفي دراسة عنوانها “الشعر سائلا ومسؤولا أو رحلة الجدارة الشعرية (في ضيافة محمد بنيس)”، رأى محمد بودويك أن “محمد بنيس هو رأس تجربة شعرية ونقدية بله تجربة ثقافية مغربية لا يختلف حولها اثنان”، مضيفا أنه “منذ السبعينات إلى يوم الناس هذا، ظل الشاعر يسأل ويرج بالأسئلة صرحا شعريا من ورق وركاما ثقافيا”.
كما احتوى الملحق الثقافي لجريدة “العلم” على دراسة أخرى لعبد الله رشيق بعنوان “بلاغة الإيجاز والتكثيف في القصة القصيرة جدا (قراءة في نماذج نصية مغربية)”، ودراسة ثالثة لعبد اللطيف الزكري بعنوان “عالم عثمان اشقرا الروائي (قراءة في رواية “النار الحمراء”) .
وفي مجال الإبداع، تضمن العدد “قصائد” لكمال أخلاقي، والجزء الثاني من قصيدة “تأملات في شطحات ديك الجن” لأحمد مفدي، وكذا على قصة قصيرة بعنوان “القفص”، وأخرى للياباني هاروكي موراكامي بعنوان “النافذة” من ترجمة لحسن أحمامة.
أما أوراق “العلم الثقافي”، التي كتبها عبد السلام الطويل وعنوانها “تمارين م.أ.ع. في المصادفة”، فتناولت بالتحليل بحثا أكاديميا لمحمود أمين العالم عن “المصادفة” أنجزه عام 1953 فبل أن يعيد طبعه عام 2003 بالرغم من أنه لم يواصل اهتمامه بالفيزياء والإبيستيمولوجيا.
واهتم الملحق بنشر إصدارات جديدة (ديوان “أخسر السماء وأربح الأرض” لمحمد بنطلحة، و”مصحة الدمى” لأنيس الرافعي و”المسرح والتسامح” عن دائرة الإعلام والثقافة بالشارقة من إعداد عصام أبو القاسم)، وأخبار ثقافية من قبيل منح نابولي الإيطالية جائزة السلام للشاعر عبد العزيز سعود البابطين، وتنظيم الدورة السابعة لمهرجان فاس المتوسطي.
وفي المحلق الثقافي لصحيفة (الاتحاد الاشتراكي)، قارب الباحث حسن لغدش في دراسة حول الرأسمال اللامادي بعنوان “الثابت والمتحول في ثقافة الرأسمال اللامادي بالمغرب” هذا المفهوم انطلاقا من جملة أسئلة، أبرزها “كيف يمكن أن تقنع المواطن المغربي أنه ثري لا مادي ولا مرئي علما أنه ضحية سوء التوزيع العادل والتمكين للثروة؟ وكيف يمكن حل المعادلة الصعبة لتقدير الرأسمال غير المادي”؟
وأجرى الباحث في دراسته مسحا لمختلف الأشكال والبنى والإنتاجات والمحتويات الثقافية التي تدخل في صميم هذا المفهوم في المغرب من مواقع مصنفة تراثا عالميا وفنون معاصرة وحرف تقليدية وتعبيرات أدبية وموسيقية وأفلام ومعارض أدبية وغيرها.
واعتبر لغدش أنه لا بد من التسليم بأن التراث المادي لا يمتح قيمته إلا من التراث اللامادي، وساق في هذا الباب أمثلة لدول صاعدة دبرت تراثها الثقافي بهذا الوعي، داعيا إلى دمج الرأسمال ببعديه المادي وغير المادي في الثروة “وذلك في أفق إعادة تشكيل الطبقة المالكة للمادة مقابل الطبقة المالكة للإبداع والإحساس والسلوك والمهارات الدفينة والمقبرة”.
من جانبه، اهتم شرف الدين ماجدولين بمحكيات شعيب حليفي “لا أحد يستطيع القفز فوق ظله” والتي تتشكل أغلب فصولها من يوميات الكاتب في البيت والجامعة والمنتديات الثقافية والمقاهي والأسواق، معتبرا أن هذه المحكيات كتبت “لصون تفاصيل الحياة الخاصة من الضياع”.
وفي نص أدبي بعنوان “أثر الفراشة” غاصت سلوى ياسين في تفاصيل حياة أسرة صغيرة يراها القارئ بعين الطفولة والرشد في آن. وبضمير المتكلم تسير ياسين بالقارئ في عالم أسرة رغم التصاقها بالتخييل تحاكي وقائع الناس في حيواتهم، من أم “تدس أشياء” للأب حتى يلين، وجدة تفضح ممارسة الأم للسحر ضد ابنها (الأب)، والعمة وحظها العاثر في الزواج والفتاة التي لا تهتم لشيء وتمضي على أثر الفراشة.
وتضمن الحيز الخاص بالشعر ضمن الملحق قصيدة “شيخوخة” لعلي أزحاف، و”لك الأسماء كلها” لمحمد العربي هروشي، و”سنترال ستاسيون” لسعيد أنوس الذي آثر كتابة عنوانها بالأحرف الفرنسية.
وتصدر الملحق الفني لصحيفة “المنعطف”، الإعلان عن تنظيم مؤسسة أحمد الطيب العلج للمسرح والفنون الشعبية حفلا كبيرا بمدينة الدار البيضاء إحياء لذكرى رحيل هرم المسرح والأغنية والزجل المغربي الراحل الكبير أحمد الطيب لعلج.
وذكرت، تحت عنوان “كأس البلار الذي نشرب منه مياه الأصالة الفنية لازال يدور بيننا”، أن حفل الاعتراف هذا سيشارك فيه نجوم مغاربة من مختلف الأجيال، من بينهم الموسيقار عبد الوهاب الدكالي والمطربة لطفية رأفت والفنان محمد الإدريسي وأمال عبد القادر وفؤاد الزبادي وغيرهم.
وتوقف عند موعد السينما الوطنية المرتقب نهاية الشهر الجاري، مقترحا على قرائه “فلاش باك” نحو مجريات الدورة الرابعة للمهرجان التي نظمت في دجنبر من سنة 1995.
كما أبرز الملحق جديد المبدعين المغاربة، فقدم باكورة أعمال الحسين الشعبي المسرحية، “الساروت”، الصادرة عن مركز المسرح الثالث للدراسات والأبحاث الدرامية، ناقلا عن الشاعر والكاتب عزيز الحاكم القول في تقديمه لهذا العمل إن المسرحية تستدرج القارئ “على مهل إلى عوالم الترهيب والعنف الممنهج، من خلال شخصيتين يجمعهما فضاء واحد وتفرق بينهما مقاصد كثيرا لاختلاف وضعيتيهما (فالأول طبيب نفسي والثاني معتقل بالخطأ)”.
أما “الملحق الثقافي” لجريدة (بيان اليوم)، فقد تضمن افتتاحية القاص عبد العالي بركات (على موعد) بعنوان “معرض الكتاب” سلط فيها الضوء على جديد المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، وتقديما لكتاب “مصادر من التراث العسكري المخطوط بالمغرب” للعقيد المتقاعد أحمد البسيري، وتغطية بعنوان “التباس الحدود وشاعرية الحكاية في ‘عطر الخيانة’ للقاص المغربي عماد الورداني”.
وتابع الملحق الشأن الثقافي في المغرب أيضا من زاوية جديد الإبداع الروائي، من خلال تقديم الكاتب المغربي محمد فاهي رواية “خريف العصافير” للكاتب المغربي خالد أقلعي، وجديد الإبداع القصصي من خلال المجموعة القصصية الثالثة، “النظير”، للمبدع المغربي ميمون حرش، وجديد الدراسات من خلال كتاب المفكر المغربي عبد الإله بلقزيز “نقد التراث”، والذي يعد الجزء الثالث من مشروع “العرب والحداثة”، بالإضافة إلى “عتبات صحراوية، قراءات في المنجز السردي والأكاديمي بالصحراء” للباحث بوزيد الغلى.
كما تضمن العدد قصيدتي “ظلال المفترق..” لعبد الغني فوزي، و”فلتقاوم” لثلاث عبد العزيز، وشذرات للشاعر المغربي عبد الكريم الطبال، فضلا عن قصة قصيرة لمحمد الحاضي بعنوان “سيدتي”.